صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم السبت 10 - 05 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |   ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع | كــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

برق الشرق

بنو جلدتنا .. لماذا يتنمرون علينا !!

نشرب كأس العلقم الأمريكي دهاقاً، ولكننالا ننهزم ولا نذل. وما قادتنا إليه قيادات العجز والتيئيس ونخبه خلال قرن من المشروعات المضللة لم يخدعنا قط. كنا نعلم أنهم لن يحوزوا النصر لأنهم لم يوفروا أسبابه، ولكننا في الوقت نفسه كنا نأبى الاستسلام. لم نر الواقعية المدمجة بالحكمة المتعالية قط نزولاً على معطيات الواقع بعجرها وبحرها، وإنما رأيناها دائماً تفاعلاً مع هذه المعطيات لاستنباط الموقف الأقوم والأجمل.

كان نداؤنا للأمة وسيظل دعوة للحياة بكل معانيها. وكانت دعوتنا استجابة منا في الوقت نفسه لنداء أزلي دعانا لما يحيينا. وحبب إلينا ما يكره البغاث من الصبر والمصابرة والجهاد، وكرّه إلينا الخذلان والتخاذل والتثاقل إلى الأرض والرضى بالحياة الدون: (يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض. أرضيتم بالحياة الدنيا..؟!)

بعض بني جلدتنا يدخل علينا اليوم في ثوب (المنتصر) ويمتطي منابر الأستاذية، ويتشدق بألفاظ الحكمة المتعالية المتعالمة، يعير من (قضى)، ويتهدد من (ينتظر). الحكمة كل الحكمة عنده في الاستسلام والرضوخ والنزول على طلبات الآخر، والاستسلام لأمره، فالآخر هو سلطان العالم وعلينا أن نكف عن عناد من إذا قال فعل.

يرفضون الاستمساك، والدعوة إلى رد العدوان، يسخرون من أصحابها وخطابهم، ويظهرون الشماتة فيهم على نحو لم يفعله من ظن أنه المنتصر الحقيقي.

سلبية الجبان والتصاقه بالتراب، وفعل المستبد المتعالي كلاهما صنع بلاء هذه الأمة، وفرض الرهق على أبنائها وكرس العجز والهزيمة في جوائها.

إن الذين كانوا يبثون الروح في بنية الأمة، ويحرضون على المقاومة، ويدعون إلى الصبر والمصابرة، لم تكن تنقصهم الرؤية (الباردة) لطبيعة الأشياء، وميزان المعادلة، إذ أن حساب الكرامة لا يوضع في ميزان. وسياقات التاريخ في كينونته وصيرورته تفرض على الإنسان أن يخوض معركته، وإن كانت خاسرة. ولم يكن يوسف العظمة يقدر أنه سينتصر في ميسلون، ولم يكن عمر المختار يقدر أنه بمجموعته القليلة سينتصر على الطليان. ولا كذلك كل الأحرار والأبطال الشرفاء، ولكنهم بفعلهم  ـ اللاعقلاني حسب منظور الحكماء المتعالين ـ سطروا سجل فخار الأمة، ودخلوا التاريخ في قوافل الأبطال.

على الأمة أن تمسك بخيار المقاومة، في ضعفها وقوتها، وعليها أن توظف الزمن لتدارك عوامل الضعف ولإعداد العدة الملائمة لمعركة طويلة في ليل الصبر المخيم على الجميع.

بنو جلدتنا الأكثر أمريكية من الأمريكيين يعيبون علينا هذا، ويدعوننا إلى الخنوع والذلة والنزول على حكم القوي المتغطرس، ويزينون لنا أن نثق بنبله وعدالته وحضارته. هؤلاء الصغار في نفوسهم وفي عقولهم يظنون في أنفسهم العلم والحكمة والثقافة والتنوير. شيء واحد فات هؤلاء المتنورين هو القدرة على التمييز بين الرجولة والفسولة، وذلك مبلغهم من العلم.

10 / 5 / 2003السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  الموقف  
  برق الشرق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  تراث  
  بيانات وتصريحات  
  بريد القراء  
  قراءات  
  شآميات  
 

 

  اتصل بنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد ـالموقع | كــتب | مجموعة الحوار | ابحث في الموقع |ـ

| ـالموقف |  برق الشرق  | رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  | تراث  | بيانات وتصريحات |  بريد القراء |  قراءات  | شآميات  |  ـ