ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 06/09/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ذكريات طنطاوية -2

كان يحمل الماء إلى البيوت في مكة وجدة، السقاؤون، وقد بقي ذلك في البيوت القائمة على الجبال أمامنا إلى عهد قريب، أراهم من شباك داري في أجياد، يحمل السقاء الصفيحتين ممتلئتين ويرجع بهما فارغتين، من الصباح إلى المساء، فماذا تكون حاله لو أرحته النهار كله، ثم جمعت الصفائح كلها، فكلفته أن يصعد بها الجبل مرة واحدة؟ ألا يعجز عنها ويسقط تحتها؟

هذا الذي يصنعه أكثرنا في شهر الصيام، نريح المعدة من الفجر إلى المغرب فإذا أذن المغرب شمرنا وهجمنا، نشرب ونشرب، ونأكل ونأكل، نجمع الحار والبارد، والحلو والحامض، وكل مشوي ومقلي ومسلوق، كمن يضع في الكيس بطيخاً، ثم يضع خلال حبات البطيخ تفاحاً، ثم يملأ ما بين التفاح لوزاً، ثم يفرغ على اللوز دقيقاً، حتى لا يدع في الكيس ممراً يمر منه الهواء.

هذا مثال ما نضعه على مائدة الإفطار، فيتحول ذلك شحماً نحمله ونمشي به فترى ناساً منا، (وأنا مع الأسف من هؤلاء الناس) لهم بطون حبالى في الشهر الخامس عشر! غير أن الحبلى تلد فتضع حملها، ويخف عنها ثقلها، والحبالى من الرجال لا يلدون ولا تلقى عنهم أثقالهم أبداً..

وهنا تظهر حكمة التراويح التي هي رياضة للجسد، وراحة للروح، ومدعاة للأجر.

ولن أجدد المعركة التي كانت يوماً في دمشق، معركة بالألسنة على المنابر، وبالأقلام في الصحف، وبالأيدي حيناً في المساجد، معركة التراويح هل هي عشرون ركعة كما يصليها المسلمون من قديم الزمان، أم هي ثماني ركعات فقط كما صح في الحديث، ولقد كنت يومئذ قاضي دمشق، وخطيب مسجد جامعتها، فقلت للناس: إن الله لم يوجب التروايح فمن صلاها ثماني فقد أحسن، ومن صلاها عشرين فما أساء، ولا ارتكب محرماً، ولا حمل إثماً، إنما يجترح الإثم من يفرق جماعة المسلمين بلا سبب، ويشغلهم عن معركتهم الأصلية، معركة الكفر والإيمان، بمعارك جانبية ما لها لزوم، يفل بها بأسهم، ويذهب بها ريحهم، ولا يصنع هذا إلا عدو للإسلام متعمد الضرر، أو ساذج قصير النظر.


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ