صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأربعاء 24 - 12 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |ـ

.....

   

برق الشرق

زعيم حزب سوري خارج التاريخ !

بقلم : محمد الحسناوي*

لأعترف منذ البداية أنني لم أسمع من قبل باسم ( الحزب الشيوعي العربي في سورية ) ، كما أعترف بأنني لم أسمع أو أقرأ بأن أمينه العام جريس الهامس ، وجهلي بالطبع لا يغض من قدر حزب   جديد ، ولو كان عدد أعضائه لا يتجاوز أمينه العام وزوجته ، مثل ( حزب صفوان قدسي) مثلاً .

كنت في الثمانينات ونحن ببغداد مع حليفنا جريس الهامس ، أسمع أن هذا المحامي اللاجيء السوري يصنف في الاتجاه الصيني بين اليساريين لا أكثر ، وعلى الرغم من متابعتي لشؤون سورية بعامة وأحزابها بخاصة .. لم أقع على أدبيات حزب شيوعي سوري صيني ولا على بيانات له ، وأجنحة الحزب الشيوعي السوري في السلطة والمعارضة معروفة للقاصي والداني . وهل هناك مانع من ظهور حزب شيوعي صيني عربي سوري ، وللناس فيما يعشقون مذاهب ! كل هذه التساؤلات خطرت ببالي ببساطة متناهية ، وتقبلتها بمثل هذه البساطة . وماذا يضير – إذا كنا ديموقراطيين ، ونقبل الاحتكام إلى الشعب وإلى صناديق الاقتراع وانتخابات شعبية حرة ، و( تعرف القرعاء من أمّ الشعر ) ؟  

ولأعترف بأنني لا أستغرب عداء النظام السوري أو أجهزته القمعية لجماعة الإخوان المسلمين ، كما لا أستغرب الحملات الأمريكية والصهيونية على التيار الإسلامي عامة ، وعلى الإخوان المسلمين خاصة تحت ذريعة ما يسمى الإرهاب ، ومثل ذلك لم أستغرب تصريحات فريد الغادري أمين عام مايسمى حزب الإصلاح السوري ضد الإخوان المسلمين أيضاً . ولكن الذي أستغربته حقاً ، هو أن يتطوع حزب سوري معارض أو يعدّ نفسه معارضاً للنظام السوري ، فيهاجم الإخوان المسلمين أيضاً ، يقول جريس الهامس :    ( ويشكل النظام السوري والإخوان المسلمون وجهين لعملة واحدة ، لا يحتاج إلى دليل ) ( أخبار الشرق – مقالة : الواقع المر.. في سورية  12/12/2003) .

هل يجهل أمين عام حزب سوري تاريخ الإخوان المسلمين منذ الأربعينات ، ودورهم الديموقراطي في الحياة السياسية ، أو جهادهم في حرب فلسطين ؟

هل يجهل أمين عام حزب سوري حقيقة الصراع في الثمانينانت السورية ، وطبيعة النظام القمعية للإسلاميين وغير الإسلاميين ، وهو القائل في المقال نفسه : ( الأنظمة القمعية التي سحقت القوى الوطنية القومية الديموقراطية ، تولد كل يوم ابن لادن جديد ) ؟

وهل يجهل أمين عام حزب سوري الفرق بين الدكتور مصطفى السباعي ومصطفى الزرقاء ومحمد المبارك وعبد الفتح أبوغدة والدكتور حسن الهويدي وعلي صدر الدين البيانوني من جهة وبين ابن لادن من جهة ثانية ؟

وهل يجهل أمين عام حزب سوري شيوعي موقف الأستاذ رياض ترك ( أمين عام لحزب حقيقي ) لما طلب منه النظام السوري في الثمانينات إدانة الإخوان المسلمين ، فرفض ذلك لأن النظام هو الباديء بالظلم ، فدفع ثمن ذلك 18 عشر عاما من عمره وعمر حزبه في الاضطهاد والتنكيل .

هل يجهل أمين عام حزب سوري دور الإخوان المسلمين اليوم في المعارضة السورية ، وإطلاقهم   ( ميثاق الشرف للعمل الوطني ) ، والتئام طيف المعارضة معهم في المؤتمر الأول للحوار الوطني في لندن عام 2001م ، وإسهامهم في عدد من البيانات والفعاليات السورية والمواقف الوطنية التي تجمع أطراف المعارضة السورية بكل ألوانها ؟ وهل يجهل النقد الذاتي الذي أجراه اليسار المصري ، وتعديل موقفه السلبي من إخوان مصر ؟

إذا كنت لا تدري فتلك مصيبة         وإن كنت تدري فالمصيبة أعظمُ

بعد هذه التساؤلات أراني مضطراً للزعم – بكل تواضع – أن مهاجمة الإخوان المسلمين – في هذا التوقيت بالذات – ليست زلة قدم أو قلم . إنه توقيت ائتلاف الصف المعارض كله ، وتصعيد الحملة الأمريكية الصهيونية على القطر كله ، وهي ضربة – للأسف – للمعارضة الوطنية الشريفة ، لا يفيد منها إلا أعداء الأمة والوطن .

لم يعد الجهل لدى مواطن سوري عادي مقبولاً ، فكيف بأمين عام لحزب معارض ، أو يعدّ نفسه من المعارضة . فعلاً إن المواطنين سبقوا الأحزاب في الوعي والإخلاص والتضحيات والمبادرات ، وهذا مؤشر على سبب تخلف المعارضة عن قيادة الجماهير حتى الآن ، كما يرى بحق الأستاذ رياض الترك .

أنا أعلم أن الأستاذ جريس الهامس قد بلغ من العمر عتياً ، وأعلم أنه لا يمكن أن يكون يوماً ما من الإخوان المسلمين ، وأعلم أنه في برنامجه ( للحد الأدنى للإنقاذ في سورية ) يدين ( النظام الملكي الوراثي العشائري الطائفي ) ويدعو ( للمصالحة الوطنية ، وبناء جبهة وطنية ديموقراطية شاملة تستطيع مجابهة الغزو الأمريكي الصهيوني وإعادة اللحمة للمجتمع المدني ) ، لكن كيف يستطيع تحقيق هذه الأماني الغوالي ، وهو يهاجم فصيلاً من فصائل المعارضة السورية ، يطالب مثله بالمطالب نفسها ، ولا نقول أكثر من ذلك ؟ كيف تستقيم دعوته هذه مع محاولته إقصاء فصيل ، يعترف هو نفسه بأهميته ، حين يضعه في معادلة مع النظام السوري ( وجهان لعملة واحدة ) !

هل جرى لعقل الرجل أو وعيه شيء ، أم مازال أسير العنعنات الحزبية الضيقة في الخمسينات ، أم أن شيئاً فوق العقل أو التصور ـ يمكن أن  يتفضل الهامس أو حزبه العتيد بتوضيحه قبل خراب البصرة ؟

* كاتب سوري وعضو مؤسس في رابطة أدباء الشام

السابق

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
  اتصل بنا  
   
   

  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ