صحيفة الشرق العربي

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

آخر تحديث يوم الأحد 23 - 03 - 2003م

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |   ـ| مشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد الموقع | كــتب | مجموعة الحوار | البحث في الموقع |ـ

.....

   

برق الشرق

مجموعة الحوار

بيان من مجموعة الحوار الحضاري في مركز الشرق العربي

حرب على الأمة وليس على قطر أو نظام

يأتي العدوان على العراق الدولة العربية، ذات السيادة، حلقة في سياق مخطط إمبريالي صهيوني، يسعى إلى تطويع الأمة العربية والإسلامية، وتمييع وجودها، وطمس هويتها، واستلاب إنسانها، منطلقاً من ركام ثقافي تاريخي، مدفوعاً بأطماع غير محدودة في الأرض والثروة.

لقد أسقط العراق بمواقفه الأخيرة، وموافقته على قرار مجلس الأمن 1441 و استقباله المفتشين وتعاونه معهم حتى في الاشتراطات المجحفة، كلَّ الذرائع التي تذرع بها المعتدون. إن الاستسلام المخادع لطروحات الدول المعتدية: في إرادتها الخيرة للعراق وطناً وشعباً، هو ضرب من السذاجة السياسية، وترداد هذه الطروحات من بعض بني قومنا يتجاوز معنى السذاجة إلى ما هو أكثر سوءاً منه.

ومتى صرح المعتدون والمستعمرون منذ حملة نابليون، وجيوش المستعمرين بعد الحرب العالمية الأولى أنهم قادمون لطمس هوية الأمة وتشويه عقيدتها، وإذلال إنسانها ونهب ثرواتها ؟‍‍‍! ولقد أدركت شعوبنا العربية المسلمة في مطلع القرن العشرين الحقائق الكامنة وراء الهجمة الاستعمارية، وتعاملت معها بدوافعها الحقيقية، فلم ينطل قط على جماهير الأمة زخرف الشعارات، ولا مبادي الطروحات، كما يحاول أن يسوق اليوم الكثير من أدعياء الثقافة أو الفهم أو التنوير. ماتزال جماهير الأمة بحسها العفوي المباشر من طنجة إلى جاكرتا تفهم الحدث /العدوان/ بأبعاده وآفاقه ومراميه. تفهمه حلقة في سياق له ما بعده على الصعد: العقائدية والسياسية والثقافية والاقتصادية. وهي بالتالي تنظر بقلق بالغ إلى روح اللامبالاة التي يتعامل بها الكثيرون معه، أو روح الاستسلام والاتقائية التي تتمنى على من تظنه (القدر المسيطر) أن يؤخرها في أجندة الحساب دركةً.

المعتدي الغاشم يتذرع بالشرعية الدولية، وكانت عصا غليظة أسقطها أخيار العالم وحكماؤه من يده، ويدعي الغيرة على قرارات مجلس الأمن فأين غيرته على القرار 242 المتخذ منذ ما يقرب من نصف قرن، وأين غيرته على القرار 338؟! وأين هي من مجازر شارون الحقيقة اليومية النازفة على الأرض، مقابل مخاطر العراق المزعومة والمتوقعة ؟! وهل سيكون وعد بوش وبلير بمعالجة سلام الشرق الأوسط!! بعد الانتهاء من أمر العراق أكثر مصداقية من وعد بوش الكبير عشية التحالف الثلاثيني، يوم قاد الأمة إلى متاهات مدريد ؟!

حرب غشوم يقودها، بعيداً عن الشرعية الدولية، مغامر ومقامر لتحقيق ثارات شخصية ومصالح فئوية، بعيداً عن الرأي العام العالمي: الرسمي والشعبي، بمن فيها الشعب الأمريكي نفسه.

اليوم، العراق، بذريعة أسلحة الدمار الشامل، وغداً غيره بذريعة دعم الإرهاب، أو لم تبدأ الإدارة بالتأسيس لهذا حين صرح مسؤول فيها بالأمس: (إن العراق إن لم يكن قد دعم تنظيم القاعدة حقاً فإن أحداً لا ينكر دعمه للإرهاب الفلسطيني)!!

ألا يعني هذا أن الحديث عن فلسطين أو الأقصى، أو بناء مدرسة لأبناء الشهداء، سيكون مدخلاً للتدخل والتأديب أو الخلع والتغيير تحت ذريعة مكافحة الإرهاب ؟!

ثم ألن يكون طبع القرآن الكريم وفيه قوله تعالى (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين..) وقوله (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم..) ذريعة للتدخل العسكري لأن في الآيات الكريمة تحريضاً مباشراً على ما يسمونه (الإرهاب) ؟!

إن الدور سيدور على الأمة: العقيدة والثقافة، التاريخ والحاضر والمستقبل، والسيادة والسياسة والثروة والمقدرات.

ومهما يكن موقع الأمة على مدرجة القوة اليوم فإنها لا ينبغي لها أن تحاصر نفسها في مربع العجز، الذي سيقودها مع الذلة والهوان إلى المصير المحتوم، يوم سيرسل بوش أو أحد خلفائه، بذريعة من تلك الذرائع، أساطيله لاجتثاث قطر عربي أو مسلم عن الخارطة؛ بينما هو يلاعب (كلابه) في حديقة البيت الأبيض، أو يقضي إجازته الأسبوعية في المنتجع الرئاسي في كامب ديفيد. و سيكون بوش أو خليفته رجل المهام الكبيرة، ولن يبقى كبير في عالمنا، بينما سيوكل خلفاء شارون بالمهام المباشرة والأقل شأناً، ولم لا وهم يمتلكون ترسانة أسلحة تخولهم أن يأمروا فيطاعوا.

حالة العجز هي هذا الذي نعيش ونتابع، ورجالات الأمة لا تنقصهم، فيما نظن، حقيقة الرؤية وإنما الذي ينقصنا العزيمة والإرادة.

من يكسر طرف حلقة العجز، فيوظف طاقات هذه الأمة، المادية والمعنوية لتسطير الخط الأحمر، في وجه الاستكبار والغطرسة والشره الأمريكي ؟! من يقول للقادمين من وراء المحيطات لذبحنا وإذلالنا ونهب ثرواتنا: إن في بلاد العرب والمسلمين رجالاً، وأن مدخلهم إلى منطقتنا لن يكون إلا على جسر الاحترام الحضاري والسيادي، إن أرادوه، أو على جسر آخر من أشلاء الآدميين.

الإيمان بالله، والثقة به ثم في الذات كما في الأخوة والشعوب ستكون الجسر الطبيعي للخروج من حلقة العجز والوهن (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين).

السابق

 

   

for

S&CS

 

 

المحتويات

 
  الموقف  
  برق الشرق  
  رؤية  
  اقتصاد  
  كشكول  
  غد الوطن  
  حوارات  
  تراث  
  بيانات وتصريحات  
  بريد القراء  
  قراءات  
  شآميات  
 

 

  اتصل بنا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

للأعلى

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إليه ، أو غير معزو .ـ

   

 ـمركز الشرق العربي |   التعريف  |   دراسات  |  متابعات  |   قراءات  |   هوامش   |  رجال الشرق  |  من أرشيف الشرق  |ـمشاركات الزوار |ـجســـور |ـجديد ـالموقع | كــتب | مجموعة الحوار | ابحث في الموقع |ـ

| ـالموقف |  برق الشرق  | رؤية  | اقتصاد |  كشكول  | غد الوطن  |  حوارات  | تراث  | بيانات وتصريحات |  بريد القراء |  قراءات  | شآميات  |  ـ