ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 28/04/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


هوامش عاشق

على ورقة فرنسيسكا دوشاتل

رسول الله.. والكون

زهير سالم*

وحدثتني يا زيد عنها فزدتني    فتوناً بها، فزدني من حديثك يا زيد

والغريب أن محدثي، ليس زيداً في هذا الديوان، ولا هو من وبر العرب ولا مدرهم، إنه فرنسيسكا دوشاتل صحفية هولندية، أدركت من الكثير الطيب فكتبت شذرات في فضل صاحب الفضل، فطرحت فيما كتبت موضوعاً ثراً، ورسمت أفقاً لباحث يجد فرصة ليجدد ويستقصي فيبدع ، وينسل من أسر من يبدي ويعيد في أبحاث نضجت واحترقت حتى أصبحت الكتابة فيها نوعاً من..

كانت ورقة فرنسيسكا (محمد رائد المدافعين عن البيئة) إشارة سابق، وحسب السابق أن يؤشر الإشارة، ويلفت اللاحق إلى معين يمكنه أن يروده، أو إلى واحة يستحق أن يتوقف في ظلها.

أضيف إلى ورقة فرنسيسكا هذه، ولها فضل المتقدم وحقه أسطراً أكتبها حقاً في صاحب الفضل، على ضيق من الوقت، وعجالة من الأمر، وبعد عن المراجع لكثرة الأسفار، إنما أريد منها التأكيد على باعث، والدعوة إلى باحث أملاً أن يبادر ذو همة و كفاية، وصاحب جدة إلى إغناء.

في التصور الإسلامي للكون، ترتسم وحدة الخلق حقيقة قائمة في موازاة وحدة الخالق (فالخلق) هو الخيط الذي يربط الموجودات رباط أنس، وشعور تناسق، فهذه الموجودات / الإنسان ـ والحيوان ـ والنبات ـ والجماد) تشترك في وحدة المصدر الذي صدرت عنه الإرادة الأولية الكلية، وينسق علاقاتها المبدع الذي (أعطى كل شيء خلقه ثم هدى) فكان مما أعطى ومما هدى هذا الانسجام الأولي، والترتيب الأزلي في التسخير والتذليل لتقوم العلاقة بين الموجودات على (التكامل) الوظيفي، فكأن المخلوقات أسرة واحدة يسعى بعضها ببعض وعلى بعض، انسجام وتكامل ينطلق من بنية الذرة وتكوينها، وتعدد أطرها وآفاقها لينتهي في إطار العالم الأكبر الواحد المتعدد الوجوه والصيع والأشكال.

كل شيء في هذا الكون مخلوق بقدر، وكل مخلوق ميسر لما خلق له، وأول الخلل أن يستعمل المخلوق في غير ما خلق له. أو أن يستعمل بإسراف وتقتير فيما خلق له. وهذه أسطر ربما يحتاج  شرحها إلى فصول وأمثال.

والإنسان واحد من مليارات الأنواع الحية هو وحده المخلوق الخليفة، أو المخلوق الذكي الصغير الذي انطوى فيه العالم الأكبر.

أحد.. جبل يحبنا ونحبه

أحد جبل قريب من المدينة المنورة، كانت عند سفحه المعركة المشهورة التي مس المسلمين فيها القرح. وهو الجبل الذي التف المشركون من خلفه ليكروا على المسلمين وليحولوا نصرهم إلى هزيمة.

أحد الجبل الذي استشهد على جنباته أسد الله وأسد رسوله حمزة بن عبد المطلب، مع سبعين من رجال الإسلام الميامين. أحد الجبل الذي كسرت عنده رباعية النبي الشريفة وجرحت وجنتاه حتى سال دمه.

أحد الذي وقف عنده أبو سفيان بعد النصر العارض ينادي اعل هبل.. فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأصحابه ردوا عليه، قولوا الله أعلى وأجل.

أحد هذا ما كان له حسب التصور الإسلامي للكون ولعلاقة المسلم بما حوله من مخلوقات أن يكون معلماً للتشاؤم، ولامحطة من محطات النقمة، ولا مركز إشعاع للكراهية والنكد.

كان حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، أسد الله وأسد رسوله، أثيراً عند رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حبيباً إلى قلبه، وهو عمه وأخوه من الرضاعة، كما كان الحسين رضي الله عنه ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن رسول الله لم يحول أحد إلى كربلائية غفلة وجهل وكراهية وإنما أثبته سنة ماضية منبعاً للحب والرضى، فقال: أحد جبل يحبنا ونحبه. قال هذا تقويماً لتصور،وتقريرا لحقيقة ما ينبغي أن تكون عليه العلاقة بين المسلم وبين هذا الكون الفسيح. قال هذا تأسيساً ليكون كل جبل وكل واد وكل نهر وكل بحر (أحداً).

أحد جبل يحبنا ونحبه، قال هذا استشرافاً لمستقبل، وقطعاً للطريق على أصحاب بدع وضلالات مازالوا يعلمون الأجيال الكراهية والنقمة والحقد، تحت شعار حب محمد وأل بيت محمد.

أحد جبل يحبنا ونحبه..

أي نفس سامية هذه التي تستشعر الحب يفيض من الجمادات وتمتلك القدرة على استقباله مشاعر طرية ندية، وإن كانت قد فقدت حول هذه الجمادات الأصحاب والأحباب. تستقبل الحب من جلاميد صخر، مسها عندها القرح، وعظم فوقها المصاب.

أحد جبل يحبنا ونحبه..

لتفيض النفس المؤمنة على الموجودات كلها حباً حتى تغمرها. دورة للحب في هذا الوجود تشبه دورة الماء الذي يروي كل ما يمر به. والإنسان بقلبه ونفسه وروحه وجسده، محطة الإرسال ومحطة الاستقبال يفيض حباً على كل شيء، ويستقبله من كل شيء.

أحد جبل يحبنا ويحبه..

أي حالة من الصفاء الوجودي التي تستشعر الحب يفيض من الوجود كل الوجود، بينما يغفل عنه الكثيرون، الذين تعطلت في نفوسهم القدرة على الاستشعار، والقدرة على الأحساس. النفوس المؤمنة وحدها هي التي تستشعر الحب يفيض من الأحياء ومن النباتات ومن الجمادات تستشعره درجة، وتستقبله ثانية، وتتبادله ثالثة، حتى مع الموطن الذي كان فيه جرح وقرح وهذه رابعة.

أما الكراهية والبغض فهي حالة لا يعرفها قلب المؤمن، ولا تصدر عن نفسه، إلا لتصبغ الشر المجرد والإثم المحض. تكره الشر المتلبس في إنسان، ولا تكره الإنسان، وتبغض الإثم الذي يواقعه، وتذكر دائماً أنه أخوك، فتظل يدك أبداً ممدودة إليه بالحب لتستنقذه من الشر والإثم الذي هو فيه.

لا تعينوا الشيطان على أخيكم

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

28/04/2007


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ