صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأحد 05 - 01 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |   ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع | كــتب | مجموعة الحوار |ـ

.....

   

رؤية

بـرق الشـرق

مرحباً بالقادم .. من مسجد الفاتح

المهمة المعلنة لرئيس الوزراء التركي (منع وقوع الحرب على العراق) تدفعنا إلى الترحيب بالقادم إلى أهله بعد طول غياب، وتذكرنا بقول الأول:

حبذ العيش حين قومي جميع         لم تفرق أمورها الأهواء

تاريخ مضى، وكأن وحدة هذه الأمة التي عمرت ألفاً وأربع مئة عام سحابة صيف، أو أضغاث أحلام. وكأن واقع التجزئة والتخلف والتناحر الذي مازال منبتاً عن ضمير الأمة هو الأصل.

(غول) في المنطقة، والذين يستقبلون (غول) يتوقعون أن يسمعوا منه خطاباً مختلفاً، ويتحسسوا نكهة مميزة، ويتلقوا اقتراحات أكثر عملية وأكثر دفئاً وأخوية.

شعوب المنطقة تنظر بريبة إلى الالتصاق التركي بالغرب الذي مضى عليه قرن دون أن يستطيع تزوير هوية الشعب المسلم، وترى هذه الشعوب أن تركية بهذا الالتصاق تستبدل دور الرائد بدور التابع، ومكانة المأمول بمكانة الآمل.

وشعوب المنطقة تشعر بقلق بالغ، واشمئزاز غير محدود من قنطرة تعتلي رؤوس الأشقاء لتصل (أنقرة ـ بتل أبيب) ولا سيما على الصعيدين: الأمني والعسكري، وترى في الفعل التركي هذا ليس خروجاً على عقيدة الشعب التركي وإرادته فقط ؛ وإنما ترى فيه أيضاً قطعاً لليمين، وفي الموقف من باكستان أوفى دليل.

تتمنى شعوب المنطقة، أن تجد حكومة (غول) الفتية حلولاً لكل المشكلات الصغيرة العالقة التي تثير الحفائظ، وتكون متكأ لأصحاب الخطاب التدميري والتمزيقي ليبدئوا فيها ويعيدوا.

أما القضية الأهم في زيارة السيد (غول) للمنطقة، فهي ما أعلن عن عزمه السعي إلى توحيد موقف دول المنطقة لمنع وقوع حرب، ليس لأسباب مصلحية تتعلق بظروف المنطقة، وظروف أقطارها: شعوباً وحكومات فقط ؛ وإنما لأسباب مبدأية أساسية تعلي القيمة فوق المصلحة، وتثبت أن علائق العقيدة والتاريخ لا يمكن أن تحجبها سحب الصيف ولا الشتاء.

ما يشاع في الأفق العام عن موقف تركي متردد من حرب محتملة على العراق، يثير القلق، وما يقال بأن (غول) سيتحول إلى عراب للسياسات الأمريكية في المنطقة مقابل السماح لتركية أن تلتصق بآخر عربات القطار الأوروبي، أو مقابل دراهم معدودة ؛ مثير للإشفاق أيضاً.

الجميع يعلم أن تركية لا يحكمها رئيس الحكومة وحده، وأن قرارات مصيرية كالموقف من أمريكا أو من حربها في الشرق الأوسط سيكون محكوماً بقرار مجلس الأمن القومي، أو بجنرالات الجيش التركي. ولكن الذي يجب أن نؤكد عليه هو أن انخراط تركية في السياق الأمريكي بأي مسار من مساراته المطروحة سيفقد حزب العدالة والتنمية معناه ومغزاه، وهذا ما يطلب أن نأباه.

5/1/2003السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  الموقف  
  برق الشرق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  تراث  
  بيانات وتصريحات  
  بريد القراء  
  قراءات  
  شآميات  
 

 

  اتصل بنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

2002 © جميع الحقوق محفوظة     

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد ـالموقع | كــتب | مجموعة الحوار |ـ

| ـالموقف |  برق الشرق  | رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  | تراث  | بيانات وتصريحات |  بريد القراء |  قراءات  | شآميات  |  ـ