صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الخميس 20 - 05 - 2004م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |ـ

.....

   

برق الشرق

مشاركات

 ( شرعية ) دولية ..

أم ( شريعة ) الغاب ورعاة البقر !!؟

د. فواز القاسم / سورية

لقد شاع مؤخراً فيما يسمى ب(النظام الدولي الجديد ) .! استخدام الكثير من المصطلحات في الإعلام العالمي مثل : ( الشرعية الدولية )  و ( العولمة ) و(حقوق الإنسان ) و ( سيادة الدول ) و ( وحدتها الوطنية ) .. وغيرها …

ولقد ثبت لدينا بما لا يقبل الجدل ، أن هذه المصطلحات وأمثالها ، ما هي إلا ألفاظ جوفاء ، لا معنى لها ، وهي إنما تستمد تفسيرها فقط من قاموس الأقوياء .

فاحتلال اليهود لفلسطين العربية ، وذبح شعبها وتشريده ، وتدنيس مقدساتها ، في واحدة من أكثر المؤامرات الدولية خسة وهبوطاً ، وامتلاك الكيان الصهيوني لما يريد من القوة العسكرية  بما فيها الترسانة النووية ، واحتلاله الأرض العربية ، وضرب ما تطاله ذراعه الغادرة من منشآتنا الحيوية ، في لبنان وبغداد وتونس وغيرها من المدن والعواصم العربية .!

وضرب الأمريكان وحلفهم الثلاثيني الغادر للعراق الشقيق ، وإلقاء آلاف الأطنان من المتفجرات على مدنه ومنشآته وقصباته ، ثم احتلال أرضه ، وتدمير حضارته ، وإبادة شعبه،  في واحدة من أبشع جرائم التاريح ..!!!

واحتلال الأمريكان لأفغانستان ، واعتدائهم على السودان ، وليبيا ، وغيرها من البلاد العربية والإسلامية ... هذه وغيرها الكثير من المآسي بحق أمتنا العربية والإسلامية ، إنما هي أشياء عادية في نصوص ولوائح ( قانونهم الدولي ) .! ولا تتعارض البتة مع الميثاق العالمي لحقوق الإنسان ..! وهي لا تعدو أن تكون حقوق مشروعة في الدفاع عن النفس ، ومكافحة الإرهاب،  وحماية المصالح الوطنية والقومية .!!!

ولكن الشيء المحظور وغير المسموح به هو : أن يرتفع صوت عربي شجاع يطالب بحق مسلوب .! أو أن تطلق طلقة من مجموعة مجاهدة ، تنتقم لطفل أو شيخ مقعد مغدور  .!

أو أن يفكر قائد عربي مسلم ، مجرد تفكير ، ببناء قوة دفاعية ذاتية ، أو الوصول المشروع إلى أسرار التكنولوجيا المتطورة .! أو يهدد مجرد تهديد ، بالرد على الطغيان و العنجهية الصهيونية ، إن هي تمادت في إذلال العرب والمسلمين .!!

فهذه من أعمال الإرهاب ، والاعتداء على حقوق الإنسان ، وخرق الشرعية الدولية ، وهي من المحرمات التي يدخل صاحبها تحت دائرة (  الكفر الأمريكي ) .!!!

بل هي جريمة يعاقب عليها ( النظام الدولي) بأقسى العقوبات ، حتى لو اقتضى الأمر تدمير بلد بأكمله ، مثل العراق ، وقتل نسائه وشيوخه وأطفاله .!!!

إذاً … هو قانون ( القوة الغاشمة ) .! ذلك الذي يحكم العالم هذه الأيام .! وليس القانون الدولي كما يزعمون  و ( النفاق ) و ( الازدواجية ) و ( المصالح الأنانية ) ، هي التي تحدد شكل العلاقات الدولية ، وليست ( القيم) و  (الأخلاق ) و ( المبادئ ) ، التي طالما شاهدناها تداس بأقدام الكاوبوي الأمريكي القبيح .!!!

القوة الغاشمة ، والنفاق الدولي ، هي التي أباحت للصهيونية ارتكاب جرائمها تحت سمع العالم (المتحضر) وبصره ، وبرعاية تامة من أوربا ، وحماية مطلقة من أمريكا ، وسكوت ذليل من أغلب أعضاء الأسرة الدولية ، وبعض حكام العرب الخونة .!

وهي نفسها التي أعطت لأمريكا حق ضرب العراق ، وحصاره ، وتجويع شعبه حدّ الموت ، ثم احتلاله وتدميره ، في واحدة من أبشع جرائم التاريخ خسّة وهبوطاً .!!

وهي التي أعطتها أيضاً  حق اجتياح بنما ، واحتلال أفغانستان ، وضرب السودان ، والاعتداء على السودان ...إلخ .!

وهي التي منحتها من قبل حق حرق مدن هيروشيما وناغازاكي اليابانية بالقنابل الذرية .!! واحتلال فيتنام ، وذبح شعبها ، وحرق مدنها بالقنال العنقودية والنابالم .!!

هذا القانون العجيب .! يبيح للصهيونية الغادرة  والإمبريالية الأمريكية الفاجرة  وأذنابهما ارتكاب ما يندى له جبين الإنسانية خجلاً ، من الفضائح والمهازل والمآسي .!

كل ذلك بمنطوق ( القوة الغاشمة ) ، المعراة من أي سند قانوني ، أو حضاري ، أو أخلاقي،  ومن أراد شيئاً من التفاصيل ، نحيله الى ملفات ( وتر غيت ) .! و ( إيران كونترا ) .! و ( عواصف ) الصحراء و (ثعالبها ) .!!!

لذلك كله ، فقد بات حديث الغرب عموماً ، والأمريكان خصوصاً عن مصطلحات ، كحقوق الإنسان ، والديمقراطية ، والشرعية الدولية ، يثير الكثير من مشاعر القرف والاشمئزاز .!

ليس لدينا نحن العرب والمسلمين فقط ، بل لدى الكثير من الشرفاء في العالم ، أمثال جورج غالوي ورامزي كلارك وروجيه جارودي وغيرهم .

فهم لا يحترمون هذه المعاني إلا عندما تخدم مخططاتهم الخبيثة ، ولا يعترفون بها إلا عندما تحقق مصالحهم الأنانية الضيّقة .! وإلا فأية ( شرعية ) ، وأية ( قوانين ) تلك التي تبيح لأقوى دولة في العالم كما تزعم ، أن ترتكب من الجرائم في العراق وحده ، ما يندى له جبين الإنسانية خجلاً ، من أجل برميل من النفط .!!!

وأية (حضارة ) أو ( أخلاق ) تلك التي تسمح لأعظم دولة في العالم كما تدّعي ، أن تعتدي على بلد ضعيف مثل السودان ، أو الصومال ، فتضربه بالصواريخ ، وتدمِّر منشآته الحيوية ، لمجرَّد شبهة كاذبة ..!

أو أن تغزو بلداً فقيراً مثل أفغانستان ، يموت أبناؤه من الجوع في الطرقات ، من أجل دفن مخلفاتها النووية في أرضه .!

ألا .. ما أقبح هكذا (حضارة ).!! وما أرخص هكذا  (مدنية ) .!!

وألف لعنة ولعنة ..  على هكذا  ( نظام عالمي جديد ) …!!!

السابق

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
  اتصل بنا  
   
   

  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ