صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الإثنين 14 - 04 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |   ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع | كــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

برق الشرق

من يستفيد من الدرس العراقي

الأمريكيون قادمون

الدرس العراقي دروس...

فدرس لأبناء العراق، ودرس للمعارضين العراقيين لم يقرع سنه بعد، درس للقوى الإنسانية المحبة للسلام المدافعة عن الحقوق، ودرس لدول العالم كبيرها وصغيرها على حد سواء، وهو درس للنظام العربي، ودرس للحاكم العربي، ودرس للأحزاب والقوى العربية ...

الدرس العراقي للحاكم العربي سيكون سلبياً جداً، حين سيتلقاه بفقه ابن الوردي، إذا اعتبر هذا الحاكم الإدارة الأمريكية سلطان الزمان ثم ردد مع اللامية المشهورة

     جانب السلطان واحذر بطشه     لا تعاند من إذا قال فعل

فاتبع سياسة مجانبة السلطان، وتوقف عن العناد، عند (حشمة النفس) عن مقام التقريع والتأديب ثم الخلع بالحرب أو بغيرها، وهي حالة عربية شبه عامة، سنها المستعصم، على ما يقال، عندما ظن أن التتار لن يبخلوا عليه ببغداد فبخلوا عليه بميتة كريمة (ضرباً بالسيف) فقتلوه بعد أن وضعوه في كيس وداسوه بالأقدام !! في معركة العراق الأخيرة، بدا أن العراق مستعد للذهاب مع الأمم المتحدة حيث تريد، ولكن الولايات المتحدة لا الأمم المتحدة هي التي كانت تريد رأس النظام. بمعنى أن أول مقدمة في الدرس الأمريكي أن الولايات المتحدة لن تحاسب على الحاضر والمستقبل فقط بل ستحاسب على الماضي أيضاً، ستحاسب عن الهاجس والفكرة والسلوك والموقف !!

والمقدمة الثانية في الدرس الأمريكي، هي أن الأمريكيين أصبحوا حاضرين، وأنهم لا يبحثون عن أسلحة دمار شامل، ولا عن منظمات إرهاب، إنهم حاضرون وقادرون على تكييف الذرائع التي يريدون عندما يريدون. إنهم يحملون مشروعاً شارونياً يسعى ليتقدم مرحلة في مشروع الراية ذات الخطين الأزرقين (من النهر إلى النهر)، في مواجهة المشروع العربي المنسي والموؤود: فلسطين من النهر إلى البحر.

الأجندة الشارونية التي يحملها أمريكي البيت الأبيض في بعض تفاصيلها مكشوفة فاضحة من غير تجميل، وهي تحمل في طياتها: الذل والمهانة وانتقاص الكرامة إلى جانب الفقر والجوع.

سيبدو الحديث عن مواجهة ناجزة مع الولايات المتحدة ضرباً من الغرور المحبط، الذي سيقود إلى واقع أكثر إحباطاً، ولكن الحديث عن مواجهة رصينة تعتمد رص الصفوف وحشد الطاقات وإعداد الاستراتيجيات، وتحصين الوطن والمواطن. هو أساس المرحلة القادمة.

سيستفيد من الدرس العراقي، الحاكم العربي، الذي سيتوقف عن إدعاء الفرادة والخصوصية والتميز والعبقرية والسداد والرشاد، والذي سيتطامن قليلاً ليقول لمواطنيه: واقعنا صعب وإمكاناتنا محدودة تعالوا نتعاون لنبني ونحمي.

سيستفيد من الدرس العراقي، الحاكم العربي، الذي سيفتح نوافذ الحرية والأمل وينشر بساط المساواة والعدل، وسيكف عن الإدعاء الكاذب، والاختباء وراء الشعارات الجوفاء وهو أعلم الناس بأنها أصبحت بضاعة كاسدة فاسدة، لو مر بها موظف من موظفي التموين في بلده لصادرها لعدم صلاحيتها للاستهلاك البشري، ولا الحيواني أيضاً !!

سيستفيد من الدرس العراقي، الحاكم العربي الذي سيكف عن اتهام معارضيه، بالخيانة والعمالة والجهل والجمود، أو التطرف والإرهاب، والذي سيفتح لهم أبواب الوطن ليعترف بهم شركاء حقيقيين، اعترافاً غير مشروط، لتعود إلى الوطن عقول مهاجرة، وسواعد مشتتة، وقوى أناخ عليها الاستبداد فبددها، وضرب أبناء الوطن بعضهم ببعض.

ستستفيد من الدرس العراقي، القوى الشعبية، والمعارضات السياسية التي تميز، حيث عجز آخرون عن التمييز، بين الاستبداد والاستعباد.

14 / 4 / 2003السابق

 

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  الموقف  
  برق الشرق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  تراث  
  بيانات وتصريحات  
  بريد القراء  
  قراءات  
  شآميات  
 

 

  اتصل بنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد ـالموقع | كــتب | مجموعة الحوار | ابحث في الموقع |ـ

| ـالموقف |  برق الشرق  | رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  | تراث  | بيانات وتصريحات |  بريد القراء |  قراءات  | شآميات  |  ـ