صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الإربعاء 02 - 07 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |   ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع | كــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

برق الشرق

المستفيد الأول

ملفات غير عاجلة

في إطار المخاض الوطني الذي يشهده القطر العربي السوري هذه الأيام حيث استطاعت الأحزاب والنخب السياسية والثقافية أن تتوحد في شبه مشروع وطني للتغيير، ذلك الذي تجسد في المطالبات الوطنية المتوافقة من غير اتفاق، والتي أعلن السيد الرئيس في مقابلته مع محطة العربية الفضائية أنها جزء من برنامجه ورؤيته، وأن إلحاح المواطنين عليها مسوغ ومقبول بسبب تأخر تنفيذها. ومن ثم إعلان السيد الرئيس أن تغييراً إبجابياً عاجلاً ستشهده الساحة السورية، ليس بسبب الإملاءات الخارجية كما يفسر البعض، بل لأن الموقف العام نفسه يقتضي هذا التغيير.

في هذا السياق الوطني المشترك الإيجابي البناء، المتعلق بالتفاؤل والأمل، والمتخوف من الارتداد والانحسار، كما حصل بالأمس القريب، تتسلل أقلام واهنة بحسن نية أو بأختها لتفتح ملفات أو تعبث بجروح ما آن لها أن تندمل !! في طريقة من التعاطي السياسي (المنبت) عن مقتضيات المصلحة الوطنية العليا، في إطاريها الداخلي والخارجي معاً!!

في قرآننا العظيم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ..)، وفي أدب علمائنا (ما كل ما يعلم يقال)، وفي حقائق السياسية ومقتضياتها أن الحكمة هي وضع الشيء في موضعه وأن كلمة الحق قد يخدم بها الباطل، على ما أعلن الإمام علي، رضي الله عنه، يوم رفع الخوارج شعار (لا حكم إلا لله..)، فقال: (كلمة حق يراد بها باطل). وكان رجل يقال له (صبيغ) في عهد عمر يمتحن المجاهدين بمتشابه القرآن فيسأل المجاهد المنصرف إلى الفتح عن معاني قوله تعالى (والذاريات) (والنازعات) و(السابحات) موهماً إياه أن الأولى به تعلم تفسير القرآن، فكان لعمر في تأديبه شأن وأي شأن.

إن سياق الحركة الوطنية في سورية اليوم في بعديها الداخلي والخارجي يتركز في سياسات الجذب لا النبذ، في الكلمة (الجامعة) التي تكثر السواد، وتروم الخنادق وتجسر الفجوات، وتستقطب القوى، لتعبر بالوطن النفق، وتقتحم معه التحديات التي تتعاوره من يمين وشمال.

حين يكون الوطن كله بين (النابين والمخلب)، وحين تكون العقيدة والحضارة والزمان والمكان والإنسان تحت قوس التهديد (الإرغامي) أو (الاستئصالي)، يكون من حقنا أن نستعير من ابن بيت النبوة عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، استنكاره على متفقهي دم البراغيث، يوم قال لنجدة بن الأزرق وأصحابه من الخوارج: يا أهل العراق قتلتم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقصد سيدنا الحسين عليه السلام، وتسألون عن دم البراغيث !!

في وطننا اليوم سورية، نشيد علوي عام يتوجه إلى اللقاء الوطني، والمشروع الوطني، الملتحم في الإطار الوطني المعترف بالتعددية: الدينية والإثنية والمذهبية، المتجاوز لسلبيات الفرقة، المتركز في الروح الإيجابية ترعاها دولة مؤسساتية جامعة، تقوم على صندوق اقتراع حر ونزيه وشفاف.

نأمل أن تكون لحركة المد هذه قدرتها على تجاوز كل المعوقين والمثبطين والمثاقلين الذين أطلق عليهم رئيس الجمهورية (حراس المصالح الشخصية)، داخل الوطن كانوا أو خارجه، وأن تكون لها قدرتها على المضي بعيداً عن المتمترسين وراء الماضي وعقده وإفرازاته.

ما يتفاعل على الساحة اليوم من خطاب إيجابي وطني حار ومسؤول، في غنى عن إثارات (سويلم) اليهودي في أناشيد يوم (بعاث)، حيث كاد أن يعيدها جذعة في صراع أراد له الاستئناف بين الأوس والخزرج !!

ربما بعد أن يتعارف أبناء الوطن أكثر، وفي بحبوحة العاطفة عاطفة الانتماء الصادق إلى الأيكة والقرية والحضارة والتاريخ ؛ يكون للعقول مداها في هدأة النفوس في رد بعض الحق أو كله إلى أهله. والحق في كل أمره علوي إلا في علاقة بين الأهل والعشيرة حيث قال معاوية، رضي الله عنه،: يا معشر قريش أتريدون الحق أو ما هو فوق الحق ؟ فقالوا: وما فوق الحق ؟! قال: العفو.

ملفات الماضي المضرجة ليست عاجلة، ولا هي بذات أولوية، وإنما العاجل هو ملفات المستقبل. كانت لرشيد رضا صاحب المنار، وأحد رؤساء المؤتمر السوري العام، قاعدته الذهبية (نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه..) وكان حسن البنا رحمه الله يقول (لئن نجتمع على قليل من الخطأ خير من أن نفترق على كثير من الصواب..)

أما ابن القيم الإمام المفسر الحنبلي، الذي كان يحضر مجلس وعظه الخلفاء والوزراء والكبراء وجماهير أهل بغداد سنيهم وشيعيهم وكلهم يدعيه.. فقد أجاب بكلمته الجامعة عندما اتفق السنة والشيعة على امتحانه لاستلحاقه !! فسئل وهو على المنبر: أيهما كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر أو علي ؟! فقال رحمه الله: (أحبهما إليه من كانت ابنته تحته) ثم نزل

فكانت كلمة جامعة من حنبلي (يوصف بالتشدد)، ونحن اليوم إلى أخواتها أحوج من قول فصل في بعض القضايا الحرجة يعيدنا الحديث فيها، إلى حيث يريد المستفيد الأول: سويلم اليهودي ومن وراءه.

2 / 7 / 2003السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  الموقف  
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  تراث  
  بيانات وتصريحات  
  بريد القراء  
  قراءات  
  شآميات  
 

 

  اتصل بنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد ـالموقع | كــتب | مجموعة الحوار | ابحث في الموقع |ـ

| ـالموقف |  برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  | تراث  | بيانات وتصريحات |  بريد القراء |  قراءات  | شآميات  |  ـ