|
في
ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
(ندافع
عن إنسانيتنا)
كئيب
هذا اليوم في أجندتنا الوطنية، كئيب مع
أنه عند الآخرين عيد. كئيب لأنه يشككنا
في إنسانيتنا المنسية في تلافيف أدمغة
المستبدين الكبار.. وآدميتنا المنتهكة
تحت سياط المستبدين الصغار.
من
يصدق تفاصيل ما فعل بعض بني جلدتنا بنا
؟! كانت البداية مع أتاتورك الذي انقلب
على (إنسانيتنا) فكانت أول الثمار
الشوهاء أولئك الأحرار الذي علقوا على
المشانق في السادس من أيار. كان
أتاتورك أول المطر الأسود.. الذي أنبت
من بعد الطاعون الأحمر والأسود على
السواء.
قرن
مضى وإرادة المستبد الكبير تؤكد على
ضرورة أن يمارس المستبدون الصغار (المحو)
و(الإثبات) في شخصية هذا الشيء، الذي هو
نحن، والذي يبخلون عليه حتى الآن
بتصنيف (إنسان).
قرن
مضى والأمة أجمع في مختبر التجارب..
مختبر
الترغيب، مواقع ومناصب ونجومية وجوائز
وأموال وسلطة قادرة على أن تفعل ما
يملى عليها..
ومختبر
الترهيب.. قتل وسجن وتعذيب وتشريد وما
شاء خيال كل جبان مأفون وسلطة بيد
جلاوزة أغبياء يمارسون القهر والتغييب
والقتل وحفر القبور وبناء الأسوار.
الذي
يغيظ المستبد الكبير أن نهاية المسلسل
لم تكن وفق ما رسم صاحب (بداية ونهاية)
حامل جائزة نوبل للسلام، وإنما كانت
النهاية عين لبداية، وردت الحقيقة
التابع والمتبوع إلى المربع الأول،
وما نشاهده اليوم هو فصول من مشاهد (الحساب)..
في
اليوم العالمي لإعلان حقوق الإنسان..
علينا
أن ندرك أننا ندافع عن إنسانيتنا في
خضم المعركة المتراكبة مع ظلمات
الاستبداد. والدفاع عن الإنسانية شيء
مقدم على الدفاع عن الحقوق..
وإنسانيتنا ليست وجوداً مادياً من لحم
ودم، وإنما هي هويتنا التي تميز
خصوصيتنا وتحميها. وفي هذا الإطار نفخر
بدورنا الحضاري في حماية حقيقة
الإنسان بعيداً عن أشكال التمييز
العرقي والعنصري والمادي. فنحن حملة
النداء الأول (يا أيها الناس..) (يا أيها
الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى
وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن
أكرمكم عند الله أتقاكم). ونحن أصحاب
الشعار الأول: (متى استعبدتم الناس..)
وبين النداء والشعار سيبقى الدفاع عن
الذات خيارنا حتى نحتل مكانتنا بين
الناس.
21
/ 12 / 2003
|