صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأحد 23 - 05 - 2004م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |ـ

.....

   

برق الشرق

مشاركات

تصريحات الرئيس الأسد حول الكرد

مالها .. وما عليها

بقلم: صلاح بدرالدين

اثارت التصريحات الاخيره للرئيس السوري بشار الاسد حول الكرد موجة من ردود الفعل في الشارع الكردي تفاوتت بين الارتياح الحذر ولامبالاة وقلق على الحاضر والمستقبل، فقد جاء في سياق مقابلة تلفزيونية قوله أن القومية الكردية تشكل جزء من النسيج  السوري وان احداث آذار الماضي وقعت بمعزل عن التدخلات الخارجية وان مسألة المحرومين من الجنسية السورية من المواطنين الاكراد في طرق الحل. ومن أجل التعامل الموضوعي مع هذه التصريحات وقراءتها كما هي وتقييم الاسباب والدوافع والاهداف المتوخاه من جانب الرئيس لابد من الوقوف على المحاور الثلاث التي تطرق اليها:

اولا: مسألة الوجود الكردي في سورية أو كون القومية الكردية جزء من النسيج السوري ليست اختراعا أو اكتشافا أو أمراً خارقا من جانب الرئيس انه اعتراف ناقص ومبتور لحقيقة تاريخية وموضوعية قائمة قبل قيام الدولة السورية وكان حريا واذا كان ثمة تحول في الموقف أن يقول هناك شعب كردي يشكل اكثر من 15% من سكان البلاد ويشكل القومية الثانية وله الحق أن يقرر مصيره السياسي حسب الاصول والمبادئ الديمقراطية وان يقترح ادخال هذا البند في الدستور السوري أو يدخلها عبر استفتاء شعبي ( ألم يغير بنود الدستور ليتسنى له تسلم الرئاسة بعد وفاة والده؟)

حتى ذلك الأعتراف الناقص يمكن أن يفسر بشكل معاكس فحسب ايديولوجية حزب البعث الحاكم الذي يشغل الرئيس امانته العامه" لا وجود لاية قومية اخرى في الوطن العربي سوى القومية العربية وأن كل من سكن الوطن العربي فهو عربي أو ان الاقليات العربية المتواجده هنا وهناك فلها حقوق المواطنه" وان كرد سورية هم " اكراد عرب سورييون" وحسب هذا المنطق فإن الرئيس قصد من تصريحه أن القومية الكردية جزء من القومية العربية في سورية .

ان أي تصريح لن يتحول الى موقف سياسي ثابت وصريح إلا اذا اقترن بالفعل والممارسة وفي حالة تصريح الرئيس الذي من المفروض ان يكون – رئيس التصريحات – سيبقى مجرد كلام مبهم قابل لكل التفسيرات اذا لم يجرى تفسيره وتوضيحه وتطبيقه على ارض الواقع .

ثانياً: اعتراف الرئيس بان التحقيقات اثبتت عدم وجود تدخل خارجي في احداث آذار الكردية هو تضليل وذر الرماد في العيون ومحاولة يائسة في البحث عن مخرج لازمة السلطة والنظام عبر الالتفاف على صلب الموضوع وحجب الحقيقة عن الشعب السوري وتجاهل حقيقة الوضع بل القفز عليها واختزال القضية القومية الكردية في سورية بمسألة الارتباط بالخارج أو عدمه وهنا تنتهي القصه بمعنى لاوجود لقضية قومية بل كان هناك احتمال تدخل من الخارج واثبت التحقيق انتفاءه لذلك فإن الملف قد اغلق حتى يتم التدخل الخارجي مجدداً ؟؟ !

بهذا الاعتراف يضع الرئيس صدقيته في الميزان اذا لم يقرن القول باقالة ومحاسبة كل من اعضاء اللجنة الامنية من الجنرالات الاربعة الذين اشرفوا على الفتنه وادارتها في الجزيره وكذلك وزير الداخلية ومحافظ الحسكة ووزير الاعلام ونائبه الذين اعلنوا تصريحاً وتلميحاً عن وجود مؤامرة خارجية وتدخل من الجوار وارتباط كردي بالخارج، من جهة اخرى يحاول الرئيس التستر على حقيقة وجود مخطط مسبق لاثارة الفتنه – كضربة استباقية- وتنفيذ عمل عسكري تأديبي انتقامي ضد الحركة القومية الكردية والجماهير الكردية واختلاق وتسعير صراع عنصري عربي- كردي باشراف اعمدة النظام بمن فيهم الشقيق الاصغر للرئيس هذه الفتنه التي خنقتها الجماهير الكردية في المهد بفضل مقاومتها السلمية الشجاعه وهبتها الشعبية التي امتدت وتوسعت في كل المناطق الكردية وجميع اماكن تواجد الكرد في المدن السورية وفي الخارج .

ثالثا: بعد اربعة عقود من المهانة والذل والحرمان من حق المواطنة دون وجه حق يطلع علينا الرئيس ليطلق وعدا آخر في سلسلة الوعود اللفظية والمستمره لمعالجة مأساة اكثر من /200/ ألف كردي محروم من حق المواطنه في منطقة الجزيره واعتبار ذلك – فتحاً مبيناً – أو منة أو منحة رئاسية والهدف معلوم وهوصرف انظار الكرد عن الحقوق القومية والمطالب الجوهرية من سياسية وثقافية وديمقراطية واعتبار مسألة مواطنية المحرومين ولاسباب عنصرية سقف القضية القومية الكردية وهدفها النهائي.

الم يكن واجب الرئيس اذا كان يعتبر نفسه رئيسا لكل البلاد ومسؤولا عن كل فئات الشعب السوري أن يقدم الاعتذار لآلاف العوائل التي حرمت من الارض والعمل والتعليم ومن ابسط الحقوق الاساسية والاعلان عن التعويض عليهم واعادة املاكهم واصدار مرسوم جمهوري بشأنهم بديلاً عن الوعود التخديرية التي سمعنا واختبرنا منها الكثير.

الم يكن من واجبه ادانة المسببين لوضع وتنفيذ مخطط الحزام العربي والاحصاء الاستثنائي في الجزيرة والكشف عن اهدافهم الخبيثه وفضح مراميهم العنصرية البغيضه.

مرة اخرى يتحول الكرد الى مادة للاستغلال والمزايدات وموضوعاً للتجاذب بين اطراف النظام الحاكم بهدف حل ازمته الداخلية المتفاقمة، فالرئيس يحاول عبر تصريحاته – المرنة شكلا – حول الكرد بتوجيه رسالة تكتيكية الى القوى الدولية الضاغطه ( امريكا واوربا ) مفادها ان الموقف الرسمي بصدد التغيير والاستجابة لمطالب تلك القوى خاصة بالنسبة للقوميات غير العربية وحقوقها ، تماما كما يظهر من مسرحية استقبال وفد من اليهود السوريين الامريكان ، وممارسات النظام هذه تؤكد كم هو مهتم ا كان ثمة تحول في الموقف أن يقول هناك شبالعامل الخارجي الى درجه الاذعان والرضوخ متهما في الوقت ذاته القوى الديموقراطية المعارضة بالتعامل مع الخارج  وكم هو متجاهل للوضع الداخلي ومسألة الوحده الوطنية والاصلاح السياسي والتغيير الديمقراطي الى درجة الاستهانة بالارادة الشعبية خاصة اذا علمنا أن تصريحات الرئيس كانت ايذانا بتنفيذ المزيد من الاعتقالات وتشديد الرقابه واعتقال رموز نشطاء حقوق الانسان والمجتمع المدني وتحويل المعتقلين الى المحاكم العسكرية ومحكمة امن الدولة . كما ان فترة ما بعد التصريحات قد شهدت لجوء عشرات العوائل الكردية السورية الى كردستان العراق وطلب اللجوء السياسي هرباً من جور النظام والملاحقات والتهديد بالانتقام.

لقد آن الأوان للتحرك نحو المزيد من التحاور والتنسيق بين الحركة القومية الكردية من جهه والحركة الدمقراطية العربية السورية من جهه اخرى للتوصل عبر النقاش والتفاعل الى برنامج مشترك للخلاص والتحضير لبديل وطني ديمقراطي على قاعدة المصالحة الوطنية الشاملة ومواصلة النضال السياسي بكافة اشكاله لتحقيق هدف اعادة بناء سورية للانتقال الى وضع ديمقراطي سليم ينعم بالمساواة واحقاق الحقوق وحل المسألة القومية الكردية في اطار سورية ديمقراطية متحده.

السابق

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
  اتصل بنا  
   
   

  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ