صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأحد 28 - 07 - 2002م

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |   ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع | مجموعة الحوار |ـ

.....

   

 

قراءات

قسم الترجمة والمتابعة

كتاب

دول الشرق الأوسط الراديكالية

وسياسة الولايات المتحدة

تلخيص موجز

إن التحدي الذي تفرضه الأنظمة الراديكالية في الشرق الأوسط على الولايات المتحدة، والتي هي ليبيا والعراق وإيران وسورية، هو واحد من أهم القضايا السياسية الخارجية التي تواجه واشنطن اليوم. هذه الأنظمة رغم كونها قد ضعفت بزوال الاتحاد السوفييتي، إلا أنها لم تصبح عاجزة على الإطلاق. في أعقاب الحرب الباردة، تنعم الولايات المتحدة في الوقت الحالي بفترة من السطوة في المنطقة. ومع ذلك، فإن بإمكان الوضع أن يتغير في مدة قصيرة من الزمن، ولذلك يتوجب على الولايات المتحدة أن تضع وتؤكد أسساً لسياستها في الوقت الذي لاتزال فيه ذات اليد العليا.

يتبع كل من الأنظمة الراديكالية جدول أعمال مرتكز على أهداف غير منطقية تتضارب مع أهداف الولايات المتحدة طويلة الأمد. إن الهدف الأساسي للأنظمة الراديكالية هو السيطرة الإقليمية. لهذه الغاية، فإنهم يواصلون انهماكهم في طموحات ببرامج أسلحة تقليدية وغير تقليدية، ويقومون بتعزيز الإرهاب، ويغذون عداءً عاماً تجاه الغرب وتجاه إسرائيل؛ وبقدر ما تسعى الولايات المتحدة إلى الإبقاء على الاستقرار في الخليج، وتعزيز عملية السلام العربي ـ الإسرائيلي، وخفض حدة الإرهاب الدولي؛ فإن عليها إعاقة طموحات هذه الأنظمة الراديكالية. لقد كانت سياسات الولايات المتحدة تجاه هذه الدول في الماضي غير ناجحة تماماً وتركت المنطقة في حالة عدم استقرار. إن سياسة ردع أمريكية أقل عدائية حصدت النتائج المباشرة التالية: قام العراق باجتياح الكويت، وأبقت إيران ديبلوماسيين أمريكيين في طهران كرهائن لديها لما يزيد عن عام، وتسببت في عدم استقرار المنطقة بمساعدتها للثوريين الإسلاميين، وهاجمت ناقلات البترول في الخليج الفارسي، وقد تهجمت ليبيا على قوات الولايات المتحدة ونظمت هجمات إرهابية، وقامت سورية باحتلال لبنان فعلياً، كما دعمت الإرهاب، وفاقمت من حدة الصراع العربي ـ الإسرائيلي.

وتظهر الخبرة السابقة أن الولايات المتحدة لا تستطيع تحويل هذه الأنظمة إلى أنظمة معتدلة عبر تقديم التنازلات وعن طريق الاسترضاء. بغير ردع أمريكي ستستمر الدول الراديكالية في التحريض على النزاعات والأزمات في الوقت الذي يعملون فيه على طرد التأثير الأمريكي من المنطقة.

رغم أن هذه الأنظمة متشابهة في آلياتها الداخلية وحماسها الإيديولوجي، إلا أنها مختلفة في أهدافها الخاصة ووسائل تحقيقها:

ـ إيران تسعى للسيطرة على الخليج الفارسي.

وهذا صحيح منذ أن تم إضعاف العراق بعد حرب الخليج عبر بنية عسكرية مميزة، واللجوء إلى الثوريين الإسلامويين عبر الخليج، يأمل الرئيس الإيراني في محو تأثير الولايات المتحدة، واكتساب السلطة على ملكيات الخليج، واستهلال عصر سيادة إيران في المنطقة. التقارب بين دول المنطقة رغم كونه محتملاً، إلا أنه يعود بشكل نهائي إلى طهران. قبل أن تحدث أي تطورات جدية في العلاقات ، يجب أن تطالب الولايات المتحدة إيران بتغيير سياساتها، فيما يتعلق بالإرهاب، وبادعاءاتها في الخليج، وبنيتها من الأسلحة غير التقليدية. إضافة إلى ذلك يجب أن يفهم الإيرانيون أن القيام بمساع لتشويش محادثات السلام العربية الإسرائيلية ستتسبب في رد رادع من الولايات المتحدة.

ـ يمثل عراق صدام حسين تحدياً مستمراً لمصالح الولايات المتحدة:

لقد بدأ صدام حسين حربين في محاولة لإنشاء هيمنة في الخليج، ولا يوجد ما يدل على أنه قد تخلى عن هذا الهدف. لقد صمد صدام حسين أكثر من جورج بوش الأب، وإسحاق شامير، وميخائيل غورباتشوف، وتوركت أوزال، ومن الجلي أنه يأمل في الانتقام من الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، وهو بالتأكيد سيعمل لإعادة بناء جيشه ولاستغلال كل فرصة لاختبار صدق الإدارة الأمريكية.

رغم أن تأييد نظام العقوبات سينخفض مع الوقت، إلا أن الإدارة الأمريكية يجب أن تظهر الاستمرارية في سياسة الولايات المتحدة، ولا ينبغي أن تسمح لصدام بإدارة جدول أعمال الولايات المتحدة في المنطقة. لقد وضح سلوك صدام حسين في المنطقة أنه لا يمكن كسب أي شيء من استرضاء الحكام الراديكاليين. بدلاً من ذلك فإن إظهاراً ساحقاً للقوة والتصميم هو أمر ضروري لإجبار قادة من مثل صدام حسين على التخلي عن سياسة المجابهة.

ـ سلوك ليبيا إنما هو نتاج لرجل واحد، معمر القذافي، ورغم أنه لا يظن أنه يشكل تهديداً جدياً لمصالح الولايات المتحدة مثل صدام حسين، إلا أن القذافي لديه في أدنى حد القدرة على زعزعة استقرار المنطقة.

لقد بدأ القذافي باستفزازاته عندما أظهر الغرب نفسه على أنه ليس مستعداً لمجابهته. وبعكس ذلك قام في بعض الأحيان، بتقليل نشاطاته الإرهابية رداً على انتقام الولايات المتحدة. بعمل هذا قد يكون يتحين فرصاً أفضل كما فعل في الماضي.

ـ تدرك سورية تفوق واشنطن العالمي وتبدي بعض التعاون مع مبادرات الولايات المتحدة، بما في ذلك عملية السلام العربية ـ الإسرائيلية. إنه ليس تغيراً رئيسياً من القلب من قبل الرئيس السوري، تغيراً يحفزه إلى قيادة البلاد في طريق أكثر اعتدالاً في الظاهر. في الحقيقة فإن الطريق الحالي الذي يسلكه الأسد عبر عملية السلام يتصادم مع طموحاته السياسية الأكبر.

بسبب حرب الخليج وانهيار الاتحاد السوفييتي، تتمتع أمريكا بكونها الآن ذات اليد العليا في علاقاتها مع سورية. وبما أن الأمر كذلك يجب أن تجبر الولايات المتحدة السوريين على إنهاء تأييدهم للإرهاب، وعلى تنفيذ اتفاقية الطائف، وعلى إيقاف مشاركتهم في تجارة المخدرات. لا ينبغي أن تكون هناك مقايضة بين التعاون السوري في عملية السلام والتطورات الضرورية للسياسة السورية في المجالات الأخرى. يجب أن تأخذ واشنطن موقفاً قوياً، وأن تظهر لسورية أن عليها أن تتصرف بشكل مختلف عما كانت عليه في الماضي.

باعتبارها القوة الوحيدة في العالم، فإن الولايات المتحدة تتمتع بحرية أكبر لوضع جدول أعمال لها في الشرق الأوسط. ينبغي أن تستخدم واشنطن تأثيرها للدفع باتجاه إنهاء التطرف الراديكالي، والتصلب، والعدوانية، والإرهاب.

إن تقليل الخوف من ضغط الولايات المتحدة أو من عقوبتها لن تنجح إلا في تدمير توازن القوى، والتقدم في عملية السلام العربي الإسرائيلي. بالتحديد فإن سياسة أمريكية جازمة بإمكانها أن تقود أخيراً إلى انخفاض الإرهاب، وإلى تعزيز الديمقراطية، وإلى وضع حد لامتلاك الأسلحة الغير تقليدية.

الإرهاب:

جميع هذه الدول الأربع هي دول داعمة للإرهاب. مع كون عملية السلام العربي الإسرائيلي في حالة تقدم وإمكانية التوصل إلى اتفاقيات دائمة قد أصبح أمراً يلوح في الأفق، فإن على الولايات المتحدة أن توقف نشاطات الدول الداعمة للإرهاب.

الديمقراطية:

رغم أن تشجيع الديمقراطية في الشرق الأوسط أمر ذو قيمة، إلا أنه في الوقت الحاضر وبالنسبة للدول الراديكالية، لا يمكن البدء بها. فقادة هذه الأنظمة سيتمسكون بالسلطة بكل الوسائل الممكنة، وهكذا وبينما يمكن استخدام الديمقراطية كشعار، إلا أن تطبيقها في الوقت الحالي هدف غير واقعي.

أسلحة غير تقليدية:

لأن هذه الدول هي الدول ذات الاحتمال الأكبر لاستخدام أسلحة الدمار الشامل، يتوجب على الولايات المتحدة أن تمنع الأنظمة الراديكالية من الحصول على الأسلحة غير التقليدية. رغم أن هناك الكثير من الفجوات في نظام السيطرة على التصدير الدولي، إلا أن هذه القضية لا يمكن تجنبها.

رغم المناخ العالمي الجديد، لم تقم أي من هذه الدول بتخفيض طموحاتها أو أهدافها بعيدة المدى وماتزال هذه الأنظمة الراديكالية تأمل في مواصلة تحقيق أهدافها في التوسع والاعتداء، بالاعتماد على الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل. لا تستطيع الولايات المتحدة تحويل الأنظمة الراديكالية إلى أنظمة معتدلة، بدلاً من ذلك يجب أن تستفيد من الوضع الحالي وأن تعمل بشكل نضالي لردعهم.

 

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  الموقف  
  أخبار وأحداث  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  تراث  
  بيانات وتصريحات  
  بريد القراء  
  قراءات  
  شآميات  
 

 

  اتصل بنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

2002 © جميع الحقوق محفوظة     

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد ـالموقع | مجموعة الحوار |ـ

| ـالموقف |  برق الشرق  | رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  | تراث  | بيانات وتصريحات |  بريد القراء |  قراءات  | شآميات  |  ـ