صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الجمعة 31 - 01 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |   ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع | كــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

برق الشرق

شارون يأتي وشارون يروح والجولان ينتظر

تمثل قضية تحرير الجولان المحتل منذ 1967 أولوية مطلقة على الأجندة الوطنية للشعب السوري، أو هكذا ينبغي أن يكون.

ولكن المتابع لنشاط الديبلوماسية السورية بوجهيها الناعم والخشن، يلحظ غياباً مطلقاً لهذه الأولوية عن البرامج والسياسات. سوى ألفاظ روتينية باهتة تذيل بها البيانات المشتركة، التي تؤكد على حق سورية التاريخي في الأرض المغتصبة منذ ما يقرب من أربعة عقود، أو في بعض الزيارات التظاهرية (للقنيطرة المحررة) تقوم بها بعض الوفود بين الفينة والأخرى لأسباب كثيرة لعل آخرها السبب السياسي.

لقد كلف تحرير القنيطرة التي بقيت مواتاً الشعب السوري اتفاقية (فصل القوات) (1974)، والتي عنت بالصيرورة تكريس الاحتلال، وتجميد قضية التحرير، تحت ذريعة إنجاز تحريري مجزوء وموهوم.

يتساءل الشعب السوري: إلى متى ؟! إلى متى ننتظر؟!! والحكومة والحزب القائد للدولة والمجتمع، يتسكعان في الشارع السياسي الدولي حيث يفرض الأقوياء أولوياتهم، ويبقى على شعبنا أن ينتظر في طوابير الاستجداء السياسي سلاماً أثبتت تجربة أوسلو أنه مفرغ من كل معانيه، سوى إرادة العدو الذي يجعل للكلمة في كل اتفاق ألف معنى.

ومنذ ما يقرب من أربعين عاماً لم تتقدم أية حكومة سورية بمشروع لتحرير الجولان إلى مجلس الشعب، كما أن وزير الدفاع المشغول دائماً بأولوياته التي منها التأليف في فن الطبخ لم يشعر أبداً أنه معني بمشروع التحرير الوطني، الذي يظن أنه مطلوب من قادة آخرين.

ينتظرون المنحة من الإدارة الأمريكية والإدارة الأمريكية ستبقى مشغولة بقضاياها الكبرى، العراق وكوريا وإيران، والمنظمات الفلسطينية والانتفاضة والبترول وفسادها الداخلي واقتصادها المتدهور وسلسلة من الأولويات اللامتناهية. كل هذا سيجعل المنتظرين يراحون بين رجل وأخرى في موقف الذل في طوابير التوسل المقيت.

لقد أدرك الشعب اللبناني روح المعادلة فبادر إلى انتزاع أرضه من يد العدو عنوة بجهد وجهاد ودماء وصبر ومصابرة وهو بذلك قد استحق التحية ومايزال.

وأدرك الشعب الفلسطيني كذلك خواء الاتفاقيات والمعاهدات مع قوم قال الله تعالى فيهم (أو كلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم كأنهم لا يعلمون.) فما يعقده رابين، ينقضه باراك، وما يوافق عليه باراك يرفضه شارون في متوالية من العبث السياسي الذي لا طائل من ورائه إلا استدامة الاحتلال، والتمتع بثمراته هينة لينة: الإنسان والأرض والمياه والثروة وقبل كل ذلك كسر الإرادة وإثبات الذات.

لقد أدرك الشعب الفلسطيني هذه الحقيقة، فوضع أقدامه على أول طريق التحرير الحقيقي بالمقاومة الحية الرائعة التي يتشكى منها البعض لأنهم يتناسون قوانين السياسة ودروس التاريخ. ولعلهم عندما أعلنوا أن ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بها، كانوا يقومون بعملية تخدير آني لمشاعر أمة فُرضوا عليها.

إن الذي أعان الشعب الفلسطيني، على تحديد خياره، وأخذ زمام المبادرة، ضعف السلطة التي أريد لها كما أريد لغيرها، أن تكون حامية لأمن المحتل واستقراره، فأخفقت حيث نجح حراس الحدود على الطرف السوري من جبهة الجولان!!

في وضعنا السوري القضية مختلفة. فالجولان ليس منسياً، وإنما المنسي هو مشروع التحرير، وأما الجولان فقد وظف الجيش البطل، الذي سلحه شعبنا من دمه وعرقه ورغيف خبزه وقرص دوائه؛ لقد وظف هذا الجيش الباسل بقرار الصانعين للسياسات العليا لحماية الاحتلال، وتوفير الأمن والاستقرار للمحتلين. وهذا ما تشهد عليه ثلاثون عاماً هي عمر اتفاقية فصل القوات تقريباً. وهذا هو الثمن الذي دفعناه ثمناً لإنجاز إعلامي اسمه (القنيطرة المحررة).

كما وظف هذا الجيش، بالمقابل، بقوته المركزية لمصادرة الحرية، ووأد الفداء، وقطع الطريق على كل قوة شعبية قد تفكر بمباشرة عملية التحرير، أو إطلاق شرارتها.

في تصورنا أن السلام الوطني في سورية مرتبط مباشرة بعملية التحرير للأرض المحتلة ارتباطاً طردياً. وإن كل الذي يلحظه المراقبون من جمود الوضع العام، وموات عمليات الإصلاح على الصعيدين: الإنساني والسياسي، مرتبط تماماً بموات التفكير بمشروع تحرير وطني للأرض المغتصبة منذ حين.

وبين التحرر الداخلي والتحرير الخارجي تلازم وثيق بل هما ضفيرة الأولوية الوطنية، التي تثبت أن في سورية إنساناً يستحق الحياة. وأن تحرير الوطن من الاحتلال يستحق التفكير والتضحية.

راح شارون، عاد شارون. ولكن الجولان مازال محتلاً، ومازالت المعالجات البلاغية والإنشائية، تكرس الاحتلال والقهر.

منذ أيام كان (بلاغي سوري) يتحدث: أن سورية تريد دوراً فاعلاً في المنطقة، ولا ترضى لسياساتها أن تكون سماداً لفعل الآخرين.

نقول: ربما، وأول الدور الفاعل أن نسمع من القيادة السورية طرحاً لمشروع التحرير، يرتبط بالزمان والآليات، ويتناسب مع مرحلة شارون القائم، وشارون القادم، ويقلب الطاولة كما يقولون على مخططات كبرى، يراد منها النيل من الهوية، وتحريف العقيدة وسيكون المدخل لكل الشر الآتي ضرب العراق. أما المخرج فيما يبدو فهو في فرض مقاومة الحجر عبر فتح جبهة الجولان.

31 / 1 / 2003السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  الموقف  
  برق الشرق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  تراث  
  بيانات وتصريحات  
  بريد القراء  
  قراءات  
  شآميات  
 

 

  اتصل بنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد ـالموقع | كــتب | مجموعة الحوار | ابحث في الموقع |ـ

| ـالموقف |  برق الشرق  | رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  | تراث  | بيانات وتصريحات |  بريد القراء |  قراءات  | شآميات  |  ـ