صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الخميس 09 - 10 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

برق الشرق

ليست معادلتنا صعبة

ولسنا عاجزين .. ولا مستعجلين

أرسل إلينا من يوقع باسم عربي سوري رسائل عديدة يزين فيها الخلاص الداخلي على طريقة ما يدعوه الخلاص العراقي. ويطالب هذا الداعي الملح بالالتحام بفريق، يزعم أنه وطني، يسعى للتأليب لخدمة مشروع يعترف هو أنه ذو وجهين، ويؤكد أن اقتناص الفرص في تقاطع المصالح هو جوهر العمل السياسي وكنهه.

كان تقريره الأخير مشحوناً بالاستفزاز حين حاول أن يثبت من خلال جردة معلومات ،أن دوائر الأمن السورية قد زودت الدائرة الأم (C. I. A) بملفات كاملة عن رجال المعارضة السورية، والإسلاميين منهم بشكل خاص، مع صورهم الشخصية، وأماكن إقامتهم الحالية، ومواقعهم ومهامهم !! يضيف (فاعل الخير) هذا أن هذه التقارير كانت محشوة بمعلومات تحريضية، وغير حقيقية بغية إيقاع هؤلاء المواطنين في طاحونة الحرب الأمريكية على الإرهاب، التي طالما ادعى المسؤولون السوريون أنهم عانوا منها، وطالما افتخروا أنهم كانوا على رأس المتعاونين مع الولايات المتحدة على كشف مرتكزاتها.. ولا ينسى (فاعل الخير) أن يؤكد أنه لولا العقلانية، وبعد النظر وحسن التأتي والإنصاف لدى الجهة التي استلمت التقارير، لكان كثير من رجال المعارضة والمتحدثين باسمها، في خبر غير مقدر، ولعل هذه الخاتمة هي بعض تحميل الجمايل، وإبداء حسن النوايا، وترك أثر للأيادي البيض.

وبناء على كل ما تقدم يستغرب (الداعي) المذكور، أن يرانا ندور في حومة ما يسميه السلطة السورية، وأن نعلن انضمامنا إليها (!!) وهي لا تدخر وسعاً في أذيتنا وإلحاق الضرر بنا ،دون أن تراعي حرمة المواطنة ورحم الانتماء، كما لا ينسى أن يؤكد أن التغيير الإيجابي في سورية حالة ميؤوس منها، إلا من الباب الذي يقترحه، وأنه إن كان ثمة تغيير قادم على أيدي المسؤولين السوريين فهو إلى السلب أقرب !!

كنا قد أغفلنا العديد من هذه الرسائل والدعوات، التي ما تزال تردنا بأساليب مختلفة منذ ما يزيد على ستة أشهر، ولكننا حيال كل ما مضى نحب أن يكون جوابنا لصاحب الدعوة ورفاقه جهاراً نهاراً وعلى رؤوس الأشهاد؟

نحب أن نؤكد أن معادلتنا ليست صعبة، وأننا لسنا متناقضين في مواقفنا، ونحن نعرف جيداً ما نريد، بخلاف ما يحاول صاحب الدعوة أن ينسبه إلينا تحت عناوين مزخرفة تشي بنسبتنا إلى البساطة والطيبة أو  إلى التلقائية والسذاجة.

النقطة الأولى التي نحب أن نؤكد عليها هي أننا نميز جيداً بين سورية (الدولة) وسورية (السلطة). ونحن حين نعلن أننا مع الوطن وسيادته وقوته ووحدته وحريته وازدهاره.. فإنما ننحاز إلى سورية (الدولة) ونحن والسلطة وكل من وما نما على هذه الأرض جزء منها ، شاء من شاء وأبى من أبى. خلافنا مع السلطة لا يعني خلافاً مع الدولة ولا يقتضيه، واعتراضنا على سياسات السلطة لا يعني اعتراضاً على (الدولة). وحين تقع (الدولة) في مأزق أو تحت قوس أي تهديد فسيكون كل الشرفاء والصالحين في خندق وطني واحد، لا يشذ عنه إلا من انخرمت فيه صفات الشرف والصلاح.

حتى في صراعنا مع السلطة ثمة ضوابط أساسية، فنحن نعتبر ما فعله (ميشيل عون) وما قد يفعله آخرون على طريقته من خوارم المروءة في إطار الصراع السياسي بين الخصوم. وإذا صح ما ينقله صاحب التقرير عن تحريض السلطة للآخر الخارجي على أبناء الوطن، فللسلطة ولرجالها أن يقفوا تحت القوس الأخلاقي الذي يختارون ؛ ولكن ردة الفعل لن تدفعنا إلى منافسة أحد في مساقات المنكر الوطني أو السياسي أو الأخلاقي. فمعادلتنا إذن واضحة دائماً، نحن ندافع عن سورية الدولة: السيادة والأرض والإنسان وننحاز إليها ونناجز كل من يبغيها بسوء..

وحين نشتد على (السلطة) نحاول أن نمارس نوعا من الاستفزاز بضراوة لنحرك حالة الموات المفضية إلى الإخلاد إلى الأرض. نقاوم بأخلاقنا النابعة من شريعتنا وقيمنا ويبقى ضابط الخلاف بيننا وبين الآخرين قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (الناس معادن: خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا). ومن قبل قال أبو جهل في عنفوان الجاهلية: (كيف إذا تحدثت العرب أننا تسورنا الدار على بنات العم). وقال عمرو بن العاص (والله لآتينه غدا عنهم بما أستأصل به خضراءهم فقال له عبدالله بن ابي ربيعة وكان أتقى الرجلين فينا لا تفعل فان لهم أرحاما وإن كانوا قد خالفونا) أما الإلحاح دائماً على عجز المعارضة الوطنية وضعفها وعدم قدرتها، وعلى الظروف الدولية والإقليمية المحيطة بها، وعلى ضرورة أن تجد لنفسها نقطة ارتكاز تعتمد عليها، في هذا الفضاء المخيف حسب عبارة الداعي صاحب التقرير؛ فمن المفيد أن نوضح أننا لا نشعر بضعف ولا عجز ولا قصور.. بل نشعر بحضور قوي فاعل ومؤثر ليس في الساحة الوطنية فقط وإنما في الساحة السياسية والفكرية والحضارية وفي إطاريها العربي والعالمي.

نشعر أننا ننداح في العالم كمطر الربيع، لقد مرّ خريف الإسلام، ويكاد شتاؤه أن يتصرم ونحن نستقبل الربيع.. نرقب بدقة تغلغل الإسلام (الفكرة)، وتمثل الإسلام السلوك. المستعجلون فقط هم الذين انتظروا أن تخرج الثمرة من رحم الشتاء، الثمرة تخرج من قلب الزهرة، والزهرة إنما يصنعها الربيع. ونحن نعيش بحق هذا الربيع.

الأخطاء الصغيرة، والتجاوزات الصغيرة، والأفعال المنبتة عن السياق كل هذا يتلاشى كما موج البحر، ويبقى من البحر لازورده الصافي متلاحماً مع زرقة السماء.

ونحن لا نراهن على عرض عاجل، ولا مصلحة آنية قريبة ؛ نحن نراهن على الإنسان، ونحن نحصي دقات القلوب في كل يوم، مع انتظار الفرج، نشعر أننا نكسب الرهان. والإنسان الذي نراهن عليه هو الذي يصنع في سورية اليوم ربيع التغيير.

9 / 10 / 2003السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
 

اتصل بنا

 
   
   
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ