صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأحد 23 - 05 - 2004م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

القمة العربية

إذ تبحر عكس إرادة الشعوب

قالوا اقترح شيئاً نجد لك طبخه     قلت اطبخوا لي جبة وقميصا

تلك هي المفارقة بين توجه الحكام وتوجه الشعوب في عالمنا العربي..

الشعوب العربية لا تنقصها الحكمة، ولا ينقصها التبصر بالعواقب، ولكنها تقوّم الأمور على أساس أن الأسوأ قد حصل، ولم يعد هناك شيء يخاف عليه حكيم أو يتمسك به متدبر مكيث.

وبين ما يجري في غوانتنامو و(أبو غريب) وما يجري في رفح وبغداد، سقط كل شيء، وأصبح الاشتراك في الموت الجماعي هو أقل العزاء الذي يتطلع إليه الإنسان العربي.

لم يعد هناك معنى للدولة، ولا معنى للسيادة، ولا معنى للمسؤولية، ولا معنى للحدود، ولا معنى للوجود، فلتكن العواصم العربية كلها بغداد، ولتكن المدن والقرى العربية كلها رفح، ولتكن الأحياء كلها حي السلطان.. ولتكن المعركة مفتوحة من طنجة حتى جاكرتا. فلم يعد هناك شيء نخسره!! وحين تفتح المعركة على هذه الجبهة العريضة فربما استردت الأمة بعض الكرامة بدل أن تموت صبراً وهي ترقب مسلسلات الموت من وراء شاشة التلفاز.

وعلى الطرف الآخر، طرف المسؤول العربي، فإن المستعصم لا يزال يحلم أن يترك له التتار (بغداد)، أو ألا يبخلوا عليه بقصره فيها!! ولكن التتار بخلوا عليه حتى بميتة شريفة بحد السيف، فداسوه بأقدامهم بعد أن عبؤوه بكيس وأغلقوا عليه.. فكان جزاؤه الجزاء الأمثل لانحطاط الهمة ووهن العزيمة.

المسؤول العربي في موقع لا يحسد عليه، وهو حين يفكر بطريقته النمطية، وبثوابته الشخصية المسبقة لن يكون قادراً على صنع شيء!!

أي رسالة بالغة سيرسلها الحكام العرب للعالم أجمع حين يعلنون، في قمتهم المنعقدة في تونس، سحب كل مبادرات السلام، ورفض خارطة الطريق، والعودة بالموقف العربي إلى المربع الأول، وإلى اللاءات العربية التي وإن تكن لم تكسبنا شيئاً فقد حافظت على شعورنا بالحد الأدنى من الكرامة، الذي أفقدتنا إياه مبادرات السلام العقيم.

في ذكرى تقسيم فلسطين وفي مخاضات الدم على الأرض العربية، وصبغة الهوان في السجون الأمريكية، لن يخرجنا مما نحن فيه إلا قرارات صعبة وجريئة تنقلنا من حال إلى حال. قرارات يؤكد المسؤول العربي من خلالها أن ولاءه لكرامته ولأمته يتفوق على كل ولاء. فهل يفعلها المسؤولون العرب في تونس هذه الأيام؟!

23 / 5 / 2004السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
 

اتصل بنا

 
   
   
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ