صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأربعاء 30 - 04 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |   ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع | كــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

برق الشرق

ثلاث رسائل لم تفهم في دمشق

 التحرير ـ التحررـ السيادة

أما رسالة واشنطن فقد فهمت في دمشق بل فقهت. وتحولت الإشارة الأمريكية إلى عبارة. والعبارة إلى أمر، ودخل الأمر حيز التنفيذ الفوري. فنفض الأصل يده من الفرع. وأغلقت حدود العراق على أهله، ورأى المستجيرون أنهم (بعمرو) قد استجاروا، فقرءوا السلام على (أوجلان) ثم عادوا من حيث جاؤوا. سجية تلك في أصحابها غير محدثة. عُلقت القضية الفلسطينية في أعناق أصحابها. وتسابق المسؤولون السوريون ليقولوا للعالم: إن قضيتهم الأولى والأخيرة هي (الجولان). وأنهم مستعدون للعودة إلى طاولة المفاوضات والنزول عند الشرط الشاروني (بدون شروط) !!

ثمة رسائل كثيرة تطايرت في زحمة الأحداث لتتساقط (ظَهرَ) المسؤولين السوريين، أغفلها القصور، أو الإبطاء، أو الاسترخاء.

كانت الرسالة الأولى، رسالة التحرير. أطلقها (الجولان) الأسير، ودق ناقوسها بقوة وحمية الفدائيون السوريون الذين استُنفروا فنفروا للدفاع عن العراق: العقيدة والأرض والحضارة والتاريخ. كان (النفير) الشعبي الحي تعبيراً عن وحدة العقيدة واللحم والدم والكينونة والصيرورة. فتساءل (الجولان): الأرض والإنسان أي معركة تحرير كان يمكن أن يخوضها هؤلاء الذين يكتنزون هذا الحجم من البطولة والفداء ؟! من يحول بين هؤلاء وبين أرضهم المغتصبة منذ أربعين عاماً ؟! رسالة ناطقة معبرة أرسلها أبناء سورية إلى قيادة تجاهلتها وتجاهلتهم. وأصرت على أن (الجولان) لن يتحرر إلا من دهليز مفاوضات تكون مع شارون بدون شروط !!

وكانت الرسالة الثانية، التي رفض النظام استقبالها، رسالة التحرر الوطني، رسالة نزلاء المطامير والمقابر الجماعية، الرسالة الحية المعبرة عن الارتكاس الإنساني، عندما يتملك الإنسان السلطة ويتجرد من القيم. ويبدو أن تلك (المقابر) وهذي (المطامير) هي القاسم المشترك الأعظم بين المتبقي من حزب صار إلى حزبين، وقام، زعموا، على إرادة الوحدة والحرية وكرامة الإنسان. أي إحساس بالمهانة ينتابنا ونحن ننظر إلى الآخر يشمئز من فعل محسوب على أمة جاءت بالخير والحب والرحمة لبني الإنسان.

وكانت الرسالة الثالثة، رسالة التمسك بالسيادة، التي أرسلتها القوى السياسية المعارضة. فقد أجمع الطيف السياسي السوري من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار على الانحياز إلى الصف الوطني في مواجهة التهديدات الأمريكية. وكان موقفاً وطنياً صميماً وحميماً. لم يكن ليغيب عن أفق الداعين إلى الاجتماع تحت الخيمة الوطنية أن النظام سيكون له خيمة أخرى، وخيار آخر خيار جربه مرات ومرات في تاريخه المديد. وهكذا انفصل الموقف الوطني في سورية: شعب (يقاوم)، وقوى سياسية ترفض الانحناء، وفي المركز الهامش مسيطرون يرضون بالدون مقابل الاستمرار. ويعلنون استعدادهم للذهاب مع الأمريكيين إلى حيث يريدون، وبالطريقة التي يريدون، بلا تردد ولا خوف !!

30 / 4 / 2003السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  الموقف  
  برق الشرق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  تراث  
  بيانات وتصريحات  
  بريد القراء  
  قراءات  
  شآميات  
 

 

  اتصل بنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد ـالموقع | كــتب | مجموعة الحوار | ابحث في الموقع |ـ

| ـالموقف |  برق الشرق  | رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  | تراث  | بيانات وتصريحات |  بريد القراء |  قراءات  | شآميات  |  ـ