صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأحد 09 - 05 - 2004م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |ـ

.....

   

برق الشرق

قراءتنا الكردية

لمقابلة الرئيس السوري مع قناة الجزيرة

في 1/5/2004

مما لاريب فيه أن مقابلة الرئيس السوري الدكتور بشارالأسد الصريحة والجريئة والطويلة مع برنامج "حوار مفتوح" لقناة الجزيرة القطرية ستثير نقاشاً حاداً وطويلاً في الأوساط السياسية السورية والعربية والدولية، خاصة وإنه تطرق إلى العديد من النقاط الساخنة التي يتفاداها القادة العرب بهذا الشكل غير المألوف، ووقع في جملة من المغالطات التاريخية التي ستحرج القائمين على السلطة وفي مقدمتهم حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم...

ونحن في الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا كفصيل كردي ديموقراطي معارض لسياسة البعث ونعمل على استبدال النظام التوتاليتاري القائم في سوريا بنظام ديموقراطي تعددي ليبرالي تنتقل فيه السلطة عن طريق برلمان منتخب انتخاباً حراً وسرياً وبمشاركة فعالة من سائر القوى الديموقراطية والوطنية السورية، نرى في هذه المقابلة بداية لحقبة جديدة من السياسة الرسمية التي تستدعي قراءة كردية متأنية وشاملة لا تكون مجرد رد فعل وانما تدرس البنية التي يقف عليها النظام والظروف الدولية التي أرغمته على الافصاح عن هذه المواقف وكذلك الوضع الداخلي العام في البلاد الذي أدى إلى أن يقوم رأس النظام بمثل هذه المبادرة الجديدة في بعض وجوهها، والمثيرة للجدل بالنسبة إلى الوجود القومي الكردي في سوريا على وجه خاص.

 ولا نريد هنا التطرق إلى السياسة التي أفصح عنها سيادة الرئيس بشارالأسد فيما يتعلق بالموقف الحكومي المعلن تجاه فلسطين أو العراق أوالإرهاب أوالعلاقات مع الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية وما يمكن اتخاذه من قرارات عربية داخل إطار الجامعة العربية، فهذه موضوعات عامة تهم كل المعارضة السورية ويمكن لنا النقاش حولها معها ومع الشرائح المثقفة العربية التي تحاول إيجاد مخرج سوري معقول من دائرة الأزمات المتداخلة والمتشابكة، وقد يطول الحوار في هذا الشأن، ولكننا سنصل معها إلى نقاط اتفاق لصالح المصلحة الوطنية المشتركة، وإذا كانت هناك أطراف تعتبر محسوبة على النظام وتبدي رغبتها في المشاركة في هذا الحوار فهذا ما لا نرفضه، بل نعتبره في خدمة المصلحة السورية العليا التي نعتبر أنفسنا مسؤولين عن تحقيقها أمام الشعب السوري مثل غيرنا من سائر فصائل المعارضة الديموقراطية والوطنية السورية.. ولكن الذي يهمنا أكثر هي تلك النقاط الجديدة في حديث الرئيس السوري حول القضية الكردية في البلاد، وبخاصة بعد أن هدأت الانتفاضة الشعبية الكردية العارمة التي بدأت في 12/3/2004 في مدينة القامشلي البطلة وامتد لهيبها ليشمل كل المنطقة الكردية السورية ويصل شيء منها إلى الأحياء التي يكثر فيها الكرد في كل من دمشق وحلب وهما أكبر مدينتان سوريتان.

حول القضية الكردية:

 بداية يجب تذكير السادة المسؤولين ومثقفي الشعب الكردي بما قاله أبوالأتراك مصطفى كمال عن "وحدة الوطن والدين" بين الترك والكرد، وكيف أنه اعترف بالكرد كجزء أساسي في دولته الحديثة وأصر على أن يرتدي النواب الكرد في المجلس الجمهوري أزياءهم القومية، ثم ارتكب من المجازر بحقهم ما لن ننساه مدى التاريخ، وكيف أن الدكتاتور العراقي عبد الكريم قاسم تحدث عن "شراكة الكرد والعرب في الوطن" ثم أعلنها حرباً وحشية ضد الشعب الكردي في كردستان العراق، وما وعد به الخميني من خودمختاري "حكم ذاتي" لكردستان إيران ثم أعلن بأن "مفتاح الجنة في كردستان" وما على شباب الفرس إلا البحث عنه وأمربالقضاء على حركة الشعب الكردي القومية العادلة، وكذلك ما قام به مجرم العراق الأكبر صدام حسين من توقيع اتفاقية للحكم الذاتي مع الثورة الكردية ثم اقدامه على محاولات دموية فاشلة لاغتيال قائد الشعب الكردي الكبير البارزاني مصطفى وتحويله كردستان إلى منطقة موت أحمر... هذه الومضات التاريخية يجب أن لاتغيب عن بالهم عندما يقدمون على مناقشة أي تصريح لأي زعيم من الزعماء الذين تقتسم بلدانهم أرض الكرد كردستان، وإلا فإنهم يقعون في خطأ كبير ويجرون شعبهم الكردي إلى مذابح جديدة ومآس أكبر...

أكد الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد على أن لبلاده علاقة متينة واستراتيجية تخص عموم المنطقة وهناك اتفاق حول كثير من الموضوعات الأساسية، وكما نعلم فإن الرئيس الأسد بالذات قد أفصح قبل الآن عن مضمون تلك العلاقات أثناء زيارته إلى تركيا وركز بشدة على الخطوط الحمراء التي لايمكن للكرد تجاوزها، ونحن نفهم من هذا أن سوريا وتركيا وتركيا متفقتان على محاربة أي طموح كردي من أجل التحرر والاستقلال، وجاء حديثه آنذاك عن خطوط حمراء بمثابة تحذير أو تهديد للكرد في كردستان العراق.. إلا أن التواجد الأمريكي في المنطقة والعلاقات الحسنة بين القيادات الكردية هناك والإدارة الأمريكية قد منع كلا من سوريا والعراق على الدخول في مغامرة غير محمودة العواقب على غرار المحاولات الفاشلة في الستينات لتصفية القضية الكردية عسكرياً...

ومن ناحية أخرى تدخل الرئيس الأسد تدخلاً سافراً في شؤون العراق الداخلية وأجاب عن موضوع الفيدرالية في العراق فأعلن رفضه للفيدرالية القائمة على أساس عرقي أو طائفي ولكنه لم ينكر إيجابيات الفيدرالية بشكل عام وأتى بمثالها في ألمانيا. إلا أن الفيدرالية باتت بموجب "القانون الأساسي للدولة العراقية في الفترة الانتقالية" أمراً محسوماً ولم يعد بإمكان سوريا أو تركيا المزاودة على الشعب العراقي الذي أقرت قواه السياسية الأساسية بمختلف اتجاهاتها الفكرية ذلك القانون ورضيت بالحل الفيدرالي من قبل أن يسقط نظام البعث الدموي في عام 2003.

وتبقى القضية الكردية في الداخل السوري مثار الحديث الأهم بالنسبة إلى قوى الشعب الكردي في كردستان سوريا حسب قناعتنا.. هنا نطق السيد الرئيس بما لم ينطق به من قبل أي رئيس سوري، فقد اعترف صراحة بأن مشروع الإحصاء الاستثنائي الذي صدر قبل 42 عاماً كان مجحفاً وكان يجب انصاف الكرد وتجنيسهم وأنه سمع من فئات شعبية مختلفة لدى زيارته لمنطقة الجزيرة عن ضرورة القيام بانهاء الوضع الشاذ للأكراد المجردين من الجنسية ولكن الأوضاع السياسية والمشاغل اليومية ألهت الدولة عن ذلك.. ووعد بتصحيح الوضع، وهذا – من وجهة نظرنا – يشكل انعطافاً في السياسة السورية تجاه مأساة الكرد المجردين من الجنسية واعتراف من الدولة بما جرى بحقهم من غبن، يجب عليها تعويضهم عن الخسائر التي أصابتهم من جراء ذلك المشروع العنصري طوال هذه الفترة الطويلة التي فقدوا فيها حقوقاً كثيرة ظلماً وعدوانا... والرجال تؤخذ بوعودها فلننتظر ونرى هل ستقوم الحكومة السورية بحل هذه المعضلة الإنسانية حقاً!! ولكن ماذا عن تطبيق المشاريع الأخرى التي لاتقل خطورة ومنها " الحزام العربي" و "التعريب الشامل" لكل ما هو كردي في سوريا؟ لماذا لم يتحدث عنهما السيد الرئيس؟ وهل علينا اعتبار ذلك بحكم الواقع أمراً منتهياً لاحاجة لمناقشته؟! طبعاً الكرد يرفضون ذلك قطعاً ويطالبون بتصحيح كل الأوضاع الاستثنائية وإلغاء كل المشاريع العنصرية وفي مقدمتها "الحزام العربي" و"التعريب"...

اعترف السيد الرئيس بأنه لم تكن هناك جهات أجنبية وراء الانتفاضة الكردية الشاملة التي اندلعت في 12/3/2004 في مدينة القامشلي البطلة، رغم كل التحقيقات التي تمت مصحوبة بأشد أنواع التعذيب الجسدي والنفسي في المعتقلات السورية، وهنا يتبادر إلى الأذهان سؤال: إذن، لماذا هذه الحملات الواسعة من الاعتقالات وكل هذا الارهاب الحكومي ضد جزء هام من الشعب السوري؟ ألم يقل السيد الرئيس بنفسه: إن مشروعية أية مقاومة مرتبطة بانتفاض الشعب ومشاركته فيها؟ فحسب معاييره كانت هذه الأحداث الواسعة النطاق "انتفاضة" و "مقاومة" لأن معظم أفراد الشعب الكرد شارك فيها، فهي إذن مشروعة .. وهنا يجب على الحركة الوطنية الكردية أن تجيب إجابة واضحة وشفافة عن موقفها الصحيح والحقيقي تجاه ماحدث في كل المنطقة الكردية منذ 12/3/2004 وتستخدم المعيار الأسدي لقياس ذلك، قبل أن تستند إلى نظريات أخرى..

كما اعترف السيد الرئيس بأن القومية الكردية جزء هام من النسيج الوطني السوري.. وهذه بادرة جيدة ومقبولة لدى كل الأمة الكردية، ولكن هل هناك قومية في العالم لا حق لها في تقرير مصيرها، حسب الشرائع السماوية والأرضية؟ وما هي حقوق هذه القومية طالما يعترف السيد الرئيس بوجودها بنفسه؟ هل يليق بعد هذا منع اللغة الكردية وتعريب الطفل الكردي منذ ولادته ، وهل يمكن التنكر بعد الآن لوجود هذه القومية بعد ظهور الحقيقة إلى العالم كله؟ وماذا عن دستور البعث الحاكم ودستور البلاد وكلاهما ينفيان هذا الوجود   القومي الكردي في سورية..؟ طبعاً إن كان الرئيس صادقاً فيما يقوله عليه القيام بما يثبت أنه صادق وجاد في هذا المجال، أم أن حديثه كان من قبيل توزيع كعك العيد على الأطفال؟! الرأي العام العالمي سيسأل عن حقيقة الموقف الرسمي للحكومة السورية تجاه ما أفصح عنه رأس النظام الحاكم، ولا بد من أن تعطي الحكومة السورية أجوبة مقنعة..

إننا في بارتي ديموقراطي كوردستاني سوريا متفائلون بأن شرخاً كبيراً لا بد وأن يحدث في جدار السياسة السورية تجاه الشعب الكردي في كردستان سوريا وأن الانتفاضة المباركة قد أنهت مرحلة التعتيم الرسمي الطويلة الأمد على القضية الكردية في سوريا، والدماء التي أريقت في الانتفاضة المباركة لن تذهب هدراً، ولكن هذا متعلق بمدى قدرة الحركة الوطنية الكردية على القيام بدورها في تفعيل هذه القضية وتدويلها وارغام السلطة الحاكمة على إلغاء وانهاء كل السياسات والقوانين والاجراءات التي تعرقل تمتع هذا الشعب بحقه القومي الطبيعي حسب المواثيق والقوانين الدولية كثاني قومية في البلاد بعد القومية العربية، ومن حقوق الشعب الكردي في سوريا كما قال السياسي الكردي البارز كمال بورقاي حق "الحكم الذاتي كأدنى ما يصبو إليه الكرد" ..إذ بدون تدويل قضيتنا القومية في كردستان سوريا وبدون دفع عملية العصيان المدني في الداخل والخارج نحو الأمام ستبقى مبادرة الرئيس السوري أيضاً مجرد تكتيك وقتي هدفه كسب الأكراد ثانية كما كسبهم أباه في أيام محنته الكبيرة، وبخاصة فإن "قانون تحرير سوريا ولبنان" يتم التحضير له في مطبخ السياسة الأمريكية حالياً.

02/05/2004

اللجنة القيادية

بارتي ديموقراطي كوردستاني سورياالسابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
  اتصل بنا  
   
   

  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ