صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الاثنين 17 - 11 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

برق الشرق

حصاد السياسية الرعناء

أخبار العالم مع كل صباح ومساء قتل وأشلاء ودماء، رجال وأطفال ونساء من مشرق العالم الإسلامي إلى مغربه في إندونيسيا وأفغانستان وتركيا والعراق والعربية السعودية وفلسطين دم معصوم يسفك، وقتلى ومصابون يخلفون وراءهم جرحاً إنسانياً لا يندمل، وألماً إنسانياً لا حدود له.

العجيب أن البعض ممن يحلو له أن يحطب في حبل الأقوياء، ويرقص في أعراسهم، ينحى باللائمة على الأفراد الذين استضعفوا، واستبيحت ديارهم، وسلبت أوطانهم، فلم يعودوا يطيقون نير الذلة والمهانة، فانفجروا على النحو الذي نراه جميعاً ونسمعه. فالمجرم في نظر هؤلاء الأتباع هو الفلسطيني المقاوم (قتال المدنيين الأبرياء !!)، والعراقي المدافع عن أرضه لأنه لم يحسن التسديد !! ويتناسون أن الأفراد مهما أوتوا من الحكمة وبعد النظر، والقدرة على ضبط النفس، وتبريد الأعصاب، والتفكير الجماعي المؤسسي، لن يصلوا أبداً إلى مستوى الدولة التي تحكمها الضوابط والقواعد والمؤسسات، وتملي عليها مسؤوليتها القانونية أن تتبصر بالعواقب، وتنظر في السياقات والنتائج.

فكيف إذا كانت هذه الدولة هي الدولة العظمى التي اسمها الولايات المتحدة وكيف إذا كان رئيس هذه الدولة هو مدير العالم الأول، أو شرطيه الوحيد ؟!

الولايات المتحدة أو الإدارة الأمريكية أو الرئيس بوش تصرف تصرف (الزعر) و(الفتوات) و(القبضايات)، فاقتحم منطقة من أكثر مناطق العالم غلياناً وتوتراً، بقدمه الهمجية الموحلة، ثم طالب أبناءها بأن يتحلوا بالحكمة وبعد النظر، وحسن التأني بذريعة أنه الأقوى (بما يملك) وأنهم الأضعف لعجزهم عن أن يكون لهم مثل ترسانته المسلحة.

غفل الرئيس بوش أن هؤلاء القوم يملكون قلوباً ذكية، وأنوفاً حمية، لا يمكن لأي جندي من جنوده الذين لا يقاتلون إلا في بوارج محصنة أو من وراء جدرهم الحديدية، وأسلحتهم الفتاكة أن يصل إلي أفقها. وهكذا زج الرئيس الأمريكي العالم في حقل ألغام، وأثار المستضعفين في المشارق والمغارب، وبدلاً من أن تتشح يد القوة بالحكمة اتشحت بالحمق، وبدلاً من أن تبذل جهدها لسل السخائم  زرعت بين بني الإنسان العداوة والبغضاء.

لا نستطيع أن نرى ما يجري في المنطقة إلا أنه رد فعل على سياسات بوش وشارون وما يرافقها من عمليات عنجهية وإذلال.. وعندما حذرت الدول العربية والجامعة العربية والنخب العربية وكل شعوب العالم من مغبة الحرب المشؤومة على العراق لم يكن أحد من هؤلاء يظن أن الولايات المتحدة بعددها وعتادها ستعجز عن اقتحام العراق، وإسقاط نظامه، واحتلاله، فأي إنسان يملك حداً أدنى من القدرات العقلية يدرك أن ثمة حرباً غير متكافئة، وغير عادلة ستدور.. وأن نهايتها ستكون محسومة بلا شك.

ولكن العقلاء والحكماء في العالم كانوا يدركون أيضاً أن شر هذه الحرب سيكون فيما بعدها، فيما ستخلفه في نفوس الشعوب وفي علاقاتها من إحن وبغضاء وإثم.

لا تزال ثمار السياسات الرعناء في باكورتها، وفي عالمنا العربي نقول: أول الغيث قطر ثم ينهمر.. ولا أحد يدري كيف ومتى سينهمر المطر الأحمر الذي أثار الرئيس بوش وإدارته سحابه برياحه العاصفة المدمرة.. ولكنه آت، وكل آت قريب.

17 / 11 / 2003السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
 

اتصل بنا

 
   
   
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ