صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الجمعة 07 - 03 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |   ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع | كــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |ـ

.....

   

رؤية

برق الشرق

إعلام عبيد الخصب

عندما تسلم الرئيس بشار الأسد السلطة، وأمر بالتوقف عن تعليق صوره على كل عمود وشاخصة في شوارع دمشق؛ استبشر الناس خيراً، ورأوا في هذا الإجراء علامة من علامات النضج والرشد، ودلالة على أمر قد يكون له ما بعده، في إخراج القطر من سياسات الدوران حول الفرد، تعظيماً وتبجيلاً. وكتب الكثيرون عن الروح الجديدة التي يمكن أن تسري في الواقع السياسي السوري تماشياً مع رئيس شاب يعيش عصر (المعلوماتية) و(العوامة المنفتحة)، وهو رئيس عصري متخرج من كلية الطب، وأمضى عمره بين دمشق ولندن.

ولكن عبيد الخصب، وهو لقب أطلقه الشاعر الأندلسي (يحيى الغزال) على طبقة المنافقين المداهنين والمَلِقين، نقول ولكن عبيد الخصب هؤلاء أبوا إلا أن يصدوا الرئيس الشاب عن قناعاته الذاتية، إذ شعروا أنهم باتوا مهددين بخسارة مواقعهم ووظائفهم، وسيضطرون كسائر أبناء الشعب إلى البحث عن عمل حقيقي يكسبون منه أرزاقهم، فتشبثوا بطرائقهم بصلابة، ومازالوا يفتلون الإعلام السوري حبلاً وغارباً، حتى حافظوا على سنتهم، بل تجاوزوا ربما دور المتنبي مع كافور، يوم كان يمدحه بمثل قوله:

يفضح الشمس كلما ذرت الشمس       بشمـس منيـرة سـوداء

صحيح أن من طبيعة النفس البشرية أن تأنس بالمديح، وتطرب للتعظيم والتبجيل، ولكن المديح حين يخرج عن حدوده وأطره يصبح إلى السخرية والذم أقرب، وما يجوز لعقلاء الرجال أن يجوز عليهم كلام متملق مداهن، دون أن يُلتفت إليه بمثل قول أحد الخلفاء لمن رام مدحه: حسبك يا هذا فأنا بنفسي أعرف. إذ لا بد للعاقل من حد يتناهى إليه، أو ينهي إليه من حوله حتى لا يستزلوه عما يعتقد، ويزلقوه إلى حيث لا يريد.

ومن موقع التسديد الذي هو بعض الأمانة التي نحملها للناس أجمع نتمنى على الرئيس السوري أن يعود إلى نقطة البداية، وأن يتدخل ليضع حداً لمعلقات الإطناب الغثائية، التي يتبارى في إفرازها كُتاب الأعمدة في الصحف السورية. وهمّ عبيد الخصب أن ينالوا بعض البلاغ، ولكن المسئولية التاريخية تقع على عاتق من يرضى أن يقال فيه مثل قول القدماء (الخاقان الأعظم، سلطان البرين والبحرين، وصاحب الرياستين، الملك الهمام والسيف الصمصام ...)

هذا بينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لمن دخل عليه (هون عليك فإنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد في بطحاء مكة). وكان يقول لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبد الله ورسوله، فقولوا عبد الله ورسوله. وقال عندما قيل له أن يتخذ مائدة ليأكل عليها: إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد ...

ويوم أنجز عمرو بن كلثوم معلقته المشهورة، بعد أن قتل ملك العرب آنذاك عمرو بن هند، حين رام العدوان عليه، ثم تمادت بنو تغلب بفخرها بتلك القصيدة. أجابهم بعض العرب:

ألهى بنو تغلب عن كل مكرمة          قصيدة قالها عمرو بن كلثوم

إن ما يكتبه المحررون في الصحف السورية عن الإنجاز الخطابي في مؤتمر القمة، لو قيل بعد تحرير القدس، ونصب المنبر الحلبي في الأقصى لقيل لصاحبه: حسبك أغرقت وأسرفت... إن كان إنجاز في مؤتمر القمة فنهايته أن يكون بعض الكلام. وإنما هي ذكرى...

7 / 3 / 2003السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  الموقف  
  برق الشرق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  تراث  
  بيانات وتصريحات  
  بريد القراء  
  قراءات  
  شآميات  
 

 

  اتصل بنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد ـالموقع | كــتب | مجموعة الحوار | ابحث في الموقع |ـ

| ـالموقف |  برق الشرق  | رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  | تراث  | بيانات وتصريحات |  بريد القراء |  قراءات  | شآميات  |  ـ