صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم السبت 09 - 03 - 2002م

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |   ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع | مجموعة الحوار |ـ

.....

   

رؤية

زيارة على استحياء

الرئيس بشار الأسد في بيروت

بقلم رئيس التحرير : زهير سالم

الإثنين 20 ذو الحجة 1422 –  04 آذار 2002

ـــــــــــــــــــــــــ

وصل الرئيس السوري بشار الأسد إلى بيروت الأحد في 3/3/2002 ومع أن وسائل الإعلام العربية ولا سيما الفضائيات، قد نقلت أخبار الزيارة، وتوقفت عندها منذ مساء السبت 2/3/2002 إلا أن الصحف السورية الرئيسية الثلاث: (البعث والثورة وتشرين) أجمعت يوم الأحد على تجاهل الزيارة، ولم تقترب منها، وكأنما قد فرض عليها أن تلتزم الصمت حيال الزيارة لسبب أو آخر..

وزيارة رئيس سوري إلى لبنان حدث له دلالته وأبعاده، إذ تشكل هذه الزيارة كسراً لتقليد سوري منذ قيام دولة لبنان تقريباً، حيث لاتزال للعلاقة السياسية السورية ـ اللبنانية خصوصيتها التي تجعل حميمية العلاقة تحول دون التمثيل الدبلوماسي، وتتجاوز كثيراً من المراسيم البرتوكولية، في الخمسينات كان المواطنون في سورية ولبنان، يتداولون (العملتين) وكأنهما عملة واحدة، فبإمكانك أن تقبض أو تدفع بالعملة اللبنانية، أو السورية لا فرق في كل من دير الزور أو صيدا، وربما الذي أنهى هذا الوضع هو تفاوت قيمة العملتين فيما بعد، لا لأسباب سياسية، وظل تنقل المواطنين بين البلدين لا يحتاج إلى تأشيرة دخول (فيزا).

إلا أنه منذ الحرب الأهلية التي نشبت في لبنان، وقيام سورية بدور أساسي في السيطرة على الواقع اللبناني، من خلال قوات الردع العربية أولاً، ومن خلال اتفاق الطائف ثانياً، نشأ شعور مكبوت لدى بعض الفرقاء اللبنانيين، ثم تحول إلى تصريحات ومواقف معلنة، تحاول كلها أن تنظر إلى الوجود السوري في لبنان وكأنه وجود (أجنبي) أو محاولة من محاولات السيطرة، أو الاستلحاق...!!

ولقد اعتمدت هذه المشاعر أو المواقف، على بعض الممارسات أو التصرفات للمسؤولين السوريين على مستويات مختلفة عبر ما يقرب من ربع قرن هو عمر الوجود السوري في لبنان، فكثر الحديث: عن سيادة الدولة اللبنانية، والاستقلال اللبناني، وحرية القرار، وانسحاب جميع القوات الأجنبية (كان هذا إبان احتلال إسرائيل للجنوب وكان المقصود أن تنسحب إسرائيل من الجنوب وسورية من الشمال..)

ومن جهة أخرى فقد تغذت هذه المواقف ـ أحياناً ـ من رؤى وأفكار، لا يحب أصحابها أن يفصحوا عنها، كما كان وراءها مغذيات سياسية خارجية في بعض الأحيان..

وتأتي زيارة الرئيس بشار الأسد للبنان اليوم، محطة في العلاقة السورية ـ اللبنانية، وتجاهل الصحف السورية الرسمية لها في يومها الأول، والذي أشرنا إليه في مقدمة المقال، لا يغير من طبيعة الأمر شيئاً.

لقد أخذت الزيارة من الناحية البرتوكولية بعدها الكامل: استقبال رسمي، ونشيدين وطنيين، وحرس شرف، وطلقات مدفعية كل هذا ليرد من الناحية الشكلية على المتحدثين عن السيادة اللبنانية، فالزيارة ببعدها الرسمي، زيارة رئيس دولة، لدولة أخرى، وليست زيارة لمحافظة من محافظات الجنوب، كما يكون الأمر حين يزور الرئيس محافظة من محافظات الشمال السوري..

ومن الناحية السياسية، تأتي الزيارة على عتبات مؤتمر القمة العربي، وفي أحضان مبادرة الأمير عبد الله ولي العهد السعودي، هذه المبادرة التي لاتزال الحكومة السورية تتلقاها بالصمت، بل وتبث حولها العديد من التساؤلات، إنه الحذر السوري من انفلات الموقف اللبناني من النافذة السعودية...

وبين إرسال رسائل مطمئنة للمتشككين أو المشككين في السيادة اللبنانية، وفتح ذراعي الاحتواء من مبادرة ولي العهد السعودي، ووضع الأرضية المناسبة لمؤتمر القمة العربي تتحدد أهداف وأبعاد زيارة الرئيس بشار الأسد إلى لبنان...

إن المواطن العربي في كل من القطرين الشقيقين، ومع حرصه المطلق على خصوصية العلاقة وحميميتها، وإلحاحه على ضرورة استمرارها في إطارها: القومي ـ والإقليمي يحب أن يرى في هذه الزيارة نافذة لإزالة كل عوامل الاحتقان في العلاقة السورية اللبنانية، ونقصد هنا العوامل الموضوعية التي تجعل فريقاً من الأشقاء، يشعر أنه في مقام المعتدى عليه والمستلب نتمنى للبنان وأهل لبنان كل الخير، ونتمنى ألا يكون الحب السوري مفروضاً عليهم، بل أن يكون متبادلاً، وأن يستشعروا المعاني الإيجابية المطلقة للكينونة معاً مع الاحتفاظ بحقوق الذات واحترامها.

كما نرى في زيارة الرئيس بشار الأسد، فرصة لامتصاص كل العوامل السلبية التي تدفع في طريق شرذمة الواقع الوطني، والإقليمي.

 ومن ناحية أخرى لا بد للمرء أن يعبر عن ارتياح عميق للمبادرة التي تمت أيام عيد الأضحى في الشمال السوري مع جيراننا (الأتراك) على الطرف الآخر من الحدود... إن سياسية إيجابية منفتحة على دول الجوار جميعاً لجديرة أن تفتح أمام قطرنا نوافذ ليس للسياحة والاستجمام والاقتصاد فقط، وإنما للاستراتيجية أيضاً.. وإنه لمن المعيب أن تجيد السياسة الصهيونية اللعبة، فتقفز من فوق رؤوسنا لتصنع من تركية حليفاً استراتيجياً.. ونعجز نحن عن ذلك، مع ما بيننا من روابط الجوار والعقيدة والتاريخ المشترك..  السابق

 

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  الموقف  
  برق الشرق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  تراث  
  بيانات وتصريحات  
  بريد القراء  
  قراءات  
  شآميات  
 

 

  اتصل بنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

2002 © جميع الحقوق محفوظة     

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد ـالموقع | مجموعة الحوار |ـ

| ـالموقف |  برق الشرق  | رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  | تراث  | بيانات وتصريحات |  بريد القراء |  قراءات  | شآميات  |  ـ