صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الإثنين 06 - 01 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |   ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع | كــتب | مجموعة الحوار |ـ

.....

   

رؤية

بـرق الشـرق

ليست نهاية التاريخ

بوش: جيشنا الأقوى في العالم وسننتصر

هذا هو المنطق المستعلي والوحيد الذي يُسيّر سياسات العالم اليوم، صاحب الجيش الأقوى ؛ هو الشرعية، وهو الحق، وهو العدالة المطلقة، هو الحرية والمحبة والإنسانية، وعلى الآخرين مهما كانوا ومن كانوا ! أن يخضعوا صاغرين لإرادة صاحب الجيش الأقوى.

صاحب الجيش الأقوى، يفرز الموجودات، يعيد تسمية الجواهر والمعاني والقيم والأشياء ، يميز الحق من الباطل، والخطأ من الصواب، والجمال من القبح. هذه المعادلة الكالحة، التي تواجهها أمتنا اليوم، تبقى مريحة للنفس والأعصاب إذا استقبلناها هكذا وقدمناها لشعوبنا عارية مجردة.

نحن ضعفاء، جيوشنا مترهلة، أسلحتنا التي استوردناها من القوم قد صدئت، ولا يمكن أن نحاربهم بها، ولذا فإن علينا أن نستقبل المعادلة على هذا النحو، ثم نفكر بجدية وتحرر وإخلاص كيف نتعامل معها ؟

كيف نتعامل معها لنحمي أولاً كلمات في مصحفنا يتهددها صاحب الجيش الأقوى في العالم ويصر على تغييبها من ثقافتنا ومناهجنا وخطابنا، ومن ثم لنحمي ديننا وحقيقتنا.

 كيف نتعامل مع معادلة الواقع، لنحمي الأمومة والطفولة، الرجل والمرأة، ومن ثم لنحمي لقمة الخبز المعجونة بالجهد والعرق.

 أن تكون دولة ما هي صاحبة الجيش الأقوى في العالم، ليست نهاية التاريخ، مهما حاول المتخاذلون أن يسوقوا أحرف فوكاياما حقائق لا تقبل النقض.

الهزيمة الحقيقية التي نعاني منها هي هزيمة النخب المتصدرة لمواقع الخطاب في كل سياقات الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، هذه النخب التي كانت صوت الاستبداد المستخذي طوال قرن مضى وماتزال.

هذه النخب التي تسوق تحت مسميات وعناوين تالفة الاستسلام والخنوع والذل والتبعية، بالحديث عن الواقعية والثقافوية والحداثة والتسامح، ألفاظ توضع في غير مواضعها لتساق أمتنا من خلالها هينة ذليلة إلى مذبح صاحب أقوى جيش في العالم.

يكتب أحد المثقفين المتصدرين في جريدة جد محترمة منذ أسبوع تقريباً، مجرماً نظاماً عربياً، لأنه بدد أموال شعبه على التصنيع الحربي، فنتأمل أي انقلاب للمفاهيم والقيم الذي يمثله عديم الرشد هذا ؟!!

تسويق الهزيمة والاستسلام غدا فناً تختص به الكثير من النخب العربية، وكلما ازدادت هذه النخب المسيطرة على منافذ الإعلام، ليونة وتواضعاً وديبلوماسية، ازداد العدو: صرامة وتبجحاً.

وإذا كان المنطق /العنتري/ لا سياق له في معركة الوجود المفروضة علينا اليوم، وإذا كانت الحالة التي سيقت الأمة إليها خلال قرن من الزمان غدت واضحة للعيان ؛ فإن الخطاب المقابل لخطاب الاستسلام والذلة والمسكنة مايزال يملك سياقه. إن الأمة بإرادة قوية وموقف صلب، تستطيع أن تتصدى بألف طريق وطريق، لأقوى جيش في العالم، وتستطيع أن تهزمه أيضاً.

وتكون البداية مع صاحب القرار: القلم والسلطان، وإلى هؤلاء جميعاً نسوق قول الأول: إما اعتدلت، وإما اعتزلت.

6/1/2003السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  الموقف  
  برق الشرق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  تراث  
  بيانات وتصريحات  
  بريد القراء  
  قراءات  
  شآميات  
 

 

  اتصل بنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

2002 © جميع الحقوق محفوظة     

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد ـالموقع | كــتب | مجموعة الحوار |ـ

| ـالموقف |  برق الشرق  | رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  | تراث  | بيانات وتصريحات |  بريد القراء |  قراءات  | شآميات  |  ـ