صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الثلاثاء 06 - 04 - 2004م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

هذا فعل الشعوب

درس من العراق

كثيرون يستقلون جهد الشعوب، وينظرون شذراً إلى وقايتها، يرهنون بقاءهم بإرادة القوي وينزلون على حكمه. يقدمون أوراق اعتمادهم، كما فعل سفير سورية الجديد في واشنطن، ورقة بيضاء ممهورة بطغراء حب البقاء..

لماذا الشعب ؟ ـ يتساءلون ـ ولماذا قواه الحية ؟ وماذا يمكن أن يفعل هؤلاء (الدهماء !!) عندما يجد الجد وتحين ساعة الحساب ؟!

ماذا فعل الذين اعتاشوا سنين طويلة على مائدة نظام العراق عندما سقطت الورقة في واشنطن ؟ أين كان الحزب ؟ وأين ذابت الجماهير التي رددت دائماً بالروح بالدم نفديك.. ثم لم يُفد هذا المُفدّى بصون سره أو التكتم على مكان وجوده من أقرب المقربين أليه.. !!

مقدمات هذا التفكير هي التي قادت وتقود إلى نهايته الفاجعة، إلى شعوب تتخلى عن حكامها، أو ترقبها بصمت تموت. الذين يسقطون الشعب من حسابهم لا بد أن يسقطهم هو الآخر من حسابه. والذين لا يألمون لألم شعوبهم، ستظل الشعوب المجبولة بالوفاء المطلق تألم لألمهم ؛ ولكن دون أن تفديهم بالروح والدم كما يزعم الزاعمون، ويغرر المغررون.

شعوبنا المجبولة على الأصالة وعلى الوفاء، وعلى حب الحرية والعزة والكرامة، والمجبولة على الأنفة من (قدم الغريب) تطأ أرضها، ومن يد الغريب تفك وثاقها ؛ مصممة في رؤيتها وفي موقفها على توسيع الخندق الجامع للمواجهة الحقيقية، ورفض الخندق الضيق الذي يتمترس فيه من يريد محاصرتها.

الدرس الذي شاهدناه بالأمس في العراق كان بعيد الأثر واضح التعبير. فالزعيم الديني الشاب مقتدى الصدر الذي يحمل على كاهله إرث أب وجد مضخمين بعبير الجهاد ملأ ساحات العراق رجالاً ببعض كلمة من فمه أو إشارة من يده.. !!

نتساءل لو كان لقيادة العراق الآفلة عند شعب العراق مكانة مقتدى الصدر عند أنصاره.. لو كانت لتلك القيادة هذه المكانة عند أكراد العراق وتركمان العراق وعرب العراق، عند سنة العراق وشيعة العراق ومسيحيي العراق وآشوريي العراق.. هل كان لبوش أو بلير أن يحتل العراق بهذه السهولة.. ؟! هل كان لهم أن يستمتعوا بثمار الصمت عند بعض أبناء العراق وأكف التأييد من آخرين ؟!

موقف الشعوب الأصيل الكامن لا يقوم على غير الوفاء والتلاحم والغيرة والعزة.. ولكن الذي يجلي هذا الموقف ويستثمره هو القائد والقائد وحده.. وشعوبنا بوفائها وقوتها وقابليتها للتضحية، وزهدها في الحياة الدون، وإقبالها على الشهادة هي الدرع الحقيقي، وهي السلاح الحقيقي الذي يرهب ويردع كل معتد أثيم.

شعوبنا العربية والإسلامية سيوف في أغمادها، بيد القيادات أن تسلها إذا شاءت، ولكن ليس للدفاع عن نفسها، وإنما للدفاع عن الأمة: العقيدة والأرض. فمن أراد أن يدخل في حصن هذه الشعوب عليه أن يلتحم بها.

6 / 4 / 2004السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
 

اتصل بنا

 
   
   
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ