صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الخميس 14 - 08 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

برق الشرق

الحركة الإسلامية بين الاستعلاء .. والاندماج

تحتل الشعارات في مسيرة الأمم والقوى والأحزاب مكان الثوابت. ثمة شعارات (زمنية) وأخرى (مرحلية) لا يمكن أن تكتسب صفة الديمومة والثبات.

فقد جعل حزب (البعث) مثلاً على رأس شعاراته (الوحدة) ولو أنه أنجز هذه (الوحدة) العربية منذ العقد الأول لاستلامه الحكم، لما كان هناك مبرر للاستمرار في ترديد هذا الشعار، بعد أن غدت الأمة من محيطها إلى خليجها لحمة واحدة !! أما (الاشتراكية) فرغم كل شيء، فقد أصبحت زياً اقتصادياً منسياً بعد أن فقدت سندها (المادي)، وطغى الاقتصاد الرأسمالي حتى على أفكار الاشتراكيين.

وهكذا تبدو عملية المراجعة للشعارات عملية مستمرة تحكمها جدليتان الأولى: السداد والرؤية البعيدة عند إطلاقها، والثانية تنقيحها أو تعديلها بما يقتضي (الزمني) من واقع الخطاب.

لن نأتي بجديد إذا قلنا أن الحركة الإسلامية بكل تياراتها عاشت في الخمسينات والستينات حالة قاسية من (الغربة) (الرسمية) و(الشعبية) حيث فرضت ألوان من العزلة على هذه الحركة. وكانت الأمواج العربية تضطرب في بحار أخرى، وبحق أو بباطل، كانت هذه البحار تستقطب التيارات. قليلون فهموا مثلاً لماذا كتب السباعي رحمه الله (اشتراكية الإسلام). وقليلون فهموا لماذا طرحت الحركة الإسلامية المثخنة بألوان الجراح شعار (الاستعلاء) الذي عبر عنه بطرق كثيرة بعضها مسدد وبعضها سار في طريق الحرص على (التفرد) الذي يرادف أحياناً التشذذ أو الإغراب.

اليوم يتغير الكثير من مدخلات المعادلة، الأمواج الإنسانية الإسلامية والعربية في لبوسها (الشعبي) و(المدني) عادت عموماً لتضطرب في بحارها. والحركة الإسلامية التي كان لها الدور الأساس في بعث هذه الصحوة، وقيادة مدّها غدا واجباً عليها أن تعيد صياغة مواقفها وإنتاج خطابها. فالفرد الملتزم إسلامياً لم يعد ذاك المحاصر المعزول، الذي يجب أن يحقن بمشاعر الثقة بالمنهج وبالذات، وإنما غدا في مقام (المرموق) الذي يجب عليه أن يحسن الاندماج مع الآخرين، وأن يسيّر حركتهم وهو يسايرها.

خطاب الاستعلاء، ورمي الآخرين بالنقائص، وخطاب إظهار الفرادة والتميز قد ولت أيامه فيما نظن.

في مشروع الأمة النهضوي العام ينبغي أن تحتل القواسم العريضة الأولويات لدى الجميع: الدول والتيارات والأحزاب. ويبدو حسب المعطى الحركي والواقعي أن خصوصيات البرامج والمناهج ستبقى مؤجلة إلى وقت ليس بالقصير.

وهكذا ينتقل الموقف من التميز عن الأخر إلى الاندماج معه، ومن محاولة إظهار الخصوصيات إلى التركيز على المشتركات، ودائماً يحق لكل تيار أو حركة أن تؤكد على منطلقاتها وثوابتها بالأسلوب الذي يجمع ولا يفرق.

جوهر الموقف الإسلامي فيما نظن في هذه المرحلة أن يتماهى الإسلاميون مع حركة المجتمع فلا أجمل ولا أقوى من أن تمخر المراكب في بحارها، وأن ترفع الأشرعة إذ طابت رياحها.

14 / 8 / 2003السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
 

اتصل بنا

 
   
   
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ