صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الجمعة 20 - 06 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |   ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع | كــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

برق الشرق

المحكمة الجنائية الدولية

يحلم الأفراد والشعوب في العالم، وبعض الحلم أضغاث، أن تضع المحكمة الجنائية الدولية، حداً لتغول القوى العالمية على الشعوب، والسلطة على الأفراد. وجود المحكمة الجنائية الدولية يعني أن تكون هناك سلطة أعلى تضع حداً لغطرسة القوة، أو لإرهاب السلطة، الذي هو منبع كل إرهاب في العالم، فيعيش الإنسان في ظلها آمناً على نفسه وعقيدته وعرضه وماله وهذه هي المقاصد العامة التي قامت الشرائع لحفظها وحمايتها.

العجيب أن الولايات المتحدة التي تزعم أنها حاملة لواء شرعة (حقوق الإنسان) في العالم وحاميتها، لم توقع على قرار تأسيس هذه المحكمة، بل وتحفظت عليها، وأخذت تجمع تواقيع دول العالم بعدم مقاضاتها أو مواطنيها إلى هذه المحكمة ؟

في الموقف الأمريكي هذا، وفي مواقف جميع السلطات التي تنحاز ضد (الإنسان) وحقوقه الآدمية والمدنية الطبيعية يكمن السر في الإرهاب الذي يتنباكى الإرهابيون منه وهم يمارسونه على الإنسان المستضعف ليل نهار.

أفانين الموت والذل الذي يمارسه هؤلاء على الإنسان المتعلق بالحياة غريزياً، تدفعه لينخلع منها فيقدم على الموت، في حالة من اليقين تؤكد له أن جميع الطرق إلى العدالة مسدودة، وأنه يستحيل عليه أن يصل إليها عن طريق الحوار.

العالم مملوء بالظلم وبالظالمين وبالمظلومين المطرودين من دائرة الحياة مركزاً أو محيطاً، ومشروع الاستبداد في العالم العربي الذي فرض القهر على المنطقة حتى تسبب فيما تسبب فيه، كان مشروعاً غربياً، (بدأ أوروبياً وانتهى أمريكياً). وكانت النظرية الغربية تقول (إن سكان الغابة هؤلاء لا يستحقون الديمقراطية). ومادامت مخرجات الديمقراطية لا تخدم المصالح الغربية، فليكن الاستبداد هو البديل. كانوا يرون في الاستبداد مرحلة لغسل أدمغة الشعوب، وتحويلها إلى تابع يعشق الأنموذج الغربي ويخضع لمثاله، ولكن المستبدين خيبوا ظن الغرب فيهم، فقد كانوا هم أيضاً يملكون طموحاتهم الشخصية، كما أنهم نشؤوا في عين الغابة التي نشأت فيها شعوبهم.

وهكذا وجد صاحب مشروع السيطرة نفسه أمام معضلة حيث لم يفلح المستبد التقليدي، كما لم يفلح المستبد الثوري، وقاد الجميع الأمة العربية إلى الحالة الراهنة، حالة المجتمعات البائسة اليائسة التي ترود أفقاً ذاتياً حضارياً سدت في وجهها الطرق إليه.

لن ينتفع الأمريكيون بالديمقراطية المشروطة، وبن يفلحوا باستلاب دور المستبد المباشر لينفذوه على طريقتهم، العدل وحده والحرية وحدها والاحترام المتبادل بين الأمم والأفراد والحضارات هي المدخل للقرية الكونية التي تظللها شرعة العدل لحماية حقوق الإنسان، وتقوم عليها محاكم إنسانية عليا كالمحكمة الجنائية الدولية التي تتهرب الولايات المتحدة من التزاماتها.

20 / 6 / 2003السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  الموقف  
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  تراث  
  بيانات وتصريحات  
  بريد القراء  
  قراءات  
  شآميات  
 

 

  اتصل بنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد ـالموقع | كــتب | مجموعة الحوار | ابحث في الموقع |ـ

| ـالموقف |  برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  | تراث  | بيانات وتصريحات |  بريد القراء |  قراءات  | شآميات  |  ـ