ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت  06/12/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


تاريخ سورية

(1)

النقطة الفاصلة في تاريخ سورية المجيد الذي صنعه

كل أبنائه وتعتيم النظام المُتعمّد عليه

مؤمن محمد نديم كويفاتيه*

هذه هي بطولات النظام السوري بالإستدعاء والشجب وتحميل المسئولية والرد في المكان المناسب والوقت المُناسب وفرض مدح بشار ونظامه رغناً عن شعبنا وبطولاته وإنجازاته التي لم نرى منها الا الخراب وتدمير المدن وتكميم الأفواه وقتل عشرات الآلاف واعتقال خيرة أبناء الوطن ، لذلك أنا هنا أخوض في التاريخ السياسي السوري المجيد الى ماقبل مجيء العسكر المشؤومين لتقارنوا بين بينين

ما دفعني لأن أخوض في تاريخ سورية السياسي المجيد ، الذي صنعه رجالها المُناضلين الأقوياء ، والذي يجب أن يطلع عليه شعبنا السوري والعربي ليُفاخر به ، هو التعتيم المُتعمد من قبل نظام الأُسرة الحاكمة في دمشق ، الذي يمنع أي حديث أو كتابة عن ذاك التاريخ وتلك الحقبة الغنية بالأحداث العظام  ما قبل وصول البعث العسكري ، بقصد تجهيل الأجيال القادمة ، ومحي ذاكرة المواطنين لتاريخ آبائهم العظام ، الذي صنعه الأبطال من كل شرائح وطوائف مجتمعنا - جهاداً ونضالاً وجلادةً وصبراً ومُقاومةً بوجه المُستعمر الفرنسي والعُنصريين الأتراك القوميين لا العثمانيين ، الذين سيطروا على مقاليد الأمور في الدولة العثمانية قبل الإعلان عن انهيارها بعقود ، فأساءوا للعرقيات والقوميات باسم العثمانيين ، والخلافة حينها لم يكن لها حول ولا قوّة ، مما أدّى إلى التدهور الكبير في الحياة المعيشية في الأمصار ،  وانتشار الظلم والفساد مبلغه فيها، مما أثار النّاس وهيّجهم للثورة لاسيّما الثوّار منهم ، الذين كانت أعدادهم ضئيلة  في بداية الأمر، لكنهم صاروا فيما بعد كمد البحر ، كما هو واقع سورية اليوم ؛ التي يركبها الفساد من كل جانب ، ويسودها الظلم في كل أنحائها ، وأعداد مُناضليها بازدياد ، وجبهة الرفض ضد الطغيان والاستبداد تتوسع ،وهي ماضية في طريقها  إلى أن تنال كامل حقوقها بإذن الله بالعزيمة والصبر، لأنّها سُنّة الله على الأرض بزوال الظلم وإن طال ، وعودة الحق ليتربع على عرشه في حياة النّاس ، كما تخلّص العرب من سلطة الباشوات التركية ، ومن الاستعمار الفرنسي ، الذي أراد أن يُقسم سورية إلى ست دول وفشل ثُمّ اندحر ، لتعيش سورية أحلى أيّامها بتضامن أهلها وتوحدهم ، من أول قيام الثورة العربية إلى ما قبل مجيء الحكم العسكري الدكتاتوري البغيض عام 1963  ، الذي عطّل الحياة وأفسد البلاد ، حتّى صارت في مؤخرة الدول - فقراً وجوعاً وتكميماً للأفواه ، وساحة رُعب يستجير من هولها كُلّ الناس

 

ودخولي في موضوع التاريخ السياسي لسورية ما قبل انقلاب العسكر في آذار 1963 كان بسبب نزولي إلى معرض الكتاب المُقام حالياً في صنعاء ، والذي لفت نظري فيه !! انعدام الكتب السياسية والتاريخية عن حقبة ما بعد قيام الثورة العربية وعهد الجلاء ، ومن طبعيتي ككاتب وصحفي عندما أجد شيئاً مغلوطاً فإنني لا أكتمه ، ولذا فقد توجهت لأصحاب دور النشر السورية لأسألهم عن السّر في ذلك واحداً واحداً ، حتّى المُشرف عن دار الهيئة العامّة السورية للكتاب الحكومية المنوط بها الاهتمام بهذا الشأن لم يسلم من سؤالي ، والذي لم أجد عنده الجواب ، بل قال بأنّه عندهم أكثر من 180 عنوان ولم أجد شيئاً من هذا ، وخاصة وأنّ موقعهم لا يتجاوز مساحته التسعة أمتار على هيئة دُكّان يُرئى لها ، وليس فيها من العناوين ما يجعل المرء حتّى يلتفت إليها ، بينما الدور السعودية والكويتية وغيرها لهم المساحات الكبرى والعناوين الكثيرة ، وسورية العلم والعلماء لا تُمثّل إلا ببقعة حقيرة وكُتب لا تُعبّر عن إمكانية شعبنا ومساحة دولتنا ، ثُمّ توجهت إلى بقية الدور السورية لأسألهم عن انعدام كتب التاريخ السياسي الحديث ما قبل انقلاب العسكر فأجابني البعض بما لا يتوقعه احد من وراء سؤالي ؟ على أنني دخيل وأُريد خراب بيتهم من وراء إثارتي لهذا الموضوع ، بينما قال البعض بأنّ هذا ممنوع وبشدّة في سورية ، وأنّ الكتاب بعد كتابته يُعرض على هيئة ألرقابه الإستخباراتية الحازمة التي لا تتهاون بمثل هذه الأمور ، والذي قد يستغرق الإطلاع عليه لعدم الموافقة اشهر ، ليُحجز الكتاب فيما بعد وليُسائل صاحبه عن مُحتوياته ، وفي النهاية يكون الرفض ، ليذهب تعب الكاتب وجهده الذي قضاه في كتابته هباًً هذا إن سلم ، إلا بعض الكتب السطحية الجرائدية والمغلوطة التي يسمحون فيها لتكون مثل ذرّ الرماد على العيون ، لأضع التساؤل  هنا !! عن الأسباب التي تجعل الحديث عن أمجاد أبطالنا وتاريخ بلادنا التي تؤدّي إلى خراب البيوت ؟ ولماذا ؟؟وما وراء ذلك ؟؟؟ ، وهل هم عُملاء بنظر النظام؟؟؟؟ أم أنّهم قادة كبار يخشى من ذكرهم النظام وهم أموات

 

وحينها فقط شعرت بالفراغ الكبير ، ووجدت لزاماً على نفسي بما أمتلكه من معلومات وعناوين واطلاعات ودراسات للكتابة ، وحضّاً لغيري من السياسيين والمُفكرين للخوض بهذا الموضوع من تاريخنا المجيد  ، لاسيّما للمعاصرين لأي مرحلة من الحقبة الماضية للكتابة وتسليط الأضواء ، وراجين من كل من يملك المعلومة الصحيحة بتزويدنا بها لتوثيقها ، سواءً كان ذلك عن بطولات أو خيانات لبعض المجموعات ، وصور مُشرقة ، وأنا من جهتي كُنت قد ابتدأت في السابق بعدّة مواضيع ، ومنها مُخطط للخلافة العثمانية مُختصراً حياة كل واحد منهما وإنجازاته ومواطن الضعف والخلل التي سادت فترته(http://www.asharqalarabi.org.uk/markaz/salatin.doc )بأسلوب أنيق على هيئة شجرة لا يمّل قارئها منها ، ليطلع الباحث على التاريخ الوسيط الى مرحلة قيام الثورة العربية على الأتراك وليس العثمانيين الذين كانت على أيامهم العرقيات وحرية الأديان والأشخاص في أحسن حال ماقبل سيطرة القوميين الأتراك على زمام الأمور، ليُتخذ من هذا المُخطط المُختصر مُقدمة مُهمة لمعرفة للربط بين التاريخ الوسيط والتاريخ الحديث للولوغ فيه والوصول إلى نتائج وحقائق معرفية مُستندة إلى العمق المعرفي في التاريخ ، ليطلع بعدها الباحث على نشوء الدول بعد مُعاهدة سايكس بيكو ووعد بالفور الذي بُني على أساس إقامة دولة لليهود للتخلص منهم أُوربياً بعد اتهام العسكريين منهم فرنسياً عام 1871 بتسريب معلومات عسكرية لألمانيا اثر حرب السبعين ، وفيما بعد ألمانياً لحساب فرنسا والتحالف اثر الحرب العالمية الأُولى والتي أُطلق عليها اليهود المُعاداة للسامية لاستعطاف العالم ومُعاهدة سيفر والمؤتمر السوري 1920 ، ثُم المجلس الأعلى للحلفاء الذي اعتبر امتداد لمؤتمر لندن الذي أقرّ باستقلال الدول العربية الخمس ووضعها تحت الانتداب الفرنسي والبريطاني ، والحرب العالمية الأولى التي أدّت إلى تقاسم دول الخلافة العثمانية ، إلى أن أخذت دول العالم وضعها المُتعارف عليه ، وما وصلنا اليه اليوم في سورية من الهوان عندما ابتعدنا عن المطالبة بحقوقنا والاستسلام للأمر الواقع ، تحت سطوة الجلاّد .

 

فعلى إثر هزيمة الأتراك وليس العثمانيون في الحرب العالمية الأولى ، كون الخلافة كانت مُعطّلة ولا رأي لها في دخول الحرب مع ألمانيا ضد الحلفاء ، وإنما هي توريطة العسكتاريا التركية التي ابتعدت عن الخلافة الشاملة إلى القومية الطورانية التركية ، التي أثارت الحساسيات والنزعات العنصرية وتجاوزت في ظُلمها كُل الحدود ، حتّى عمّ الفقر والجهل والفساد والظلم في كل المناحي ، ممّا أدّى إلى انفصال الأطراف عن المركز ، ومنها الإعلان في سورية عن تشكيل أوّل حكومة عربية بعد نضالات وتضحيات كبيرة قدّمها الشعب السوري في 28 أيلول 1918  برئاسة الأمير محمد سعيد الجزائري - حفيد المناضل الشهير عبد القادر الحسيني الذي قُتل في القدس بمعركة مع الصهاينة – والتي استمرت لأيام باسم الشريف حسين بن علي قائد الثورة العربية الكبرى ، ليرتفع حينها في سماء سورية علمها الأول باللون الأسود والأخضر والأبيض ، لتشهد سورية الحكومة الثانية ولأيام أيضاً برئاسة علي رضا باشا الركابي من 30\9 إلى 5\10 \1918 تمهيداً لإعلان قائد الجيوش العربية الأمير فيصل بن الشريف حسين لهذا المنصب  الذي استمر فيه إلى 8\3\1920 وقت تتويجه ملكاً على سورية ، عقب انعقاد المؤتمر السوري العلامة الفاصلة بتاريخ سورية ، والذي – المؤتمر - سحب من الفيصل  الكثير من الصلاحيات ، وأُعلن فيه العديد من القرارات التاريخية ، ومنها إعلان استقلال سورية بحدودها الطبيعية استقلالاً تامّاً بما فيها فلسطين ، ورفض ادعاء الصهاينة في إنشاء وطن قومي لهم في فلسطين ، وإنشاء حكومة مسئولة أمام المؤتمر الذي هو مجلس نيابي ، والذي- المؤتمر السوري - رفضت نتائجه من قبل فرنسا التي بحسب معاهدة سايكس بيكو 1916 تكون سورية ولبنان تحت وصايتها ونفوذها، ليدخل معها الملك وحكومته في صراع مرير إلى 28\6\1920 يوم خلعه ، ولتدخل سورية فيما بعد مرحلة الانتداب الفرنسي والتشرزم والتقسيم والثورات ضد المُحتل وعالم البطولات والأمجاد والتوافق الوطني ، والذي سأتكلم عنه وعن تلك المرحلة في الحلقة الثانية من هذه السلسلة عن تاريخ سورية السياسي الحديث

===========

ملاحظة : بعد خلع الملك فيصل بن الشريف حسين عن الملك في سورية من قبل الفرنسيين ، كان هناك في مصر يُعقد مؤتمر القاهرة نفس العام أواخر 1920إثر ثورة العشرين في العراق ضد الاحتلال البريطاني ، حيث هناك تشكل المجلس التأسيسي لزعماء العراق وشخصياته السياسية ، الذين توافقوا فيما بينهم على الإعلان للملك فيصل بن الشريف حسين بن علي ليكون ملكاً على العراق ، ليتوّج ملكاً مطلع عام 1921 إلى عام 1933،  أبرم خلالها مع البريطانيين عام 1930 مُعاهدة، أقرّت بموجبها إنكلترا استقلال العراق عن التاج البريطاني وإنهاء حالة الانتداب ، وتوفي بالسكتة القلبية في سويسرا ، وقيل بالسُم الذي وضعته له ممرضته له عن عمر ناهز الخمسين سنة ، ليخلفه من بعده ابنه غازي إلى عام 1939 الذي توفي بحادث سيارة ، وقيل تمّ التخلص منه بقتله لصلته بهتلر ، ومن بعده ابن غازي فيصل الثاني الذي ظلّ تحت وصاية خاله لأربعة عشر عاماً عندما بلغ سن ال 18 عام 1953 ليستلم الأمر رسميا ، وكان خلال فترة الوصاية يُدير الدولة الوزير نوري السعيد ، الى يوم14\7\1958 الذي أُطيح به وبالنظام الملكي على يد عبد الكريم قاسم ، وقتل فيها الملك فيصل وعبد الإله وصي العرش ودفن في المقبرة الملكية في الأعظمية ببغداد

ــــــــــــ

*كاتب ومُعارض سوري

 mnq62@hotmail.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ