صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم السبت 11 - 10 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | البحث في الموقع |ـ

.....

   

برق الشرق

اعترافاً بأهمية هذا الملف الذي نشرته جريدة الوسط (الحياة الأسبوعية) في عددها 610 تاريخ 6/10/2003 يقوم مركز الشرق العربي بإعادة النشر نظراً لأهمية الموضوع ناسباً الفضل لأهله.

مشروع إسرائيلي استيطاني جديد

(تعال إلى الجولان... واندمج بأحلامنا)

آمال شحادة

يتضمن المشروع بناء 2500 وحدة سكنية فاخرة و1200 وحدة أخرى لملء (المساحات الخالية) في المرتفعات السورية المحتلة. والهدف زيادة عدد المستعمرين اليهود هناك أضعافاً مضاعفة خلال الخمس سنوات وصولاً إلى 200 ألف. وكانت إسرائيل مسحت عن وجه الأرض 132 قرية سورية في الجولان وشردت 110 آلاف نسمة فقط قبل 36 سنة بعد احتلال 1967.

عندما انشدت أنظار العالم كله، قبل سنة ونصف السنة، نحو جنين ورام الله ومختلف المناطق الفلسطينية التي تعرضت لعمليات قتل وهدم واغتيالات في الحملة العسكرية الإسرائيلية (السور الواقي) وانشغل الجميع في استنكار هذه العملية وكيفية مواجهتها، كانت إسرائيل منشغلة في تهويد مدينة القدس العربية وزرع البؤر الاستيطانية في قلب أحيائها كي تتحول إلى مدينة مختلطة يستحيل، في وضعيتها، التوصل إلى اتفاق سلام بخصوصها.

في هذه الأيام تتكرر هذه الصورة تحت عنوان (الاستيطان الإسرائيلي وتحقيق هدف إسرائيل الكبرى).

ففي الوقت الذي تتركز فيه الأنظار على مقر الرئيس عرفات الذي يتعرض لخطر إبعاد وربما اغتيال، وإلى غزة حيث تهدد إسرائيل بإعادة احتلالها بالكامل واغتيال قادة حركتي (حماس) و(الجهاد الإسلامي)، في هذا الوقت بالذات يجري العمل في مكان آخر.. بعيداً عن القدس والمناطق الفلسطينية حيث تنشغل إسرائيل في منطقة تعتبر الأجمل والأكثر خصوبة. هناك حيث أنقاض 132 بلدة مهدومة وجمال خمس بلدات تحتضن 20 ألف سوري يعيشون بعيدين عن عائلاتهم وأقاربهم وشعبهم. إنها هضبة الجولان المحتل. هذه المنطقة باتت اليوم هدفاً إسرائيلياً ومطمعاً استعمارياً على مساحاتها الواسعة ومناظر طبيعتها الخلابة.

فمنذ بضع سنوات والنقاش حول المناطق السورية التي احتلتها إسرائيل يتحول إلى خلافات ما بين سياسيين وأحياناً عسكريين. وبين رؤساء حكومات وأحزاب المعارضة. أحياناً يختفي النقاش وأحياناً يطول، ما بين متفائل بالسلام مع سورية وداعم لهذا الموقف، وما بين متمسك بهذه الأرض باعتبارها من المناطق الاستراتيجية المهمة أيضاً. بحيرة طبريا، جبل الشيخ، الحمة، إنها مناطق سياسية خلابة لا يطمح الإسرائيليون لاستمرار السيطرة عليها لجمالها فحسب، وإنما أيضاً لمردودها المالي من السياحة الداخلية والعالمية.

في هذه الأيام تعد مجموعة من قادة اليمين الإسرائيلي لتحقيق أهداف استعمارية في هذه المنطقة واستغلالها. وهناك مشروع لايزال يكتنفه الغموض يجري التحضير لتنفيذه بعيداً عن الإعلام والاحتجاجات الشعبية.

إنه مشروع (حديقة إسرائيل)، كما يسميه المكلفون بتنفيذه، والذي يهدف إلى مضاعفة الاستيطان وتسهيل السكن لمن يرغب في هذه المنطقة، وتحويل كل هضبة الجولان السوري المحتل، إلى حديقة سياحية كبيرة تستقطب آلاف السياح يومياً، وتشجع عشرات الآلاف على السكن فيها. مشروع استعماري يعزز هيمنة إسرائيل على هذه المنطقة ويضع العراقيل الإضافية أمام أية اتفاقية سلام مع سورية، فكما تعارض إسرائيل اليوم التنازل عن طبريا والحمة ومناطق أخرى تعتبر الأجمل سياحياً في إسرائيل، ستصل إلى وضع (تستصعب) فيه التنازل عن هذا المشروع الذي سيكون أوسع وأشمل من تلك المناطق، بل أقرب أيضاً من الحدود السورية.

هوية سورية و800 معتقل و37 شهيداً

قبل الخوض في تفاصيل المخطط الاستيطاني في الجولان ومستقبل هذه المنطقة المحتلة ووجهة نظر سوريين يعيشون تحت الاحتلال لابد من العودة إلى نقطة البداية.

كان ذلك في الثامن من حزيران (يونيو) عام 1967 عندما اجتاح الجيش الإسرائيلي هضبة الجولان وتمكن خلال يومين من تهجير ما يزيد عن 130 ألف مواطن سوري منها. بعد حوالي شهر واحد، وبالتحديد في 14 تموز (يوليو)، وضع حجر أساس أول مستوطنة يهودية في هذه المنطقة على أراضي قرية باب الهوا المهجرة شمال الجولان وأطلق عليها اسم مستوطنة (مروم جولان) أي مرتفع جولان.

هذه المنطقة بالذات كانت الأكثر جاذبية للإسرائيليين بسبب خصوبة أرضها ووفرة مياهها، ونجحت خلال فترة قصيرة، بدعم من الوكالة الصهيونية ودائرة أراضي إسرائيل، في جذب المستوطنين إليها. ومن هناك انطلقت فكرة الاستيطان في هذه المنطقة المحتلة، ولكن ليس قبل تدمير 131 بلدة و112 مزرعة ولم تبق سوى ستة قرى هي مسعدة ومجدل شمس وبقعاتا وعين قنية والغجر وسحيتا، والأخيرة تعرضت لعملية تهجير في العام 1972 وجرى ضم أهلها إلى قرية مسعدة لتتحول إلى معسكر للجيش الإسرائيلي.

وطرحت يومها تساؤلات حول مغزى بقاء سكان هذه القرى الست في أراضيهم على رغم عمليات التهجير والقتل التي مارستها إسرائيل،، ومن جهة أخرى الدوافع الإسرائيلية لعدم تهجير سكان هذه القرى.

سكان القرى قالوا إن سبب بقائهم هو أولاً تمسكهم بالوطن، وثانياً كون أرضهم زراعية وخصبة جداً وهي مصدر رزقهم، ثم إن مواقع هذه القرى الجبلية جعلها أقل عرضة للمعارك آنذاك.

أما المطلعون على الوضع هناك، فيرون أن إسرائيل أبقت سكان هذه القرى ولم ترحلهم (لغاية في نفس يعقوب). فهي اتبعت سياسة (فرق تسد) مع سكان المنطقة بحيث قامت بطرد كل من هو غير درزي وأبقت الدروز في هذه المنطقة بهدف تحقيق خطتها بإقامة دويلات طائفية على حدودها لتخضع فيما بعد لوصايتها. وهدفت إسرائيل إلى إقامة دولة درزية محيطة بمنطقة جبل الشيخ تضم أيضاً دروز فلسطين وسورية ولبنان لتكون فيما بعد دولية موالية لإسرائيل. لكن المعركة التي شنها سكان الجولان ضد سياسة إسرائيل القاضية بضمهم إليها أفشلت كل الخطط، ومازالوا حتى اليوم يتمسكون ببطاقة هويتهم السورية ليكونوا ظاهرة مميزة في هذه المنطقة، إذ ناضلوا ضد الاحتلال بمختلف الوسائل، وزجت إسرائيل بالمئات منهم، من شباب وصبايا، في سجونها ووصل عددهم منذ احتلال أراضيهم إلى 800 سجين وسجينة.

وقدم سكان الجولان أيضاً شهداء وإن لم تقع المواجهات بينهم وبين القوات الإسرائيلية بشكل دائم، فإن مخلفات الاحتلال نفسها كانت سبباً مباشراً للقتل. ففي الجولان زرع 76 حقلاً بالألغام، اثنان منها داخل قرية مجدل شمس المأهولة، ووصل عدد الشهداء الذين قتلوا جراء انفجار الألغام إلى 16 شهيداً وجرح 45 وهناك 21 شهيداً سقطوا جراء إطلاق نار من الجيش.

في 14 كانون الأول (ديسمبر) 1981 أقر الكنيست ضم الجولان إلى إسرائيل، وبموجب القرار جرى تطبيق كل القوانين الإسرائيلية على سكان الجولان المحتل ومن ضمنه إلزام الشباب بالخدمة الإجبارية وفرض الجنسية الإسرائيلية على السكان السوريين واعتبار الأرض العربية السورية ملكاً لإسرائيل. واستبدلت إسرائيل الحكم العسكري بحكم مدني، لكن السوريين في هذه المنطقة المحتلة رفضوا القرار جملة وتفصيلاً، وأعلنوا الإضراب لمدة ستة أشهر ليكون أطول إضراب احتجاجي على قرار إسرائيلي. وتمسك أهالي الجولان المحتل بالهوية السورية باستثناء قرية الغجر التي حصل سكانها على الهوية الإسرائيلية.

1258 كم و132 بلدة مدمرة

منذ احتلال الجولان وحتى اليوم أقيمت على أنقاض البلدات السورية 34 مستوطنة إسرائيلية يسكنها 14 ألف مستوطن. تقع هذه المستوطنات على مساحة 246 كيلومتراً مربعاً من الجولان. أي 21% من المساحة المحتلة، إضافة إلى ذلك فإن المزارعين اليهود يسيطرون على أكثر من 500 كيلومتر مربع من الأرض لمراعي الأبقار.

بعد مستوطنة (مروم جولان) باشرت السلطات الإسرائيلية في بناء مستوطنة في وسط الجولان، على أنقاض قرى قصرين وشقيف والدورة لتتحول إلى مركز خدماتي للمستوطنين، ويسكن هذه المستوطنة 7 آلاف مستوطن غالبيتهم من مهاجري الاتحاد السوفياتي السابق، وتضم منطقة صناعية تستوعب 30% من السكان. وتواصلت علمية بناء المستوطنات حتى وصلت إلى 34 مستوطنة يسكنها أكثر من 14 ألف مستوطن.

لكن الأرض الشاسعة والخصبة التي تتمتع بها منطقة الجولان المحتل حولت المطامع الإسرائيلية إلى أهداف استراتيجية استعمارية لا تختلف كثيراً عن مطامع الاستيطان في المناطق الفلسطينية المحتلة، بل إن هناك مسؤولين إسرائيليين يعتقدون بأن الحاجة لإبقاء الدولة العبرية قوية وخارطتها الديموغرافية ذات أكثرية يهودية تدفع إلى جعل عدد المستوطنين في الجولان يصل إلى 200 ألف. لكن هذا الموقف لم يحظ بتأييد واسع واعتبر بعضهم أنه سيواجه عقبات كثيرة، إلا أنه لا يمنع كثيراً من المستعمرين اليهود وقوى اليمين من الحلم بأن يستوطنوا هنا في حال اضطرارهم إلى مغادرة المستعمرات في المناطق الفلسطينية.

وظهرت هذه الفكرة عندما جرى الحديث عن تفكيك المستوطنات في مناطق الضفة الغربية، وعندما وصل الأمر إلى وضع باتت الولايات المتحدة فيه تمارس ضغوطها المستمرة على الحكومة الإسرائيلية لتفكيك هذه المستوطنات، فوجد بعضهم أن الأفضل هو البحث عن مكان آخر في إسرائيل لهذه المستوطنات ولإيواء المستوطنين الذي سيغادرون الضفة الغربية، وكانت منطقة الجولان المحتل العنوان الأفضل.

(يهودا هرئيل) العضو السابق في الكنيست عن حزب (الطريق الثالث)، بادر إلى طرح هذا الاستيطان من خلال مشروع (حديقة إسرائيل) الذي من المتوقع إنجازه خلال فترة قصيرة، لترافقه حملة بناء مستوطنات واسعة. ولتحقيق هذا الهدف، أقيمت وحدة استراتيجية بالتعاون بين المجلس الإقليمي (جولان) والمجلس المحلي (كتسرين).

وحسب المعطيات المتوافرة فإن العام الجاري شهد حملة بناء واسعة للمستوطنات لم يسبق لها مثيل في الجولان، إذ ارتفع خلال السنوات الثلاث الأخيرة عدد المستوطنين خمسة آلاف مستوطن. ويتم التحضير لبناء 1200 وحدة سكنية ستقام على أوسع نطاق من الأراضي الخالية من الاستيطان في الجولان، إضافة إلى ذلك تشهد 17 مستوطنة في الجولان حملة بناء واسعة، أصغر حملة بناء فيها تشمل 115 وحدة سكنية، وهناك مستعمرات يصل عدد الوحدات الجديدة فيها إلى 360 وحدة. وفي مدينة (كتسرين) التي تعتبر أكبر المستوطنات في الهضبة السورية المحتلة بوشر العمل في إنجاز مخطط لبناء 430 وحدة سكنية ضمن مشروع (ابن بيتك) يحصل فيه كل شخص على تسهيلات وامتيازات إضافة إلى قطع أرض واسعة أمام البيت. وتطمح السلطات الإسرائيلية إلى رفع عدد سكان هذه المستوطنة من 7 آلاف إلى 20 ألف مستوطن.

وحرص المستوطنون الذين أعدوا خطط الاستيطان على إنجاز مشاريع تجارية واقتصادية لتشجيع السكن في هذه المنطقة، إلى أن أصبحت منطقة الجولان اليوم أفضل المناطق في إسرائيل من حيث مستوى المعيشة. وفي حين يعاني قطاع البناء في إسرائيل من أزمة خانقة ويعاني المقاولون من كساد في بيع الشقق السكنية التي بنيت على رغم أسعارها المنخفضة، تشهد منطقة الجولان حركة كبيرة ومنعشة في بيع الشقق. وهناك إسرائيليون يرون في هذه المنطقة الحل الأفضل لأزمتهم الاقتصادية بسبب الدعم المقدم لكل المشترين. وعلى هذا الأساس استغلت مئات العائلات التي كانت تسكن في قلب إسرائيل هذا الوضع وانتقلت إلى السكن في الجولان، وسجلت الإحصاءات أن 38% من السكان الذين انتقلوا إلى الجولان هم من غوش دان (تل أبيب)، و20% من هشارون (شمال شرقي تل أبيب)، وحتى الذين قدموا من القدس بلغت نسبتهم 6%.

وحرص المبادرون على إطلاق هذه المشاريع الداعمة لإنعاش المستوطنات في الجولان على إقامة مناطق صناعية مختلفة تضمن العمل للجميع بعيداً عن البطالة والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة. في حين يصل معدل البطالة في البلدات الإسرائيلية إلى 10.6%، فإن نسبتها لا تتعدى 3.5% بين مستوطني الجولان.

وتحت شعار (تعال إلى الجولان ـ اندمج بأحلامنا)، يقام اليوم أكبر مشروع استيطاني في الهضبة المحتلة ويقدم امتيازات كثيرة ومشجعة للسكان تبدأ في القروض ونسبة الفائدة المنخفضة وتنتهي بقطعة أرض من دون مقابل بمساحة تراوح بين الدونم ونصف الدونم مع بنية تحتية وحاجات أخرى تساعد المستوطن على بداية البناء فور تسلمه قطعة الأرض.

ويشمل المشروع 2500 قطعة من أرض سورية محتلة لبناء بيوت لمستوطنين منتشرة بين 17 مستوطنة قائمة. إضافة إلى ذلك، هناك مشاريع لوحدات تقوم ببنائها شركات إسرائيلية وتعرض البيوت للبيع بأسعار زهيدة بعدما حصلت على دعم كبير من وزارة الإسكان الإسرائيلية.

ويعمل المستوطن (يهودا هرئيل) على تجنيد أوسع قاعدة من مستوطني الجولان لدعم مشاريعه الاستيطانية بمساعدة من الوزارات المختلفة.

تساؤلات حول مقاومة قريبة

تعتبر الهضبة السورية المحتلة من المناطق الهادئة أيضاً في العلاقة بين المواطنين السوريين القابعين تحت الاحتلال واليهود أنفسهم، حيث أن سكان القرى السورية لم يستطيعوا حتى الآن المقاومة عسكرياً بسبب قلة عددهم وضعف قدراتهم، إضافة إلى وجود 60 معسكراً للجيش الإسرائيلي في منطقتهم. لكن هذا الهدوء لا يعني لا مبالاة السكان. فهناك قلق حقيقي لدى السوريين من المصير والمستقبل، خصوصاً أن كل مفاوضات السلام مع سورية تتعثر، وفي المقابل تنفذ عملية استيطان واسعة لتملأ الأراضي السورية الشاسعة التي تنتظر لحظة عودة ملكيتها لأصحابها.

ولا ينحصر خطر الاستيطان فقط في الخطر الذي يهدد مستقبل هذه الأراضي، بل إنه يهدد مستقبل السكان الموجودين حالياً، حيث أن غالبية المشاريع تنفذ من مناطق قريبة من المناطق السكنية، ما يحد من إمكان تطور هذه البلدات ويمنع السكان من استمرار العمل في أراضيهم والاستفادة منها زراعياً. ويضع العراقيل أمام الشبان الذي لم تعد تتسع لهم المنطقة التي ستبقى بعد المشاريع الاستيطانية. فالأرض التي يعيش عليها سكان القرى السورية لا تشكل أكثر من 5% من الأرض المحتلة والبقية تحت تصرف الإسرائيليين.

ويتساءل سلمان فخر الدين، وهو من الشخصيات السورية البارزة في اهتماماته السياسية وتوثيق تاريخ احتلال الجولان أمام الصمت حيال التحركات الواسعة للمشاريع الاستيطانية (إذا لم تكن اليوم مقاومة لما يحدث فمن منا يستبعد حدوثها في الجولان بعد سنوات لا تتعدى الخمس، حيث من المتوقع أن يتضاعف عدد المستوطنين في هذه المنطقة وتتضاعف معاناة السوريين هنا).

الجمعية العربية للتطوير من الجمعيات السورية القائمة في مجدل شمس ولها اهتماماتها في مختلف المجالات الحياتية. يقول الدكتور تيسير مرعي، أحد المسؤولين فيها، (إن حركة بناء المستوطنات في الجولان باتت واضحة في الفترة الأخيرة، ولكنها غير معروفة المعالم) ويضيف: (على مدار السنوات الماضية جرى التخطيط لمشاريع استيطانية في الجولان، ولكنها حتى اليوم، لم تنجح كما في الحال في الضفة الغربية. ربما يعود ذلك إلى الخلاف الإسرائيلي على ملكية الأرض في المناطق الفلسطينية، فهناك تناقش إسرائيل إذا كانت الأرض للفلسطينيين أم لها، ولكن هنا في الجولان واضح أنها أرض جولانية سورية وتقع تحت الاحتلال الإسرائيلي).

ويقول مرعي إن هناك مساحات شاسعة من الأرض الجولانية المحتلة لم تنفذ فيها إسرائيل مشاريع، إلا أن مخططات إسرائيل الاستيطانية تمس بشكل مباشر، ليس فقط مساحات أراضي الجولان، إنما في وضع القرى الخمس القائمة، فقد حرصت إسرائيل أن يكون موقع المستوطنات بشكل يحيط بهذه القرى، مما يحد من تطورها وتوسعها وإمكان العيش فيها بشكل مريح لسكانها السوريين. فلدى تخطيط إسرائيل لإقامة مستوطنة (نمرود) اختارت موقعها في محيط قرى عين قينا ومسعدة ومجدل شمس، وهذا من دون شك يؤثر على تطور هذه البلدات السورية وعلى سكانها أيضاً.

ويشير مرعي إلى أن إسرائيل بدأت تكثف استيطانها في الجولان منذ العام 1981، وفق خطط مدروسة باختيار مواقع إقامة المستوطنات بحيث تستغل أكبر مساحة من الأرض القريبة من مناطق السكن السورية، وهنا تكمن الخطورة.

الأسير السوري المحرر أيمن أبو جبل، أحد النشطاء السياسيين في هضبة الجولان الذي قبع في السجون الإسرائيلية لمقاومته الاحتلال، ينظر بدوره إلى مخاطر المشاريع الاستيطانية التي تقام، لكن قلقه هذا لم يبدأ منذ انطلاق المشاريع الجديدة، فهو واحد ممن رفضوا السكوت أمام الاحتلال ومشاريعه وقاومها قبل أن يرى بعينيه تطور هذا المخطط، (أي مخطط تعد له إسرائيل في الجولان ومهما كان حجمه هو مخطط سياسي يمس بشكل كبير مستقبل هذه المنطقة وتطورها وأهمية الحفاظ عليها سورية خالية من أي بناء أو مشاريع إسرائيلية).

المهندس شحادة نصرالله يرى في مخططات الاستيطان التي تعدها إسرائيل جرائم لا تقل بشاعة عن الجرائم الأخرى التي ترتكبها إسرائيل ويقول: (الأهداف الاستيطانية ليست جديدة على إسرائيل، لقد بدأتها منذ سنوات في الجولان لكنها تراجعت عنها لفترة طويلة، واليوم تعود إلى هذه المخططات بشكل أوسع وأشمل، وهذا الأمر سينعكس بشكل سلبي على الأراضي السورية وعلى السوريين في هذه الأرض فهي ستحد من إمكانات تطورهم).

ويرى نصرالله أن (مشاريع استيطانية وبسط عدد من المستوطنين على مساحات شاسعة من الأرض ستؤدي أيضاً إلى صعوبة مستقبلية لدى أي حديث عن سلام، فسورية، وفقاً للقانون، تطالب بشكل مستمر بتعويضها عن سيطرة إسرائيل على هذه الأرض، إلا أن إسرائيل ترفض الطلب بحجة أن الأرض غير مستعملة. واليوم لدى تنفيذ مثل هذه المشاريع سيتعمق الخلاف على هذا الموضوع، لأن المستوطنين سيستثمرون الأرض وبمساحات شاسعة وسيحاولون استغلال كل ما بإمكانهم، خصوصاً أننا نتحدث عن أرض خصبة جداً ومثمرة. وهذا الأمر بحد ذاته سيسبب عراقيل إضافية نحو أي تفاهم مستقبلي).السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
  اتصل بنا  
   
   

  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ