صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الثلاثاء 30 - 12 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

لن يلقي شارون حبل النجاة

البداية من الصفر

في رد رئيس الوزراء الصهيوني أريل شارون على مبادرة الرئيس السوري بشار الأسد في دعوته إلى استئناف محادثات السلام بين سورية ـ ودولة الكيان الصهيوني. قال شارون (إن أي مفاوضات مع سورية يجب أن تبدأ من الصفر).

مبادرة الرئيس بشار الأسد التي أطلقها في مطلع كانون الأول 2003 عبر حديث إلى (نيويورك تايمز) ودعا فيها (إلى العمل الدؤوب لاستئناف المفاوضات بين سورية وإسرائيل من النقطة التي توقفت عندها قبل أربع سنوات من أجل أن نتوصل ـ حسب عبارة الرئيس بشار الأسد ـ إلى أفضل النتائج في أقصر وقت ممكن.. ولم ينس الرئيس بشار الأسد أن يتقدم خطوة باتجاه الرغبة الصهيونية في تحديد ماهية السلام المنشود حين قال (.. إن تعبير التطبيع لا يعرف أي حدود، وهذا يعني علاقات متكافئة مثل التي تربط بين سورية والولايات المتحدة..) لسنا بصدد التوقف عند العبارة الأخيرة وربطها بسياقات أخرى كان الرئيس بشار الأسد يؤكد فيها على عدم وجود خلافات مع الإدارة الأمريكية، وعلى الصداقة التي تربط بين الإدارتين السورية والأمريكية !!

حديثنا في هذا السياق عن جوهر المبادرة، حيث كثرت في الزمن الأخير المبادرات العربية المهدورة منذ مبادرة القمة العربية في بيروت والتي ألقى بها  كل من شارون وبوش دبر أذنيه على ثقلها، إلى مبادرات عديدة فلسطينية وسورية ومصرية كلها تتوسل السلام وتستجديه حتى وضعتنا جملة التنازلات التي يقدمها الساسة العرب أمام قاعدة شارون الأساسية (السلام مقابل السلام) ناسفاً ذلك الشعار الذي تذرع به السلميون العرب كثيراً: (الأرض مقابل السلام..)

ومع كل مبادرة تنازل جديد، وإظهار للضعف جديد يقابله على الطرف الآخر رفض وتشدد..

إذا كان مفهوم التطبيع، على الطريقة التي تقدم بها رئيس الجمهورية، أمراً ليس بذي بال فلماذا امتنعت سورية عن صياغة هذا الكلام السهل منذ مؤتمر مدريد. حيث كانت إسرائيل تصر على توضيح (ماهية السلام) وأبعاده. وكانت سورية تصر من طرفها على أن السلام يعني انتهاء حالة الحرب، وما عدا ذلك فلكل حادث حديث..

في الملعب السياسي ليس من يشفق على الآخر ويرحمه، فهل كان الرئيس بشار الأسد يتوقع من شارون حبل نجاة يخفف عنه شيئاً من حزمة الضغط الأمريكي ؟! أليس هذا هو الفهم الذي فهمه شارون وليس نحن، من تصريح الرئيس الأسد عندما علق عليه (محذراً من أن يكون الاقتراح مناورة لتخفيف الضغط الأمريكي على سورية..)

وإذا كانت سورية ليست في حفرة كما أكد عليه وزير الخارجية فاروق الشرع منذ يومين في لقاء الجبهة الوطنية التقدمية فلماذا تتصرف إذاً كأنها كذلك..؟! ربما يكون المرء في حفرة بالفعل ؛ ولكن عزة النفس تمنعه عن التهالك على مرأى من العالمين.

أما دعوة شارون إلى العودة بالمفاوضات إلى نقطة الصفر.. فهي دعوة لا تحتاج منا إلى الكثير لفهم مغزاها.. ولكم نتمنى أن تمتلك الحكومة السورية الجرأة ذاتها، ولتعلن قبولها المقترح الشاروني، ولتعود بالقضية إلى الصفر؛ ولكن  ليس إلى صفر مدريد وإنما صفر الرابع من حزيران 1967.

30 / 12 / 2003السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
 

اتصل بنا

 
   
   
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ