صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأربعاء 24 - 03 - 2004م

 ـمركز الشرق العربي التعريف  |  دراسات  |  متابعاتقراءات  | هوامشرجال الشرق  |  من أرشيف الشرق | مشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | البحث في الموقع |ـ

.....

   

برق الشرق

المنفيون في الأرض

الطاهر إبراهيم*

 طالعتنا صحيفتا "الحياة" اللندنية و "الشرق" القطرية في يوم 21 آذار الجاري ، بأن السلطات السورية قد سمحت للشيخ "مصطفى الصيرفي" و12 سوريا آخرين بالعودة من "قطر" إلى وطنهم سورية بعد غياب طال لأكثر من ربع قرن. وتضيف الشرق قائلة: كشف السفير السوري "هاجم إبراهيم" انه قدمت مجموعة من الطلبات لعدد من السوريين لا يملكون جوازات سفر سيتم دراسة أوضاعهم في هذا الشأن.

ابتداء نتساءل عن الأسباب التي دعت إلى حجب جوازات السفر عن هؤلاء المواطنين السوريين، حسبما أشار معالي السفير،وعن المسؤولين عن ذلك؟.وهو ما يتعارض مباشرة مع الدستور السوري، الذي نصت المادة (43) منه على "أن القانون ينظم الجنسية العربية السورية ويضمن تسهيلات للمغتربين العرب السوريين...". وبدلا من تقديم التسهيلات للمغتربين السوريين حسبما نص الدستور، تعمد أجهزة الأمن –إمعانا منها بالتنكيل في من تعتبرهم معارضين للنظام-إلى تزويد موظفي الأمن في القنصليات السورية بما يخالف نص وروح المادة (43) أعلاه، متجاوزين بذلك صلاحيات السفراء والقناصل الذين هم بالأصل منوط بهم هذه الصلاحية ويتبعون وزارة الخارجية السورية.

ونحن بدورنا نقدم هذا الخبر وتصريح معالي السفير، هدية لمعالي وزير الخارجية الأستاذ "فاروق الشرع"، الذي قال في لقائه مع كوادر الجبهة الوطنية التقدمية في كانون الأول "ديسمبر" الماضي، "يجب أن لا يتذرع مواطن سوري في الخارج أو يزعم أو يدعي انه منفي فنحن لا ننفي مواطنيناوتبقى مسؤوليته إذا بقي خارج القطر وليس مسؤولية النظام". 

كما نرجو من معاليه تفسير الإشارة المعبرة التي وردت في تصريح معالي السفير بأنه يدرس أوضاع سوريين في قطر "لا يملكون جوازات سفر"، وهو ما يتناقض مع تصريح معاليه.

ونقول لمن لا يعرف ونذكّر من يعرف، أن هؤلاء السوريين "الذين لا يملكون جوازات سفر"، لا يعدون على أصابع اليد الواحدة، وإنما يعدون بعشرات الألوف منتشرين في أصقاع المعمورة، محرومين هم وأبناؤهم من جوازات السفر.

ونقول لمن لا يعرف ونذكّر من يعرف، بأن السيد الرئيس بشار الأسد -في لقاءاته مع الجاليات السورية خارج الوطن،ومنها الجالية في قطر-كان يأخذ علما بما يقاسيه المغترب السوري للحصول على وثيقة السفر.وأنه كان يعطي توجيهاته للسفراء بتيسير منح  جوازات السفر. غير أن موظفي الأمن في السفارات ،على ما يظهر، لهم رأي آخر.  

ومع أنه نادرا ما تتطرق صحيفة سورية لأخبار هؤلاء "المنفيين في الأرض"، فقد قرأنا في عدد تشرين ليوم 27 شباط الماضي في "منبر تشرين"،رسالة أرسلها مواطن سوري اسمه أحمد أحمد مقيم في السعودية، يذكّر فيها بالصعوبات التي واجهها وهو يحاول جاهدا الحصول على جواز سفر، مع أنه دفع البدل النقدي عن خدمة العلم، الذي يؤهله للحصول على جواز سفر لمدة ست سنوات حسب تعليمات وزارة الداخلية. وقد ذكر هذا المواطن السوري أن بعض القناصل يرفضون تطبيق تعليمات وزارة الداخلية التي ألغت الموافقات الأمنية،ويصرون على إرسال الطلبات -التي قد لا تعود-إلى سورية.وكأن هؤلاء القناصل ،حسب ما ورد في رسالة المواطن، "ملكيون أكثر من الملك".

 وعودا إلى الخبر الذي ورد في صحيفتي "الحياة" و"الشرق"، وما أثاره من تساؤلات لدى المواطنين السورين حول مغزى هذه الخطوات الصغيرة والمتباعدة زمنيا؟.                 فقبل ثلاث سنوات سمح لبضعة عشر مواطنا بالعودة من أسبانيا –أثناء زيارة الرئيس لها - إلى سورية ولمرة واحدة، مع وعد بعدم تعرض أجهزة الأمن لهم دخولا وخروجا.

 كما سمح للناشط السوري في حقوق الإنسان الدكتور هيثم مناع بالعودة إلى وطنه صيف العام الماضي، وأمضى فيه شهرا واحدا. وها هو الآن يسمح لثلاثة عشر مواطنا مقيمين في دولة "قطر" بالعودة إلى وطنهم سورية.

وفي كل مرة كان يسمح فيها لمواطنين سوريين منفيين بالعودة إلى وطنهم، كان "صحفي سوري" بعينه، ينشر ذلك في الصحيفة التي يراسلها، منوها بأن ذلك مكرمة من الرئيس    –مع حفظ المقامات- منحت لهؤلاء، مع أن المواطنة حق مكتسب لهم ورثوه عن آبائهم وأجدادهم. لا يستطيع أحد أن يجردهم من هذا الحق، كما أنه لا يزول بالتقادم.   

ويسأل المواطنون السوريون "المنفيون في الأرض"،حزب البعث الذي من المفترض أنه يصنع السياسة السورية الداخلية والخارجية! لماذا يا حزب البعث ترفض التطبيع مع أبناء وطنك حتى ولو كانوا من المعارضة،التي رفضت الاستقواء بالأجنبي على وطنها، حسبما ماجاء في مؤتمر لندن صيف العام الماضي،في الوقت الذي وافقت على تطبيع العلاقة مع العدو الصهيوني وإقامة سلام دائم معه فيما لو وافق هذا العدو بإعادة الجولان المحتل؟.

أم أن حال المواطن السوري المنفي عن وطنه ،ولو زعم الأستاذ الشرع بخلاف ذلك، مع حكومة البعث كما قال الشاعر...حرام على بلابله الدوح  حلال على الطير من كل جنس.

*عضو مؤسس في رابطة أدباء الشام

السابق

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  برق الشرق  
  بوارق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  بيانات وتصريحات  
  قراءات  
  شآميات  
 

 
  اتصل بنا  
   
   

  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجسور |ـجديد الموقع | كتب | مجموعة الحوار  | تقارير حقوق الإنسان | واحـة اللقـاء | ابحث في الموقع |ـ

| برق الشرق بوارق رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  |  بيانات وتصريحات  |  قراءات  | شآميات  |  ـ