صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأحد 28 - 03 - 2004م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |ـ

.....

   

برق الشرق

مشاركات

وصايا صدام حسين العشر إلى الأمة

في الذكرى الأولى لسقوط نظامه .!!!

د . أبو بكر الشامي

لو أتيح لصدام حسين ، وهو في زنزانته ، أن يكتب رسالة صادقة إلى الأمة ، يؤشر فيها أهم الدروس والعبر التي استخلصها من سقوط نظامه على يد الأمريكان في التاسع من نيسان لعام 2003 ، لحسبت أن يركز على النقاط التالية :

أولاً : إن الملك هو كسوة ربانية ، يكسوها من يشاء من عباده ، وينزعها عمن يشاء ، مصداقاً للآية الكريمة (( قل اللهم ، مالك الملك  تؤتي الملك من تشاء ، وتنزع الملك عمن تشاء ، وتعزّ من تشاء ، وتذلّ من تشاء  بيدك الخير ، إنك على كل شيء قدير )) .

ثانياً : ولما كان دوام الحال من المحال ، وأن لكل حاكم نهاية محتومة مهما علا شأنه ، ولذلك فلا يغترّنّ حاكم بملكه ما دام الله نازعه عنه ، والعاقل من اتعظ بغيره وعمل على تحسين هذه النهاية بحسن الختام ..

ثالثاً : والملك لا يدوم بالقوة وحدها مهما كانت متغطرسة ، بل لا بد له من مقوّمات أساسية أخرى ، من أهمها : العدل ، والثقة ، والمحبة مع الشعب .

رابعاً : إن الذي يتكلم عن المباديء العالية ، ويتصدى للمهمات العظيمة ، ويحمل من اليافطات العريضة ما يريد بها تحرير الدنيا ، وترشيد العصر ... عليه أن يهيء لها ما يكافؤها من الرجال المؤمنين العظماء ، فالرسول الكريم (ص) قائد هذه الأمة وقدوتها ، بقي ثلاثة عشر عاماً في مكة ، يأمر بكف الأيدي ، وإغماد السيوف ، ويربي الجيل ...فلما أنضج الرجال العمالقة ، القادرين على حمل المباديء العالية ، أطلق صيحة الجهاد المباركة فاقتلع الشرك من جزيرة العرب ، ثم خرجت جحافل أصحابه ، فانساحت شرقاً ، حتى وطئت بحوافر خيلها تربة الصين ، وغرباً ، حتى خاضت بتلك الحوافر في مياه الأطلسي .!!!

وليعلم المتشدّقون بالمباديء ، بأن الأهداف العظيمة والمباديء العالية ، لا تقوم على أكتاف الجياع ، ولا على أكتاف المرتزقة والانتهازيين ، ولا على أكتاف التافهين الحاقدين ، الناقمين على أوطانهم ، بل حتى على أنفسهم ...!!!!

إن الأهداف العظيمة والمباديء العالية تحتاج إلى جيل متميز ، يتربى على منهج متميز ، ويقوده قائد متميز, فماذا عملنا لتهيئته وإخراجه .!؟

خامساً : لقد كنت صادقاً في معاداتي للصهيونية ، ومخلصاً في التصدي للأمريكان ، ولكنني قصّرت في فهم الصحوة الإسلامية وتقريب الإسلاميين ، تماماً كما قصّروا هم في فهمي واستيعابي لمصلحة المشروع الإسلامي الكبير ، ولقد أدركت الآن ، ولكن بعد فوات الأوان ، بأنهم هم الوحيدون القادرون على لجم المشروع الصهيوني ، لو اتيحت لهم أجواء العمل الحقيقي وإمكاناته ، ولات ساعة مندم ...!!!

سادساً : لقد خبرت الشعب العراقي عبر ما يقارب النصف قرن ، فوجدته شعباً غوغائياً مشاغباً على حكامه،  وبالتالي فهو لا يصلح للأمور العظيمة والمباديء العالية ، ومن الطريف أن أشقاءه كانوا يبادرون دوماً لتحريره ، حيثما تعرض إلى الاحتلال ، لأنه غير قادر حتى على تحرير نفسه ...!!!

سابعاً : إن الصهيونية المسيطرة على مقدّرات العالم اليوم ، لا تسمح بظهور قائد عربي مسلم ، يحب أن يسير على خطى أجداده من القادة التاريخيين العظماء ، بل تريد القادة العرب والمسلمين مجرّد موظفين صعاليك ، يسهرون على حماية المصالح الصهيونية في بلادهم ، مقابل حفنة من الدولارات ، تماماً كما يُعلف الحمار تمهيداً لتكليفه بمهمة شاقّة .!!!

ثامناً : إن قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي يتبجح الغرب عموماً بها والأمريكان على وجه الخصوص ، ما هي إلا ألفاظ جوفاء ، ليس لها أي رصيد على أرض الواقع ، بل القوة المتغطرسة ، والمصلحة الأنانية ، هي التي تحدد شكل العلاقات الدولية ، ولذلك عندما فقدت الأمة مقومات قوتها الأساسية صارت أمة تافهة ذليلة ، والذين فكروا من الحكام الشرفاء مجرّد تفكير بها كان جزاؤهم السحق والاستئصال بدون أية أثرة من الرحمة والشفقة والإنسانية ، وبدون أي رادع من القوانين الدولية وحقوق الإنسان ...!!!

تاسعاً : إن أحفاد ابن العلقمي من الخونة والمتآمرين هم مصيبة المصائب في هذه الأمة ، وهم سبب كل بلوى وكل هزيمة فيها ، وعبر بوابة أحقادهم وعمالاتهم دخل كل الغزاة والطامعين والمحتلين إلى أوطاننا ...

وبالتالي ، فلا عزّ ، ولا نصر ، ولا منعة لهذه الأمة ، إلا بتنظيف البلاد من رجسهم وأحقادهم وخياناتهم ...

عاشراً : أخيراً ، وليس آخراً ... أقول للحكام العرب والمسلمين ، الذين فيهم بقية باقية من شرف وغيرة وإيمان ، ودع عنك ، العملاء والمتصهينين والمتأمركين :

إن العدو ( الأنكلو –صهيو-أميريكي ) ، كما ترون يستهدف الأمة كلها ، حكاماً وشعوباً ، ديناً وقيم ومباديء وأخلاق وثروات ...إلخ

فمتى تصحون على هذه الحقيقة ، فترصّون الصفوف ، وتنبذون الخلافات ، وتدعّمون الوحدة الوطنية ، وتطلقون الحريّات العامة ، وتمزّقون قوانين الطواريء التي مضى على تطبيقها في بعض دولكم قرابة نصف قرن ...!!!؟

إن السبيل الوحيد للمحافظة على أوطانكم ، ومكاسبكم ، أمام هذه الهجمة الصهيونية الماكرة ، هو ليس بالهرولة إلى واشنطن ، كالمستجير من الرمضاء بالنار ، ولا بالارتماء في أحضان الكيان الصهيوني ، وتقديم المزيد من قرابين الطاعة له ، بل بالمزيد من المصالحة مع شعوبكم ، والمزيد من إعطاء الحريات لها، وتفجير طاقاتها ، وتوحيد صفوفها ، وإفساح المجال لها لكي تأخذ دورها الكامل في المعركة ...

أنظروا ، ما ذا فعلت شعوبكم ، في فلسطين والعراق وأفغانستان ، في أول فرصة أتيح لها أن تعبر ولو بالحد الأدنى عما تريد ...

لقد دوخت الانتفاضة الشعبية المباركة في فلسطين الكيان الصهيوني وقلبت كل حساباته الشريرة ، كما أربكت المقاومة المباركة في العراق الأمريكان وأوقفت كل مخططاتهم الخبيثة ، حدث هذا والدنيا كلها تحاربهم ، بمن فيهم أنتم ، فكيف لو تفجرت هذه الطاقات المباركة في أحضان جيوشها ، وتحت رعاية قياداتها ، وبدعم كامل من شعوبها وجماهيرها ...!!!؟ 

بسم الله الرحمن الرحيم (( إنما يستجيب الذين يسمعون ، والموتى يبعثهم الله جميعاً ، ثم إليه يرجعون )) صدق الله العظيم

السابق

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
  اتصل بنا  
   
   

  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ