ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 28/02/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


وديعة محمد صلى الله عليه وسلم

اللمحة التعريفية لمؤتمر

الوحدة الإسلامية وديعة محمد (صلى الله عليه وسلم)

بسم الله الرحمن الرحيم

"كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَِ".

الأمّة التي كانت خير أمّة أخرجت للبشرية ترشدهم طريق الخلاص، تتجرّع اليوم جراح التكالب عليها وآلام تردّيها، وقد مُنِيَتْ مؤخّراً بصدعٍ جديد هو الأخطر على وجودها، مجترحةً فعلاً شائناً من أسوأ ما حذّر نبيُّها (صلى الله عليه وسلم): (لا ترجعوا بعدي كفّارا يضرب بعضُكم رقاب بعض)، فعوضاً عن الاندفاع باتّجاه النهوض وقيادة العالم نحو عالمية الإسلام وقيَمه الرحبة التي تتّسع للآخر مهما اختلف، انشغل الكثيرٌ من مثقّفي الأمّة وعلمائها، ومن ورائهم جمعٌ غفير من أبنائها، ببعضهم البعض مكّفرين ومفسّقين ومتقاتلين.

وها قد رأينا بأم أعيننا ما آل إليه حال الأمة في دينها ودنياها، وكيف ملأ علماء التعصب والفرقة والتكفير حدائقها شوكا، ومزقوها إربا، فجعلوا كل ثغورها ثغرات، مستباحة للقاصي والداني من أعدائها، ومن طلاب المصالح الضيقة ولو على حساب شرف هذه الأمة ووحدتها في حاضرها ومستقبلها.

وإن العلماء والمفكّرين الشرفاء هم ورثة الأنبياء، يحملون هديهم، ويبلغون كلمتهم، وينطقون في الناس بالحق لا يخافون لومة لائم، يحملون لواء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والذي قد اصطبغ اليوم زورا بدماء الأبرياء، واستخدم ضلالا في انتهاك الحرمات، ولم يكن ذلك ما أراده الله ، فما المعروف إلا ما وحّد الناس على خير وبر، وما المنكر إلا ما فرقهم طوائف في البغي والشر، والعلماء هم المدخرون للصدح بكلمة الحق، المؤلفة للقلوب، والمقارعة لكلمة الباطل المفرقة، وإن لبست ما يلبس على الناس دينهم.

لقد أودع فينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصيته الأخيرة، بأن كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه، ونهانا أن نعود من بعده كفارا يضرب بعضنا رقاب بعض، فجعل تفرقنا من عناوين الكفر بنعمة الوحدة والتوحيد، وهانحن لا نضرب إلا رقابنا، ولا ننتهك إلا أعراضنا، ولا نسلب إلا أموالنا، وكل هذا جرى ويجري باسم الدين، وعلى ألسنة بعض من رجاله المذهبيين المتعصبين، قبل أن يجري على يد من يظنون أنفسهم عن الدين يدافعون وفي سبيل الله يجاهدون.

إن الأزمة التي نعيشها هي أزمة فكر وعقيدة قبل أن تكون أزمة سياسة، فلقد بذر الأوّلون بذورا كان منها ما هو للخير وكان منها – وللأسف – ما هو للشر أيضاً؛ فهذه ثمارها. وإنا لمدعوون لبذر بذور للخير، عسى أن تكون أشجارا طيبة أصلها ثابت في الدين وفرعها في السماء، تأتي أكلها في وحدة المسلمين كل حين بإذن ربها. فالمخلصون من العلماء وأرباب الفكر وحملة هم الوحدة قادرون على إيصال البذور الطيبة لكل أرض طيبة، من المجالس والمدارس والمؤسسات في شرق عالمنا الإسلامي وغربه، فإذا هي نور يهتدي به الناس.

ان العلماء والمفكرين والدعاة أصدق من علق عليه الرسول (صلى الله عليه وسلم) أمانة التبليغ من بعده، فبهديهم يهتدي الناس، وهم مدعوون لقول كلمة الحق أمام سلطان التفرقة الجائر، فلقد أقام أهل الفرق موازين الحساب قبل يوم الحساب، ونصبوا أنفسهم أربابا من دون الله، وجعلوا المسلمين هذا مؤمن وهذا كافر، وأججوا نيران الأحقاد، وسمموا العقول بفاسد مفرقات الأفكار، حتى صار أهل الإسلام فرقا ومذاهب وطوائف، كل لا يرى الدين إلا مذهبه وفرقته، لا يعذر بعضهم بعضا، ولا يحفظ بعضهم حرمات بعض، فشملت البلوى، وعمت الرزية، وبات حقا على العالم أن يظهر علمه، فيتعاونوا على هذا البر والتقوى، لعل الله سبحانه أن يبارك عملهم فينميه، ويتناوله بيمينه فيزجيه سحابا، ثم يؤلف بينه، ثم يجعله ركاما يخرج الودق من خلاله، يصيب به من يشاء من عباده، فيحي به الأرض بعد موتها.

انّ جمعية التجديد الثقافية، من خلال رؤيتها*، وبعد قراءتها الظرف العصيب الذي تمرّ به الأمّة من تشرذم وفرقة، والذي انتقلت بموجبه من حال النضال لاستعادة الحقوق من أعدائها، إلى حال التناحر بين مكوناتها المذهبية والعرقية، تتّجه لعقد مؤتمر عام يضمّ نخبة من المفكّرين والمثقّفين العرب والمسلمين، يستعرض مشهد الأمة اليوم ويبحث في جوهر الأسس والمبادئ التي يستند عليها أتباع المذاهب والطوائف المختلفة في ادّعائهم الحق والحقيقة دون غيرهم، ممّا يكرّس الفرقة بين أبناء الأمّة الواحدة.

______________________

"لا بدّ منْ تمكين الأمّة مِنْ منابعِ نهضتِها ومكامنِ عزّتها، بإطلاقِ العقلِ منْ نيْرِ الصّنم، وصناعةِ الحكمةِ مِنْ مجْرى القلَم، أنْ يتعلّمَ الإنسانُ القرآنَ كما نزَل، ليبزغَ مِنْ بعدِ الظّلامِ فجْرُ الحضارةِ الفاضلة".

1\2\2010

     


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ