صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الاثنين 28 - 04 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |   ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع | كــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

برق الشرق

هل يكف الأمريكيون عن مغالطة أنفسهم ؟

إلى باول القادم إلى المنطقة

الديمقراطية هي الحل يقولها الأمريكيون...

تردد شعوب المنطقة بأسرها: نعم الديمقراطية هي الحل. فأين تقع المفارقة في المعادلة ؟ الحديث الأمريكي عن الديمقراطية لا يقل عنجهية وخصوصية عن حديث بعض الأنظمة الشمولية !!

الديمقراطية في الأصل منهج محايد. وصندوق الاقتراع الشفاف معبر مباشر عن إرادة الشعوب. ولكن الرغبة الديمقراطية الأمريكية، كما الممارسة الشمولية، تثير السخرية والإشفاق. فكل من الأمريكيين والشموليين يبحث عن ديمقراطية محسوبة النتائج، تخدم تطلعاته أو مصالحه.

الاستقرار والأمن في المنطقة لن يتحقق عبر عمليات تزييف ديمقراطي، المشكلة ليست في اللافتات والعناوين. الاستقرار والأمن سيتحقق عبر حكومات تمثل ضمير الأمة الواحدة وإرادتها. وعلى الولايات المتحدة كما على الغرب أجمع أن يوطنوا أنفسهم على التعامل مع أمة قوية متحضرة. وأن يتوقفوا عن وأد محاولات التحرر والنهوض.

رواسب الماضي ببعده (الصليبي) المغلوط، كما ترويجات بعض الصغار في المنطقة، المستفيدين من توظيف حالات (الاستبداد) لمصالحهم؛ الاستبداد السياسي والاستبداد الثقافي، يضاف إلى ذلك تصرفات بعض الممتلئين بالقهر والإحساس بالمهانة هذه العوامل الثلاثة تشترك في بلورة الموقف الأمريكي الرافض للديمقراطية الحقيقية في المنطقة العربية والإسلامية. وهذا الرفض مؤهل ليثمر دائماً علاقة (أمريكية ـ عربية) محاصرة في دوامة التنابذ والكراهية.

لابد للولايات المتحدة، إذا كانت تريد حلولاً تاريخية حقيقية لعلاقة إنسانية مستقبلية، أن تخطو خطوة عملية نحو شعوب المنطقة. وأن تتوقف عن دعم الأنظمة الشمولية المستبدة، وعن توظيفها في تحقيق مصالحها القريبة والعارضة. وأن تنسحب من مقام الوصاية، وتنتقل من سياسة الإملاءات إلى سياسة الحوار. الذي لن يقوم إلا على أساس احترام كينونة الشعوب وتاريخها وإرادتها.

قد تكون الجولات الأولى للقاء الحضاري أو السياسي صعبة وشاقة، وقد تكون جسور الحوار غير معبدة. ولكن حالة الفصام (الحضاري) هذه لابد أن ينكسر أحد طرفيها. المطلوب من الولايات المتحدة أن تعترف بشعوب المنطقة وليس فقط بأنظمتها. إن الاعتراف بأنظمة لا تعترف بها شعوبها، أو لا تعترف هي بهذه الشعوب ؛ لن يغني الولايات المتحدة في علاقاتها الحضارية والسياسية شيئاً.

التصريحات الأمريكية المتناثرة، من فم رامسفيلد وتشيني وكثير من طبقتهم، المطالبة بالديمقراطية والمصادرة عليها، لن تأتي للعالم بالأمن والسلام والاستقرار. لأن نزوع الإنسان إلى حريته كرامته واستقلاله لا حدود له. وأي محاولة لتزييف إرادة الإنسان مهما كان عنوانها زاهياً لن تأتي للإنسانية بخير.

لقد سقطت المراهنات الغربية والأمريكية على الحكومات الاستبدادية والشمولية. وخلال نصف قرن استطاعت شعوب المنطقة أن تطور وسائل مقاومتها في محاولة دؤوب للانتصار في معركتها لتحقيق الذات.

كل ما قدمه المستبدون للولايات المتحدة كان (حصاد هشيم) أو (قبض ريح). ربما يستطيعون الاستمرار في سياسات القمع والاستئصال والإقصاء التي أعانتهم الولايات المتحدة عليها طويلاً. ولكنهم لن يكونوا أبداً قادرين على إنجاز أساس حضاري مكين يصلح لتبنى عليه العلاقة الإنسانية والحضارية البناء السليم.

على باول القادم إلى المنطقة أن يدرك جيداً أن فيها شعوباً تعشق التحرر وهي تنادي بالديمقراطية المعبرة عن الإرادة الذاتية لا عن رغبات وطموحات الآخرين.

28 / 4 / 2003السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  الموقف  
  برق الشرق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  تراث  
  بيانات وتصريحات  
  بريد القراء  
  قراءات  
  شآميات  
 

 

  اتصل بنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد ـالموقع | كــتب | مجموعة الحوار | ابحث في الموقع |ـ

| ـالموقف |  برق الشرق  | رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  | تراث  | بيانات وتصريحات |  بريد القراء |  قراءات  | شآميات  |  ـ