ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 01/11/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

رابطة دعاة الخير في شام البركة

نضر الله امرأ بلغ عنا أو نشر لنا

أهل الليل

الموقعون عن الله واقفون ببابه

فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب

أيها السالكون في سبيل الله، الراغبون إليه..

للرغبة إلى الله سننها، ولسبيله المستقيم شروطه، وأول الطريق زاد يعصم من الانقطاع، ويقي من الزلل، وينير الطريق كي لا يكون انحراف. في فقه ترتيب النزول نقرأ منذ تباشير رحلة النبوة الأسوة (يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلاً نصفه أو انقص منه قليلاً، أو زد عليه، ورتل القرآن ترتيلاً).

كان ذلك أول الزاد في أول الطريق لتحمل أمانة القول الثقيل، التي ناءت بها السموات والأرض والجبال، أول الزاد إلى مواجهة حملات التشكيك والتسفيه والتكذيب والاتهام بالجنون والتخلف والخضوع لمؤثرات السحرة والنفاثين في العقد، وأول الطريق إلى شعب أبي طالب، وإلى احتمال أذى قريش وسلا البعير يوضع على العنق وصاحبه ساجد حتى لا يستطيع قياماً، وزاد الطريق إلى هجرتي الحبشة وإلى رحلة الطائف التي كان رواحها أقسى من غدوها، وصاحبها ينادي (إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، يارب المستضعفين أنت ربي إلى من تكلني ؟!..) إن لم تستحضر الحال، وتعيش الشكوى والسؤال فكيف تشمر ؟!

ثم هجرة من مكة، ومكة أحب الأرض إلى الله، وأحبها إلى نفوس أبنائها، تليها الغزوات بكل لأوائها وقسوتها، والصبر على أذى المنافقين وغلظة طباع الذين ينادون من وراء الحجرات بكل رعونتها وتجاوزاتها حتى يصل الأمر ببعض غواتها أن يخوضوا في عرض الطاهرة المطهرة، وأن يرشقوا بالرجس البيت المطهر.

زاد لأذى لقيه أولو العزم من الرسل، من أتباعهم كما لقوه من مخالفيهم وأعدائهم، زاد يهون ما يلقاه الداعية على الطريق (رحم الله أخي موسى فقد أوذي بأكثر من هذا فصبر..) ورجل يقول  (اعدل، ما أراك تعدل..!!) وآخر يجيبه محتداً ( أكان ابن عمتك..) وخيرة من الأنصار تقول (رأى رسول الله قومه فمال إليهم ونسينا..) بخ بخ يا معشر الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبعير (وتذهبون برسول الله إلى رحالكم !!)

قم الليل إلا قليلاً.. ذاك القيام لتلك الرحلة الطويلة فهل يتاح لنا اليوم ونحن نستعد لرحلة المتأسي على الطريق الطويل أن ننتظر من السالك أن ينام الليل إلا قليلا. قليل من الليل لمراجعة الذات، وتسديد الرؤية، والتململ بين يدي الله، انخلاعاً من الدنيا، واستكباراً على الكبر والشهوة. كان أمير المؤمنين علي إذا جنه الليل (وقف في محرابه، يقلب كفيه، ويخاطب نفسه، يتقلب تقلب السليم (اللديغ) يخاطب الدنيا: إلي تشوفت أم إلى تطلعت، قد بتتك ثلاثاً.. غري غيري، غري غيري..) أيمكن أن تنضبط مسيرة داعية بغير هذه الوقفات في جوف الليل حين يفرغ من أمر الناس وأمر الأهل وأمر النفس.

أيها السالكون في سبيل الله على درب الله..

الصراط حديد دقيق، وبنيات الطريق كلاليب تتخطف السالكين يمنة ويسرة. نفس تغري، وطينة تثاقل، وشياطين جن وإنس تغري، والنفس المطمئنة لا تطمئن إلى الذات، (لا تكلنا إلى أنفسنا ولا إلى أحد من خلقك طرفة عين، وأصلح لنا شأننا كله..) (يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك..) كلمة ما أكثر ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكررها و يسأل الله الثبات على الأمر، والعزيمة على الرشد.

أيها السالك في سبيل الله، هل ضاق بك يوماً السبيل، هل شعرت بحاجة إلى لحظة للمقيل، وللزاد، واسترجاع ما مضى، وللتزود لما هو آت. إن لم.. فراجع وتراجع وعد إلى نقطة الانطلاق الأولى في الثلث الأخير من جوف الليل.

أيها السالك في سبيل الله..

هل طال بك الانتظار في منعرج اللوى، فمللت أو سأمت أو ضعفت، فانتصبت تستمد المدد والعون والتأييد في ساعات تأوي بها في ذلة إلى جنب الله، وتخبت في حماه ؟

هل استغرقك أمر الدنيا؛ الرزق، الزوجة، الولد، الدار فتصرم في شؤون مثل هذا رأسمال اسمه العمر ثم خرجت موفوراً مسروراً، أو كاسفاً حزيناً.. فذكرت قوله تعالى (فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب..) فانتصبت بين يدي الله شاكراً أو راجياً..     فرغت من أمر دنياك، من أمر الناس، وأمر أهلك، وأمر نفسك فرغبت إلى ربك وانتصبت بين يديه.

(أمر الناس) حتى لو كنت فيهم مقدماً، ولهم معلماً ومرشداً، فكاك رقبتك تبغي، وكل هؤلاء لن يغنوا عنك من الله شيئاً إن لم تجعل شأنك معهم صلاة مثل الصلاة، بلا حظ ولا نفس ولا رياء ولا جاه. فرغت من أمر الناس فتملكك الزهو، وذهبت بك الدنيا، وقيل لك (أنت أنت) فظننت أنك أنت، ونسيت أنك به ومعه وعليه. أو فرغت من أمر الناس فاستغرقك التعب والإعياء والضجر أو اليأس والإحباط.. ماذا إن لم يقدك كل ذلك إلى حجر مولاك، لتعيد تقديم كشف الحساب.

تنتصب بين يديه (فإذا فرغت فانصب..) مستغفراً من زلل ولو شعوراً، شاكراً على نعمة ولو شكوراً، طالباً العون على ما بعد، مستعيناً باليسرين على العسر.

الأخوة السالكون على سبيل الله

صلاة الليل شعار الصالحين، وأهل الليل، رجال ونساء، شيوخ وشباب، قوم تطرق باب الله في جوف الليل أصواتهم.بسط يديه يسألهم:

ألا من مستغفر فأغفر له ؟!    قالوا مخطئون مذنبون يا رب

قال: ألا من مسترزق فأرزقه ؟!     قالوا فقراء محاويج يا رب

قال: ألا من مستنصر فأنصره ؟!    أجابوا مستضعفون خائفون يارب

في جوف الليل وفي ثلثه الأخير وفي كل لحظة من الليل والنهار لقوم ثلث أخير. وقت تتحقق فيه شروط السلوك.

قال رجل لابن عباس: أريد أن أبيع نفسي فأجاهد في سبيل الله، فأجابه حبر الأمة، وترجمان القرآن: وأين الشروط ؟! يسأل الرجل: وأي شروط ؟ يجيبه ترجمان القرآن:

(إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتُلون ويقتَلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم. التائبون  العابدون  الحامدون  السائحون  الراكعون  الساجدون  الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر  والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين)

داعي الخير في شام البركة

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ