صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأحد 28 - 12 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

بين الحوار والمونولوج المسرحي

الدكتاتورية إذ تحاور نفسها

تتطاير دعوات الحوار في العالم هذه الأيام يمنة ويسرى. فقد غدا الحوار (ليلى) التي يدعي الجميع وصلاً بها. من الدكتاتوريات السياسية إلى الدكتاتوريات الثقافية أو الحضارية، تبقى الكرة ملعوبة بالطريقة نفسها. طريقة المريض الذي يكذب على الطبيب لكي لا يشخص مرضه الذي يخاف منه.

في هيئة المثقفين التي شكلت في فرنسا لمناقشة أمر الحجاب، مثلاً، قُدم الكاتب (محمد أركون) موضحاً للموقف الإسلامي. ومع احترامنا للكاتب المذكور، إلا أن المسلمين في العالم كانوا سيكونون أكثر احتراماً له، لو أنه ولأسباب أكاديمية بحتة طالب بتوازن معرفي في تشكيل اللجنة أو الهيئة المذكورة.. لأن اسمه (محمد) لم يخوله أبداً أن يكون المحاور أو الموضح للموقف الإسلامي. بل ربما كان الكثير من الفرنسيين أو من أبناء اليمين الفرنسي أكثر موضوعية في هذا الباب منه.. لن ننخرط أكثر في الواقعة لأننا أردنا المثل.

الدكتاتور السياسي في عالمنا العربي، لا يستبعد الحوار ولا يرفض الآخر، وإنما يضع شرطاً بسيطاً عليه وهو أن يكون له الحق في تحديد طرف الحوار، أو هوية الآخر.

بقوة العامل السلطوي يمكن لأي زعيم فرد أن يقول: (صوتي الأول.. وصداه الآخر) أو أن يزعم أنه فتح قنوات الحوار مع ذاته فيما يشبه المونولوج المسرحي ثم يصدّر عرائس الأفكار على أنها طرائق تفكير وعنانات ذهن..

بالطريقة نفسها يفرض المستبد (الحضاري) أو (الثقافي) نفسه فهو قد امتلك جنوداً مجندة في عوالمنا منذ حين، ومنذ أن تفجرت في عالمه بثور الألم الذي زرعه في جسدنا المضنى، فزع إلى الحوار، وألقى به لنفسه حبل خلاص. ما تطفح به وسائل الإعلام العربية المقروءة منها والمرئية والمسموعة في أكثره ليس حواراً، بل هو مونولوج حضاري معروف المستقر والمستودع. ممارسته والدعوة إليه ليست أكثر عقلانية من عملية الكذب على الطبيب للحصول على التشخيص المريح.

إذا كان الحوار حقيقة مطلباً حضارياً إنسانياً ملحاً. وإذا كان الحوار هو الجسر الذي يجب أن يعبر عليه بنو الإنسان بعضهم إلى بعض، فإن المطلوب الكف عن تهميش الآخر أو تزويره.. وأن يعطى الفرصة لتشكيل ذاته، بعد أن سحقته سنابك سنوات طوال من الظلم والإقصاء.. ثم أن يعطى الفرصة ثانية لاكتشاف هذه الذات، ثم ثالثة للتعبير عنها..

وربما لا نأتي بغريب إذا قلنا: إن إنساننا الذي توالت عليه الهزائم والنكبات منذ ما يقرب من قرنين تشوشت عليه حتى ملامح ذاته.

وحين يعطى هذا الإنسان الفرصة ومن ثم المكانة والاعتبار، سيؤكد أن جوهر رسالته مكثف في قوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون).

28 / 12 / 2003السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
 

اتصل بنا

 
   
   
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ