صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأحد 14 - 04 - 2002م

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |   ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع | مجموعة الحوار |ـ

.....

   

رؤية

التغيير المنشود بين القدرة والإرادة

شعارات كثيرة أطلقت عن التغيير في سورية، وآمال كبيرة تعلقت به، بعضها سبق وفاة الرئيس الأسد، وبعضها تأكد بعد وفاته، وثالثة اشتمل عليها البيان الرئاسي الأول، ورابعة تناول جانباً منها قياديون ومسؤولون رسميون، وخامسة أشاعها إعلاميون مشايعون في الداخل والخارج، وسادسة حلم بها آباء وأمهات وأبناء وأخوة وأخوات مازالوا منذ عقود ينتظرون، وسابعة تفاءل بها مثقفون وسياسيون، وثامنة وتاسعة..

دراسات ومقالات وتحليلات كثيرة أيضاً تحدثت عن التغيير، ورصدت أبعاده وآثاره، وتفننت في تعديد اشتقاقاته وألوانه، وأكثر هذه الدراسات كانت إلى التفاؤل أقرب ومعظمها أكد أن التغيير كان دون الطموح المنتظر، وتحدث عن الأسباب والتمس المعاذير ...

التغيير و الإدانة ...

كثيرون من مرتكزات المرحلة السابقة ـ إن صحت العبارة ـ صوروا الحديث عن التغيير حديثاً عن إدانة عهد مضى، ولذلك صادروا على المطلوب، وأعلنوا رفضهم لأي حديث عن التغيير لئلا يكون فيه إدانة للذات، ونسي هؤلاء أن التغيير سنة من سنن النمو والتطور، وأن الشاب اليافع لا يستطيع أن يعود إلى ثوبه الذي تجاوزه، جسده مهما كان إعجابه بهذا الثوب !!

وابتدع آخرون شعار (التغيير من خلال الاستمرار)، واعتبروا نهج الرئيس الراحل سنة ثابتة من سنن الكون، وحقيقة من حقائق الوجود، دون أن ينتبهوا إلى ما في ذلك من تناقض مع الموقف العلماني، الذي يدعون إليه، واقتراب من طبيعة الموقف الديني الذي منه يحذرون، ولكن بتبديل سنة بسنة ونهج بنهج !!

وحين نقترب من مواجهة الحقائق أكثر، نستطيع أن نلمس أن مقاربة التغيير في مرحلة الإعداد للولاية، كانت أكثر وضوحا وأبعد أثراً، حيث تم الكشف عن العديد من  ملفات الفساد، التي اعتبرت دفعة أولى على الحساب، للفت انتباه المواطنين وكسب ولائهم، ولكن يبدو أنها كانت الدفعة الأولى والأخيرة.

يقال إن في سورية جدلا بين الاستمرار والتغيير، حتى أن صحافياً حصيفاً ينقل عن المواطنين السوريين أن الحال لم يتغير لديهم بانتقال الرئيس السابق من القصر إلى القبر، وأنهم يشعرون أنه ما يزال يحكمهم بأدواته من هناك ...!!

ويرى آخرون أن الحرس القديم، وهو مصطلح قد يكون وهمياً إلى حد كبير، قد ضمن للرئيس بشار الاستقرار إذا التزم هو بالاستمرار، وأن حالة الاستقرار التي شهدها العام الذي مضى، أقنع الرئيس الشاب بأن يتناسى أن بينه وبين أبيه قرابة أربعين عاماً ... وأن هذه السنوات ليست فارقاً بين عمر فردين فقط، وإنما هي أيضاً عقود من المعطيات أصابت العام والخاص من حياة الناس في الداخل والخارج ..

مناخ التغيير :

لقد أُستقبل الرئيس بشار الأسد، بمناخ إيجابي وحار لإنجاح عملية التغيير، ولا سيما حين أجمعت القوى السياسية والثقافية والشعبية على التعامل الإيجابي مع عهده، والقبول بالتغيير المتدرج في غضون ظروف بالغة الدقة ...

وبالغت هذه القوى بالتفاؤل، وقبول التدرج، وذهبت مذاهب شتى في تفسير موقف الرئيس، فتحدث بعضهم عن الاستفادة من التجربة البحرينية في التغيير والتعامل مع المعارضة، وذهب آخرون إلى أن الرئيس بشار  يدرس التجربة الصينية في هذا المجال، بينما رأى فريق ثالث أن وضع سورية أقرب ما يكون إلى التجربة الإسبانية، حين انتقل الحكم من قبضة (فرانكو) الحديدية إلى نظام ديمقراطي دستوري. في حين حذر المتحفظون من التجربة السوفيتية، أو اليوغسلافية!!

إن مدار التغيير متوقف في حقيقة الأمر، على الرئيس بشار الأسد، فهو مناط هذا التغيير، وهو موضع الأمل فيه، ومع أن البيان الرئاسي قد تضمن وعوداً صريحة وأخرى خجلى بتغيير إيجابي منتظر، إلا أن ما حدث في هذا الميدان، كان محدوداً جداً.. ولم يرق حتى إلى أفق الوعود التي أطلقها الرئيس نفسه !!

في حين يتحدث المتشائمون عن إرادة الرئيس للتغيير، و يؤكدون أن كل ما تم الحديث عنه أو الوعد به، لم يكن أكثر من (حديث ليل) طوحت به شمس الضحى...!!

يتحدث المتفائلون عن قدرة الرئيس على إحداث التغيير المنشود في سياق زمني متسارع، ويرون أن الرئيس يتحرك وسط منظومة من القوى والمؤثرات شديدة المراس، وأن ما في آمال الرئيس أكثر بكثير مما هو في آمال مواطنيه ..وأن عليهم أن ينتظروا ..فقط أن ينتظروا !! وقديماً قالت العرب: ويل للشجي من الخلي، وربما تنفع وصفة الانتظار أماً ثكلى، وطفلاً شب بعيداً عن رعاية أبيه!!

وفي باكورة أعداد (الشرق العربي) سنحاول أن نرصد أبعاد التغيير وانعكاساته بعد سنة من حكم الرئيس بشار.. بموضوعية لا ينقصها التفاؤل، وبتفاؤل لا يجري وراء سراب.السابق

 

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  الموقف  
  برق الشرق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  تراث  
  بيانات وتصريحات  
  بريد القراء  
  قراءات  
  شآميات  
 

 

  اتصل بنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

2002 © جميع الحقوق محفوظة     

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد ـالموقع | مجموعة الحوار |ـ

| ـالموقف |  برق الشرق  | رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  | تراث  | بيانات وتصريحات |  بريد القراء |  قراءات  | شآميات  |  ـ