صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم السبت 03 - 04 - 2004م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

دورالقوى القادرة على التغيير

الحالة العربية على ما فيها من وهن وغثائية ليس حالة ميؤوساً منها.  الخلفية الحضارية والحالة الذهنية للمجتمعات العربية تؤهلها لتحمّل عبء مشروع حضاري متقدم، في آفاق إنسانية عولمية وليس فقط في أطر قطرية أو إقليمية.

في هذا الزمن الصعب حيث تدهدهت الصخرة العربية والإسلامية إلى قرارة الوادي بفعل شراكة الشر بين الأنظمة المستبدة والقوى التي سيطرت على العالم في القرن الماضي. اليوم تحاول الأنظمة العربية أن تدافع عن وجودها، وتنتزع مسوغات بقائها بأي ثمن، ولو كان على الطريقة الليبية !! كعكة الحاكم العربي هي كرسيه، ثم كل شيء بعد هذا الكرسي جلل، أي صغير وحقير. وكرسي الحاكم يمتد ليشمل كراسي عصبة الشر والفساد التي ائتلف معها في إنتاج هذا الواقع السخيم. فهل يمكن لعصبة نبتت في الشر وأنبتت كل هذا العجز والفساد أن تكون أداة للإصلاح ومادة له ؟!

يحاول الحاكم العربي أن يجدد عقد بقائه مع النظام العالمي الجديد كما كان مع النظام القديم، وهو في سبيل ذلك مستعد للتنازل عن كل شيء حقيقة لا مجازاً، فإن نجح فسيكون الخاسر الأول في هذا السياق هو الشعوب العربية والحضارة الإنسانية على السواء.

تجديد عقد المستبد يعني ضياع المزيد من الفرص، وتبديد المزيد من الوقت والجهد والثروة، وامتهاناً أكثر لقيمة الإنسان وآدميته وحضارته، ووضع مشروع أوسع رقعة وأبعد مدى للمقابر الجماعية التي ملأت الرحب العربي بأموات الأموات وأموات الأحياء.

لقد أكد الأنموذج الليبي بما لا يدع مجالاً للشك هو أن هؤلاء الأشخاص هانوا حتى على أنفسهم، وخرجوا من جلودهم في سياق الحفاظ على القليل من السلطة التي تبيح لصاحبها الإمعان في مشروعي الخضوع والجبروت.

بينما تعج الساحة العربية والإسلامية بقوى جماهيرية، ونخب مدنية متعددة الاتجاهات، طهورية الموقف ؛ تمتلك نواصي مشروع نهضوي: أهدافه ومراحله وأدواته، وقدرة متقدمة على التغيير نحو الأفضل. الأنموذج التركي الذي يقوده حزب العدالة والتنمية يؤكد أن إنسان الشارع بدأ يحس الفرق بين يد نظيفة تجهد لتعينه وأخرى فاسدة تجهد لتنزع اللقمة من أفواه أطفاله.

ولكن القوى القادرة على التغيير في العالم العربي بمستوييها الجماهيري والنخبوي ماتزال قاصرة عن استيعاب استحقاقات الموقف الاستراتيجي والسياسي، ولاتزال تمعن، ببراءة ظاهرة، في تنكب السياقات العامة، في عصر لا يستطيع أحد فيه القيام وحده.

في هذا المضمار تتقدم الأنظمة بل تتجاوز كثيراً هؤلاء المترددين الذين يؤثرون العزلة على التقحم، ويرفضون الخطوة الأولى إن لم تكن التي تليها هي النهاية. الأنظمة التي تملك حتى الآن أوراق المنطقة رسمياً تلعب بمهارة على حياة الشعوب ومقدراتها.

على القوى القادرة على التغيير في عالمنا أن تسعى ابتداء إلى كسب ثقة الآخرين، وتحديد مواقف مبدئية مرنة من كثير من القضايا التي تثير قلق الناس أو فضولهم.. العالم المتشابك يؤكد أن لا أحد على ظهر المعمورة يتحرك في فراغ. والقيام على مشروع نهضوي بأبعاده المادية والمعنوية لا يشبه بالتأكيد نصب خيمة في صحرائنا العربية، حيث يملك صاحبها أن يحدد السعة والارتفاع والمدخل والمخرج..

مشروع أي تغيير يقوم في المنطقة العربية ينبغي أن يكون متوازناً فيما يأخذ لنفسه، وفيما يعطي للآخرين. ومن التصورات الأولية ترتسم الخطوات الأولية.

3 / 4 / 2004السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
 

اتصل بنا

 
   
   
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ