صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأربعاء 02 - 04 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |   ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع | كــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |ـ

.....

   

برق الشرق

تقرير عن التهديد الأمريكي لسورية

سورية

باول بعد رامسفيلد

انضم وزير الخارجية الأمريكية كولن باول إلى زميله في الإدارة الأمريكية رامسفيلد في تهديد سورية. تهديدات باول كانت أكثر سياسية وديبلوماسية وأكثر حماقة أيضاً.

تجلت حماقة باول في اختياره المكان لإصداره الإنذار والتهديد، مما فضح للجميع بواعث هذه التهديدات وأبعادها (السياسية) و(الإقليمية).

فقد جاءت تهديدات باول لسورية أمام (مؤتمر اتحاد الجمعيات اليهودية في الولايات المتحدة) (ايباك) وهو الرابطة اليهودية الأكثر نفوذاً وانتشاراً في الولايات المتحدة. وتكفي هذه الإشارة لفضح مغزى التهديدات وأبعادها.

من المفيد أن نضم إلى السياق السياسي لهذه التهديدات الوعود التي تقدم بها الوزير الأمريكي باول للمؤتمرين. فقد كانت رسالته الأولى إلى الكيان الصهيوني من خلال يهود الولايات المتحدة وبحضور وزير الخارجية الصهيوني سلفان شالوم بالغة المباشرة في الاسترضاء: (جميعنا ملتزم بتحقيق الازدهار والأمن لإسرائيل. أمريكا ملتزمة منذ إقامة دولة إسرائيل بذلك.. يجب أن لا ننسى أنه عندما نعالج صدام حسين فإن ذلك سيترك تأثيره على إسرائيل..)

حين يقفز باول إلى الموضوع السوري، يكون واضحاً أن الموقف الأمريكي من سورية سيصاغ أيضاً ليترك تأثيره الإيجابي على إسرائيل. لذا فإن باول يبادر بطريقة أكثر ديبلوماسية من سلفه إلى وضع سورية بين خيارين ؛ بين أن تواصل دعمها المباشر لمجموعات إرهابية ولنظام صدام حسين الذي يحتضر..، ثم يفتح باول أمام سورية طاقة الأمل أو يلقي لها بحبل الخلاص (كما أن بإمكانها أن تسلك طريقاً آخر مختلفاً يحمل مزيداً من الأمل.. إن سورية أمامها خيار حاسم، ومهما كان خيارها فإنها ستتحمل المسئولية كاملة وكذلك العواقب..)

وكان مصدر أمريكي قد كشف لجريدة الشرق الأوسط (اللندنية) أن الولايات المتحدة قدمت معلومات موثقة للقيادة السورية عن المعدات العسكرية التي قالت أنه يتم تهريبها إلى العراق وذلك قبل التحذير الذي أطلقه وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد ضد دمشق.

ووصف المصدر الأمريكي العلاقة مع دمشق بأنها متوترة وفي أسوأ مراحلها منذ سنوات. وقال إن واشنطن أرادت أن تتجنب المواجهة العلنية مع الحكومة السورية، فبعثت لهذه المهمة مساعد وزير الخارجية وليام بيرنز الذي أبلغ القيادة السورية بتفاصيل دقيقة وموثقة عن عمليات شحن برية لمعدات وذخائر عسكرية أرسلت من سورية للعراق. وذكر المصدر الأمريكي أن الاجتماع مع بيرنز كان هدفه أيضاً احتجاج الحكومة الأمريكية على الدعم الذي تقدمه الحكومة السورية للعراق، وتقديم الاثباتات على ما وصفه بأنه عمل خطير.

جاء الرد الرسمي السوري على الوعيد الأمريكي شديد الديبلوماسية والوضوح، حيث صرح ناطق رسمي بلسان وزارة الخارجية في الجمهورية العربية السورية رداً على تخيير باول الحكومة السورية بين .. وبين (.. إن سورية قد اختارت أن تكون مع الشرعية الدولية ممثلة بالأمم المتحدة ومجلس الأمن ودوره في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. لقد اختارت سورية أن تكون مع الإجماع الدولي الرسمي والشعبي الذي قال: لا للعدوان على العراق، لا لقصف المدن وقتل الأبرياء، لا لنسف المنازل ومحطات الكهرباء والماء. لقد اختارت سورية أن تكون أيضاً إلى جانب الشعب العراقي الشقيق الذي يواجه غزواً غير مشروع وغير مبرر، حيث ترتكب بحق هذا الشعب الصامد كل أنواع الجرائم ضد الإنسانية..)

ربما هذا الجواب الديبلوماسي والحماسي لم يحسم الاختيار الذي سأل عنه وزير الخارجية الأمريكي كولن باول، والذي نظن أنه سيتلقى الجواب المناسب بالطريقة المناسبة.

بينما جاء الرد الشعبي رافضاً الوعيد الأمريكي، مستنكراً له، مطالباً  بالانخراط العملي في معركة الأمة على أرض العراق.

2 / 4 / 2003

السابق

 

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  الموقف  
  برق الشرق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  تراث  
  بيانات وتصريحات  
  بريد القراء  
  قراءات  
  شآميات  
 

 

  اتصل بنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد ـالموقع | كــتب | مجموعة الحوار | ابحث في الموقع |ـ

| ـالموقف |  برق الشرق  | رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  | تراث  | بيانات وتصريحات |  بريد القراء |  قراءات  | شآميات  |  ـ