صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الإثنين 07 - 04 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |   ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع | كــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

برق الشرق

لو كنا نحن الغزاة

   لماذا يشطح بالإنسان الخيال ليتصور قائداً عربياً، يقوم بجر الجيوش وتحريك الأساطيل، وتأليب دول العالم ليغزو الولايات المتحدة، بجيش أوله في واشنطن وآخره في العاصمة العربية المتوهمة. السؤال الناشئ عن هذا الخيال المرتجف هو كيف كان الأمريكيون المتحضرون جداً، الأنيقون جداً، الديبلوماسيون جداً سيتعاملون، ليس فقط مع الجيش الغازي، وإنما مع بقية الدول أو الشعوب العربية رسميا وشعبياً جماعياً وفردياً ؟‍‍!!!

أثار هذا الخيال الواهن خبر يؤكد أن الأمريكيين، المتحضرين جداً، قد أطلقوا موقعاً على الإنترنت مختصاً بالشتم والسب والقذف والتهكم على الرئيس العراقي (صدام حسين)، وقد لا نبالي بالخبر لو أنه عمل فرد أو مجموعة من المصابين بالانحطاط النفسي والخلقي. ولكن تكملة الخبر تقول: إن الموقع قد احتل المكانة الأولى بين المواقع التي يشاهدها الأمريكيون !!

ردود فعل أمريكية وغربية حضارية !!

عندما وقعت أحداث 11/9 وهي أحداث فردية، في تقويمها وسياقها، لم تقم بها دولة عربية أو مسلمة، ولم تشارك فيها مؤسسة شعبية عربية أو مسلمة ذات شأن، ولا حتى حزب سياسي من الأحزاب العتيدة في الوطن العربي، عندما وقعت تلك الأحداث انقلب العديد من أبناء الشعب الأمريكي، بل العديد من أبناء الشريعة التي علمت أبناءها: من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر، إلى أدوات إرهاب، فانتشرت أعمال القتل والانتقام والإهانة والإذلال لأبناء المسلمين في عالم الغرب أجمع وليس فقط في الولايات المتحدة !!

وبدأ الناس المتحضرون جداً واللطيفون جداً يمارسون ممارسات غاية في الفظاعة واللاإنسانية، ولم تكن تلك الممارسات التي طفحت بها الصحف وتقارير وكالات الأنباء، ونددت بها منظمات حقوق الإنسان، وقفاً على العامة من أبناء الشارع فقط ؛ بل تعدى الأمر ذلك إلى تصريحات وتنديدات تصدر عن رؤساء هددوا بالحروب (الصليبية)، وآخرين تحدثوا عن حرب حضارية، وصنفوا الأديان إلى خيرة وشريرة، واعتبروا الإسلام دين الشر الأعظم في العالم، وانضم إلى الجوقة رجال دين ومفكرون ومثقفون طفح مكنون قلوبهم على ألسنتهم.

حدث فردي قامت به مجموعة صغيرة أدانها المسلمون: حكومات وشعوباً ومنظمات وعلماء ونخباً ثقافية ؛ كان رد فعل المتحضر عليه: قتلاً في الشوارع ونهباً للمؤسسات وإحراقاً للمساجد، وإصدار جردة من القوانين العنصرية تشين أصحابها.

موقفنا الحضاري:

واليوم تشن حملة كبرى على بلد عربي مسلم، بلا سند من شرعية دولية أو قانون إنساني، حملة تسفك فيها الدماء، وتتطاير أشلاء الأطفال، وتدمر فيها الحضارة، وتنتهك فيها كل الشرائع والنظم القوانين ؛ ومع ذلك تجدنا شعوباً وحكومات قادرين على التمييز بين أساس الشر ومادته، وبين الشعوب الخيرة أو المضللة وبين عصابة الشر المنفذة لجرائمها في حق الإنسان. تجدنا قادرين على أن نؤكد أن هؤلاء الذي تأبطوا الإنجيل لقتالنا، ورفعوا الصليب علينا، ليسوا من الصليب أو الإنجيل في شيء، فنلتحم مع أتباع المسيح الحقيقيين لمواجهتهم.

أمة تعرف كيف تميز الأشرار بالشر وتقصره عليهم، وتدفع عن الإنسانية غولاً اسمه الحقد والكراهية، وتقيم بنيانها على الحب والتسامح هي أمة الحضارة التي يسعى إليها الإنسان.

قد لا نمتلك الكثير من حضارة الأشياء، وقد لا نمتلك من أدوات القتل والتدمير ما يجعلنا نخوض البحار من أجل برميل نفط ولكننا في الحقيقة نمتلك  الإيمان والخير والحب وبالتالي نمتلك الحضارة.

7 / 4 / 2003السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  الموقف  
  برق الشرق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  تراث  
  بيانات وتصريحات  
  بريد القراء  
  قراءات  
  شآميات  
 

 

  اتصل بنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد ـالموقع | كــتب | مجموعة الحوار | ابحث في الموقع |ـ

| ـالموقف |  برق الشرق  | رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  | تراث  | بيانات وتصريحات |  بريد القراء |  قراءات  | شآميات  |  ـ