ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 21/03/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 هَلْ لُغْزِيْ هَذَاْ مَفهومٌ؟!

أحمد مطر

عندي لغزٌ يا ثُوَّار

يُحْكَىْ عنْ خَمْسَةِ أَشْرَار ..

الأول يبدو سبَّاكاً

والثاني ساقٍ في بار

والثالث يعمل مجنوناً

في حوش من غيرِ جدار

والرابع في الصورة بشرٌ

لكنْ في الواقع بشَّار

أما الخامس يا للخامس

شيء مختلف الأطوار

سبَّاك؟ كلاَّ .. مجنونٌ؟

كلا.. سَقَّاءٌ؟ بشَّار؟

لا أعرفُ، لكني أعرفُ

أنَّكَ تعرِفُهُ مَكَّار

جاء الخمسة من صحراءٍ

سكنوا بيتاً بالإيجار

جاؤوا عطشى جوعى هلكى

كلٌّ منهم حافٍ عار

يكسوهم بؤسُ الفقراءِ

يعلوهم قَتَرٌ وغُبَار

رَبُّ البيتِ لطيفٌ جِدّاً

أسَكَنَهُمْ في أعلى الدار

واختار البَدْرُومَ الأسفل

والمنزلُ عَشْرَةُ أَدْوَار

هو يملك أَرْبَعَ بَقَرَاتٍ

ولديه ثلاثةُ آبار

أسرتُهُ: الأمُّ، مع الزوجةِ

وله أطفالٌ قُصّار

مرتاحٌ جدَّاً ، وكريمٌ

وعليه بهاء ووقار

مرّتْ عَشَرَاتُ السنواتِ

لم يطلبْ منهم دينار

طلبوا منه الماءَ الباردَ

واللحمَ مع الخبز الحارّْ

أعطاهم كَرَماً ؛ فأرادوا

الآبارَ، وَحَلْبَ الأبقار

أعطاهم؛ فأرادوا الْمِنْخَلَ

والسِّكِّينةَ والعَصَّارْ

أعطاهم حتى لم يتركْ

إلا أوعيةَ الفَخَّار

طلبوا الفَخَّارَ، فأعطاهم

طلبوه أيضاً ؛ فاحتار

خجِلَ المالكُ أنْ يُحرِجَهم

فاستأذنهم في مِشْوار

خرج المالكُ من منزله

ومضى يعمل عند الجار

ليوفر للضيفِ الساكنِ

والأسرةِ ثَمَنَ الإفطار

سَرَقَ الخمْسَةُ قُوتَ الأسرةِ

واتَّهَمُوا الطِّفْلَةَ {أبرار}

ثم رأَوْا أن تُنْفَى الأسرةُ

واتخذوا في الأمرِ قرارْ

طردوا الأسرة من منزلها

ثم أقاموا حفلةَ زَارْ

أكلوا شرِبوا سَكِرُوا رَقَصُوا

ضربوا الطَّبْلَةَ والمزمار

باعوا الماءَ وغازَ المنزلِ

وابتاعوا جُزُراً وبِحَار

وأقاموا مدناً وقُصُوراً

وحدائقَ فيها أنهار

وتنامَتْ ثرْوَتُهم حتى

صاروا تُجَّارَ التُّجَّار

حَزِنَ المالكُ مِنْ فِعْلَتِهِمْ

وَشَكَا لِلْجِيــرَةِ ما صَار

قالوا :{أَنْتَ أَحَقُّ بِبَيْتَكَ

والأُسْرَةُ أَوْلَى بالدار}

فمضى نحو المنزل يسعى

واستدعى الخمسةَ وَأَشَارْ

خاطَبَهُمْ بِاللُّطْفِ : {كَفَاكُمْ

في المنزل فوضى ودمار

أحسنت إليكم فأسأتم}؛

فأجابوا: {أُسْكُتْ يا مهذار

لا تفتحْ موضوعَ المنزلِ

أوْ نَفْتَحَ في رأسِكَ غارْ}

فانتفضَ المالكُ إعصاراً

وانفجرُ البركانُ وثار

أمَّا الأَوَّلُ: فَهِمَ الْقِصَّة؛َ

فاستسلَمَ للريح وطار

والثاني: فكَّرَ أنْ يبقَى

وتحدَّى الثورةَ؛ فانْهَارْ

فاستقبَلَهُ السِّجْنُ بِشَوْقٍ

فِذٍّ هُوَ والإبِنُ البارّْ

والثالثُ: مجنونٌ طَبْعاً

قال بِزَهْوٍ واسْتِهْتَارْ:

{أنا خَالِقُكُمْ وسَأَتْبَعُكُمْ

زَنْقَةْ زَنْقَةْ .. دَارْ دَارْ}

أَرْغَى أَزْبَدَ هَدَّدَ أَوْعَدَ

وَأَخِيراً: يُقْبَضُ كالفار

ولقدْ ظَهَرَتْ في مَقْتَلِهِ

آياتٌ لأولي الأَبْصَـار

والرابع والخامس أيضاً

دَوْرُ الشُّؤْمِ عَلَيْهِمْ دَارْ

لم يَعْتَبِرُوا، لَكِنْ صَارُوا

فيها كَجُحَا والمسمار

اُخْرُجْ يا هذا من داري!

{لنْ أخرجَ إلا بحوار}

إرْحَلْ هذي داري إِرْحَلْ!!

{لن أرحلَ إلا بالدَّار

إمَّا أنْ تَتْبَعَ مِسْماري

أوْ أنْ أُضْرِمَ فيها النار}

فاللغزُ إذنْ يا إخوتنا

عقلي في مُشْكِلِةٍ حَارْ

هل نعطي الدارَ لمالكها؟!

أم نعطي رَبَّ المسمار؟!

هل لوْ قُتِلَ المالِكُ فيها

هُوَ في الجنةِ، أم في النار؟!

هل في قول المالك: {إرحَلْ

يا غاصبُ} عَيْبٌ أوْ عار!؟

هل لُغْزِي هذا مَفْهُومٌ؟!

مَنْ لم يفهمْ فهو: .........!!!

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ