آخر تحديث يوم السبت 20 - 03 - 2004م

.....

المنظمة  العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير

بيان صحفي

ارتفاع عدد شهداء " مجزرة الصحافة " في العراق إلى 17

بعد وفاة مراسل " العربية " علي الخطيب متأثرا بجراحه اليوم

" المنظمة " : أسف باول لا يكفي ولا يحيي

الموتى ، والمطلوب تحقيقات شفافة ومعاقبة القتلة

توفي اليوم مراسل قناة " العربية " في بغداد علي الخطيب متأثرا بجراحه  بعد تعرضه يوم أمس مع زميله المصور علي عبد العزيز لإطلاق نار  على يد القوات الأميركية  بينما كانا يهمان بتغطية  آثار الانفجار الإرهابي الذي تعرض له فندق جبل لبنان في بغداد.  وكان المصور علي عبد العزيز قد اسشهد على الفور . وبذلك يرتفع عدد الصحفيين الذين اسشهدوا في العراق إلى سبعة عشرة منذ بدء  اجتياح قوات التحالف الأميركية / البريطانية للعراق قبل عام من الآن . ويتضح من سياق الوقائع أن معظم هؤلاء قتلوا بنيران قوات التحالف . ورغم الضغوط التي تعرضت لها الإدارة الأميركية ، وبشكل خاص البنتاغون ، من قبل المنظمات الدولية من أجل إجراء تحقيقات شفافة حول الظروف والملابسات التي أحاطت بمقتلهم ، لا سيما وأن معظهم قتل بطريقة أقرب ما تكون إلى المتعمدة منها إلى الخطأ ، فإن البنتاغون لا يزال يصم أذنيه عن ذلك  ويضرب عرض الحائط بكل الاحتجاجات والمطالبات بإجراء تحقيقات شفافة ومحايدة بشأن  عمليات القتل التي تطال الصحفيين ، والتي تحولت إلى جزرة حقيقية لم يسبق حصولها في أي حرب سابقة .

  إن المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير ، وإذ تعرب عن عميق أسفها لفقدان هؤلاء الزملاء ، تشجب بأقوى التعابير  السلوك الطائش والأرعن لقوات التحالف في تعاملها مع الصحفيين ووسائل الإعلام المحلية والأجنبية التي تغطي أحداث العراق ، وترى في ذلك خرقا فاضحا للقوانين الدولية ، وبشكل خاص المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، وعملا لا يمكن فهمه سوى أنه محاولة للتشويش على  حقيقة ما يجري ، تطالب قوات التحالف ، وبشكل خاص البنتاغون ، بإجراء تحقيقات شفافة حول ظروف وملابسات مقتل هؤلاء الصحفيين ، والاعتداءات التي طالت العديد من وسائل الإعلام ، يشارك فيها ممثلون عن المنظمات المحلية والإقليمية والدولية المعنية بالدفاع عن حرية الصحافة والتعبير ، وبمعاقبة القتلة المسؤولين عن هذه الحوادث المؤسفة . كما ترى في تصريحات وزير الخارجية الأميركي السيد كولن باول التي أطلقها اليوم وأبدى فيها أسفه لمقتل صحفيي " العربية "  مجرد محاولة  غير غير موفقة لامتصاص النقمة إزاء ممارسات قوات التحالف بحق حرية الصحافة في العراق . فإبداء الأسف لا يحيي الموتى ، ولا  يجعل الصحافة والصحفيين يشعرون بالطمأنينة على عملهم ، خصوصا وأن هذه الممارسات أصبحت تتكرر باستمرار ، وبشكل شبه منهجي .

باريس ، 19 آذار / مارس 2004