صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم السبت 27 - 03 - 2004م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

لم يقتلوه ولكن..

مهازيل رؤية وفكر هؤلاء الذين يظنون أنفسهم سادة العالم في القرن الحادي والعشرين.. نفوس متقزمة لا تكاد ترى أبعد من أرنبة الأنف أو موضع القدمين، في قرن المناظير والحاسبات الإلكترونية التي تيسر الحساب والرؤية على البصير والكليل.

لقد نجح ذلك الرجل المقعد على كرسيه المتحرك، غير الإلكتروني، في إعصار المعلوماتية المحوسبة التي تعد على بني الإنسان الأنفاس، في أن يطلق مشروعه وسط الضوضاء والزحام.

كان صوته نقياً واضحاً، وكانت حركته مسددة قاصدة، وفوق كل الدوائر المحلية والعالمية تصدرت الدائرة التي رسم، وفوق كل الأصوات والعنعنات علا صوته وتردد في آفاق العالم صداه.

نجح الشيخ أحمد ياسين في مشروعه العام حين أسس لحركة مقاومة إسلامية قاصدة ومنضبطة، لا تعرف الفوضى ولا تتحرك في العماء. ثم نجح في إطلاق الأنموذج الذي أسس مثلاً يحتذى لكل المقهورين والمستضعفين من بني الإنسان.

ونجح الشيخ أحمد ياسين، وهو على كرسيه المدفوع في مشروعه الخاص، فعاش الحياة مكابدة وعناء وجهاداً ومصابرة حتى قفز إلى عرش الشهادة ـ بإذن الله ـ بطريقة عجز عنها الكثيرون من الأقوياء الأسوياء..

كان أحمد ياسين الرجل في زمن عز فيه الرجال، فحول جيلاً كاملاً من أبناء فلسطين إلى مجاهدين يحمل كل واحد منهم بحق (روحه فوق راحته). فهل قتل هؤلاء المهازيل حقاً الشيخ أحمد ياسين أم أنه هو الذي قتلهم.

سيجيب على السؤال بدقة، ذاك الذي يستطيع أن يبصر النقطة الأبعد في صيرورة الصراع الذي نقله الشيخ أحمد ياسين بمشروعه من منحنى الانحلال والتلاشي إلى صاعد التميز والصلابة.

والذين قتلوا الشيخ أحمد ياسين أكدوا بقتله على صدق طروحاته، وسلامة قناعته، مهروا بدمه الطاهر الزكي الحقائق الذي عاش الشيخ أحمد ياسين لها ومن أجلها.. وترك للصغار من حوله البناء على رمل الشاطئ بالزخرف والبهرج..

لم يقتلوا الشيخ أحمد ياسين حقاً، وإنما قتلوا حظهم في البقاء، وفرصتهم في التعايش مع جيل يولد اليوم ليتمنى كل واحد من أبنائه أن يكون الشيخ أحمد ياسين.

كان صلاح الدين الحلقة المنجزة في سلسلة الأمراء المجاهدين والمحررين، وكان أحمد ياسين الأول في إطلاق سلسلة المقاومين. لا يهم أن تتحرر فلسطين على يد أحمد ياسين الأول أو أحمد ياسين السابع.. وإنما المهم أن أحمد ياسين قد نجح في إطلاق القطار.. وأن فلسطين ستتحرر يوماً نرجو ألا يكون بعيداً.

27 / 3 / 2004السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
 

اتصل بنا

 
   
   
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ