ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 23/08/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


آخر المهازل !!

مقال كتبه الشيخ محمد الغزالي رحمه الله، نُشر بجريدة المسلمون عدد 479 بتاريخ 27 شوال 1414هـ الموافق 1994م ، ليصد فيه الهجمة الشرسة على الإسلام تحت ذريعة محاربة التطرف ..

* * *

آخر المهازل !!

بقلم : الشيخ محمد الغزالي

نحن نحارب في جبهتين :

(( نحن نحارب في جبهتين :

- جبهة الجاحدين للإسلام .

- وجبهة الجاهلين به .

- وكلْتَا هما شرّ من الأخرى !

إننا نُريد عرض الإسلام الصَّحيح دون زيادة فيه أو نَقص منه .

إنَّ الزِّيادة تعنى : إضافات بشرية من البدع والخرافات .

والنَّقص يعني : حذف عَنَاصر مِن حقيقة الوحي قد تُعَطِّل الأثر المنشود منه ، وتسلِّط الهوى على الهُدَى .

أيَّاما ماكان الأمر فلن نتزحزح قَيْد أَنملة عن هذا الموقف !

والتَّدين الفاسد لن يُصْلِحُه إلاَّ التَّدين الصَّحيح .

علاج الإفراط والتَّفريط أن نعود إلى حدّ الاعتدال .

وللجاحدين أحيانًا مَسَالك مُزرية ، فقد يَتَطاولون على الهداة ويُسْلقونهم بألسنة حِدَاد : كان أبو نواس شرِّيبُ خمر ، فلما نصحه أحد العلماء بتركها كان من إجابته :

فَقُل لمن يدَّعي في العِلم مَعْرِفة * * * حَفِظت شيئًا وغابت عنك أشياء !

وأَبُو نواس في جهالته لم يَذكر أنَّ الله أَبَاح الخمر ، أَو أَنَّ القرآن لم يرد به تحريمًا كما زَعم أَحَدُ القَانُونيين المحدثين الذين يَصِحُّ فيهم قول القائل :

وكُنت امْرءًا من جُند إِبليس فَارْتَقت * * * بي الحال حتى صار إبليس من جُندي

ولعل الأعجب من هذا كله : أن يُسْتَدعى هؤلاء لِعلاج الإرهاب والانحراف !

رأيت في التِّلفاز صورًا للرَّقص المفرد والمُزدوج ، وهي صور يَلعنها أهل العفة والاستقامة ، ولكن الممثلين والممثلات المُشَاركين في تلك المهرجانات الحيوانية جُنِّدوا في حملة على الحجاب والحِشْمة ! على أساس أَنَّ المتبرجات صواحب أَخلاق أمَّا غيرهن من أَرْبَاب الجلاليب الطويلة فأهل سوء ... !

هل الإِرهَابُ يُحَارَب بالممثلين والممثلات ؟

متى كانت زعامة الإصلاح الاجتماعي تَنْبُت في هذه البِيئة ؟

أين المفكرون والمربُّون والعلماء ؟

إِنَّ الفتنة لا تُطفأ بهذا المَسْلك ، إنَّها تزداد اشْتعالاً ، كما تعلو النار إذا صُبَّ عليها النفط .

إنَّ الجماهير غضبت لدِينها عندما تحدث هؤلاء الفَنَّانون في الدِّين ، وهم بأحكامه جهال !! .

ولا عجب ! ففاقد الشيء لا يعطيه .

ومن المضحك أن يُسْتدعى فخامة (( الولد سيد الشغال )) لِيُحارب الإِرهاب ويُنَاصر رِجال الشُّرطة في مُهِمّتهم الصَّعبة .. !!

إذا كانت ثقافة بعض المتدينين مَغْشُوشة ، فالذي يُصَحِّحُها العلماء الرَّاسخون لا الفنانون الهزليون !

ربما استطاع (( شارلي شابلن )) في انجلترا أن يدفع النَّاس إلى الضحك بذكائه وحركاته ، فهل يلغى هذا الممثل دور الأدب والفلسفة والدِّين والمؤسسات الكبرى في حراسة الحق والخير ودَعم رسالة الأمة ؟ !! .

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ