صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الخميس 25 - 09 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

برق الشرق

الإدارة الأمريكية إذ تشاقق العالم

التصويت الذي جرى في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد القرار الصهيوني بالتعرض للرئيس عرفات، كان مسباراً مميزاً للموقف العالمي الرسمي والشعبي من سياسات الإدارة الأمريكية الغارقة في الصلف والعنجهية والظلم والإرهاب.

فالإدارة الأمريكية التي تمثل إمبراطورية الشر على ظهر المسكونة، تتصرف بعد أن امتلكت مفاصل القوة المادية (تكنولوجيا الحرب وملحقاتها)، والاقتصادية كيس دقيق الجائعين والمحرومين الذي سلبتهم إياه، بفعل قوتها الأولى؛ غدت أشبه بالتنين ذي الرؤوس السبعة في القصص الخيالية. هكذا ينظر العالم شعوبه (رجاله ونساؤه وأطفاله) وقياداته (نخبه وسياسيوه) إلى الساسة الأمريكيين الذي كانوا مَثَل السوء للحضارة الغربية، فطمسوا فيها كل روح إيجابية، ودعوة إلى التحرر البناء، وقدموها لأبناء الحضارات الأخرى، ولأبنائها الأقربين غولاً بشعاً تحكمه غرائزه المتوحشة.

وحين تنضم المجموعة الأوروبية بكل أعضائها للتصويت ضد الموقف الأمريكي فإنها تدق ناقوس الخطر بعنف ليس فوق رأس الإدارة الأمريكية فحسب، بل فوق رأس الشعب الأمريكي ليؤكد أن هذه الإدارة قد مضت بعيداً في زراعة البغضاء والحقد والكراهية بين بني البشر، وأن حصاد هذه الزراعة لن يكون أبداً كما يحب الإنسان الأمريكي أو يختار.

من قبل قال المسيح عليه السلام (إنك لن تجني من الشوك العنب) وإذا كان بوش وإدارته راحلين عن مسرح السياسة ولو بعد حين فإن للشعب الأمريكي بأجياله الممتدة عبر الزمن ديمومة العلاقات مع شعوب الأرض، وقد بدأت هذه الشعوب ـ لا شعورياً ـ تعكس نظرتها إليه من خلال نظرتها إلى إدارتها المغرقة في الإرهاب والتوحش.

قد يسوء الإنسانَ الأمريكي أن بعض الناس يحسون بالتشفي كلما وقعت كارثة على الأرض الأمريكية حتى ولو كانت حصاداً لإعصار إزابيل الذي اعتاد بنو البشر أن يتعاطفوا مع مثل ضحاياه، ولكن الألم المخزون والقهر الدائم يولد الحقد الذي يجد متنفسه حتى في كوارث الطبيعة التي لا تصيب غالباً إلا الفقراء والضعفاء !!

الآن وبعد أن افتضح أمر رجال الإدارة: بوش ورامسفيلد وولفوتيز ورايس وثبت للعالم أجمع أنهم مجموعة من الكذبة القساة الممتلئين بالكراهية المطلقة لكل ما هو خيّر وجميل على وجه هذه الأرض..

الآن وبعد أن كرس العالم شعوباً وحكومات كلمة (لا) في وجه إدارة بوش وطغمته ؛ نظن أن الدور قد دار إلى الشعب الأمريكي، الشعب الذي أُرسل أبناؤه في حملة (الموت) و(الكراهية) لاحتلال أراضي الآخرين، وإبادتهم، وكسر إرادتهم.

لم توجد في العراق أسلحة دمار شامل كما زعم بوش وزمرته، والرئيس الفلسطيني عرفات منتخب، كما شارون تماماً، فلماذا ؟ لماذا لا يعتبر شارون هو العقبة الكأداء في وجه السلام بدل من أن يلقي العبء على المستضعفين الذين جردهم السلاح الأمريكي من أرضهم وأموالهم ومايزال يلاحقهم لكسر إرادتهم ؟!

حين يقف العالم كله في صف وتقف إدارة الغطرسة الأمريكية الصهيونية في صف آخر أي خير سيكون لإنسان الولايات المتحدة في يومه أو في غده ؟!

25 / 9 / 2003السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
 

اتصل بنا

 
   
   
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ