ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 16/10/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

حلب عروس الشرق

عبد الحكيم الانيس

إنْ  كـنتِ عـاتبةً فـإنيَ عـاتبُ      هـذا الـغرامُ ولـلغرامِ iiعـجائبُ
هـذا  حـفيفُ الكونِ يُنشدُ iiهاتفاً      وتـرّجعُ الـلحن الخشوعَ iiكواكبُ
(حلبٌ) وتصرخُ في الفؤادِ iiمشاعرٌ      شـتى، وتبرقُ في العيونِ iiرغائبُ
وإذا أطـلَّ عـليكَ لـيلُ شـتائها      أدركـتَ كـمْ مرَّتْ هناكَ iiمصائبُ
لـكـنها قـامتْ وقـامَ iiلـذكرها      فـي  الـعالمينَ مـناقبٌ iiومراتبُ
حـلبٌ  تـحدثنا حـديثَ الدهرِ إذْ      كـانتْ  ولَـمْ يكُ في البلادِ iiترائبُ
فـي  كـلِّ سـفرٍ قصةٌ iiوقصيدةٌ      غـنَّى  هـواها شـاعرٌ أو iiكاتبُ
وبـكلِّ شـبرٍ شـاهدٌ مـن iiعزَّةٍ      خـضعتْ  لها في الغابرينَ iiمناكبُ
كـانتْ إذا وقـفَ الـملوكُ iiببابها      طـلبتْ  ولـبَّى مـا تريدُ iiالطالبُ
وإذا بـقـلعتها أقــامَ مـحاربٌ      لَـمْ  يـقوَ أنْ يلوي ِقواهُ iiمحاربُ
كـم مِـن كبيرٍ جاءَ يخطِبُ iiوُدَّها      ولـكم تـفانى في هواها iiالخاطبُ
حـلبٌ  حـديثُ السحرِ في إطلالةٍ      جـذابةٍ  يـعنو لـديها iiالـجاذبُ
وَهَـبَ  الجمالَ لهاالإلهُ فإنْ سَرَت      نـسماتُها ردّدت: جَـلَّ iiالـواهبُ
حـلبٌ حـبيبتَنا ومـرتَع iiأُنـسنا      لِـمَ  كـلّ قَلب في غَرامِكِ iiذائبُ؟
لِـمَ يـرحلُ الحلبيُ في الدنيا iiفتر      جِِـعُهُ  إلـيكِ مـساكنٌ iiومساكبُ
لِـمَ يـجذبُ الحلبيَّ مهما كانَ iiفي      تَـرَفٍ  إلـيكِ جـدائلٌ iiوذوائـبُ
لِـمَ  تـفتح الدنيا الدروبَ iiوفجأةً      تـحنو إلـيكِ مـشارعٌ iiومساربُ
عـيناكِ مـاذا فـيهما مِنْ iiروعةٍ      مِـنْ  فـتنةٍ يُـغْرى بِهِنَّ الراهبُ
وعـبيقُ  عطرِكِ كَمْ بهِ مِنْ iiنفحةٍ      غـالبتُها  لـكن شـذاها iiغـالبُ
وأقـولُ  بـعد غدٍ سيذهبُ iiحبُّها      فـأراهُ يُـكذبني ومـا أنـا كاذبُ
وأرى  الـذي قَـدَّرتُ أنَّ iiبـقاءَهُ      عَـجِلٌ  يُـقيم وأنَّ قـوليَ iiذاهبُ
قُـولي بـربكِ أيُ سـحرٍ فيك iiأو      عـطرٍ وكـم تـهفو إليكِ iiمطالبُ
الـسرُّ أنَّ الـسرَّ عـندكِ iiغامضٌ      والـلغزُ أنَّ الـحلَّ عـندكِ iiغائبُ
وجـمالُ  وجـهِكِ ذاتَ يومٍ iiباسمٌ      وجـلالُ  وجهك ذاتَ يومٍ iiغاضبُ
ومـلاعبُ  الآمـالِ تـكبرُ iiمـرةً      وتـضيقُ  عندكِ إنْ أردتِ ملاعبُ
يـدنو الـفؤادُ إلـيكِ وَهْوَ iiمباعِدٌ      ويـميلُ  نحو حِماكِ وَهْوَ iiمُجانبُ
هـي أنـتِ غـانيةٌ وفي iiنظراتِها      أَبَـدَ  الـزمانِ مَضَارِبٌ iiومَرَاحِبُ
والـيومَ  إذْ كـان اللقاءُ ولم iiتكن      لِـتُنَغّصَ  الـزمنَ الجميلَ شوائبُ
تـشدو القلوبُ روائعَ الأشعارِ iiفي      حُـبٍّ،  وتُغْسَلُ في قُويق iiمتاعبُ
وتـعود  ألـفتُنا ويُـشْرقُ iiحلمنا      وتـزولُ في فجرِ الوصالِ iiغياهبُ
ويُـطلُّ مِـن بُعٍْد (بنو أيوبَ) iiفي      أَلَـقٍ  وتسمو في السماءِ iiمراتبُ
ويـرون(شهباءَ)  التي هاموا iiبها      حـباً تـهيم بـذكرهم iiوتـجاوِبُ
وتـعيدُ ذكـراهُمْ وتبعثُ iiعصرَهُمْ      فـلهم  نـقيبٌ عـندها ومـناقِبُ
الـيومَ تـكتبُ في رؤىً iiتاريخَهم      إذْ كـان فـيه مـكاتبٌ iiوكـتائبُ
حـلبٌ  يُـزَيّنُها الـوفاءُ iiفـحبذا      حَـلَبٌ  وحَـبَّ مـراكبٌ ومواكبُ
ولـكلِّ أهـلِ الفضلِ تَرْفَعُ شكرها      فـالشكرُ في الشهباءِ شيئٌ iiواجبُ
حـلبٌ  سـتبقى قـلعةً حتى iiولو      رامَ الـمحالَ مـشارقٌ iiومـغاربُ
مَـنْ  كـان يَحْسَبها تسوغُ iiلآكل      فَلَقَدْ - لعمري- ضلَّ ذاكَ الحاسبُ
أو كـانَ يطمعُ غاصِبٌ في iiخيرها      فلَقَدْ- لعمري- خابَ ذاكَ iiالغاصِبُ
هـذي  البلادُ عصيةٌ: تاريخُها iiال      ماضي  وحاضرُها الذي هو iiواثِبُ
قـولوا لأهلِ الأرضِ كُفُّوا قبل iiأنْ      تَـرْمي  المُحاوِلَ بالجحيمِ iiسحائبُ
حـلب  يـزيّنها الـوفاءُ iiفـحبذا      حَـلَبَ  وحـبَّ مـراكبٌ ومواكبُ
ولـكلَّ أهـل الـعلمِ ترفعُ شكرها      فالشكرُ  في الشهباءِ شيءٌ iiواجبُ

------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ