الى
اين المسير
زوزان
علي
لكل
كائن حي حق
الحياة وخلق الظروف الحياتية
الملائمة له، وان المحاولة من
اجل الوصول الى تلك الحق هو ليس
بالشيء المحرم والمرفوض
قانونيا واخلاقيا. فالوردة تبحث
عن الهواء الطليق من اجل ان تنشر
اوراقها وتفوح بعبق روائحها ،
والعصافير تحلق عاليا وتبني
الاعشاش المناسبة والعائدة لها
لكي تحميها وتبني حياة جميلة
لها.
الانسان
منذ مرحلة تكونه وهو في رحم امه
يصارع من اجل بقائه ومنذ الثوان
الاولى لولادته
يصارع دائما من اجل حياة افضل له
. لذلك فان اي شعب ما واي مجتمع
عندما تسلب منه هويته وحريته
وثقافته هيهات
وهيهات له في صراعه من اجل وصوله
الى هويته والعيش بارادة حرة
وبمساواة وعدالة .
الشعب
الكردي هو واحد من اقدم شعوب
المنطقة الذي لازال في غمرة
نضاله من اجل حصوله على هويته ،
وحتى انه في اي بقعة من العالم
وفي كردستان يوجد فيه انسان
كردي يعيش هذه الحقيقة ولكن ومع
الاسف ان اقتراب الانظمة
الحاكمة هو اقتراب رجعي وانكاري
وذو ذهنية متصلبة لاخر درجة .
امام
مطاليب الحرية والديمقراطية
التي ينادي بها الشعب الكردي من
خلال معركته في التحرر الوطنية
الكردستانية ، يتم مواجهته
بابشع اساليب الاعتقال والقتل
والانكار .
فعند
النظر الى كافة المشاكل الوطنية
في العالم يتم رؤية كيف انه يتم
حلها عن طريق الحوارات
والاساليب السلمية ، ولكن
لاندري لماذا هذا الاصرار في
الذهنية القوموية الرجعية التي
تتمسك بها دول المنطقة امام
مطاليب هذا الشعب . فانه لايرغب (
الشعب الكردي ) ولايطلب
الفصل بين الحدود السياسية
وانما يرغب بالعيش المشترك مع
شعوب المنطقة ولكن على اساس
المساواة والعدالة والاعتراف
بحقوقه .
اهذه
المطاليب والرغبات تشكل جرما
على هذا الشعب وتجعل الانظمة
الحاكمة بان ترتكب ابشع انواع
التنكيل بهذا الشعب .
الى
جانب كافة انواع الانكار التي
ترتكب بحقه في كل من تركيا
وايران ، نرى انه اليوم يتم ايضا
في سوريا ومنذ عدة سنوات و في
الفترة الاخيرة خاصة يتم البدء
بمثل تلك الاقترابات، وذلك بعد
احداث الثاني عشر من اذار عام 2004
ولغاية اليوم وان الاجهزة
الامنية والاستخباراتية
للسلطات السورية لاتغفل لها عين
ولا جفن عن كيفية مراقبة
واعتقال ابناءنا من شباب وشابات
الشعب الكردي في سوريا، ويتم
رؤية اعتقال العشرات و استشهاد
البعض تحت التعذيب في السجون .
الى
جانب ذلك تم ارتكاب حادثة شنيعة
من قبل الاجهزة الامنية تمت
قبل عدة ايام حيث تم اختطاف فتاة
كردية من كراج الحسكة اثناء
سفرها دون معرفة الاسباب،
ولازال مصيرها مجهول لغاية تلك
الساعة.
ان
حوادث الاعتقال والتعذيب لم تعد
تشفي غليل السلطات الامنية
السورية فانها بدات تقوم بعملية
اختطاف للفتيات الكرديات ، ان
هذا يعتبر اجحافا كبيرا بحق
الانسانية والمراة ويعتبر عملا
ارهابيا لايمكن السكوت عنه.
ان
هذه الاقترابات الغير قانونية
تضع سوريا في قفص الاتهام امام
عدم التزامها بالاتفاقات
والتواقيع التي وقعتها مع
المنظمات الاوروبية والدولية
من اجل حقوق الانسان .
وايضا
سوف تؤدي هذه ااقترابات الى
زيادة حدة غضب وحقد الشعب
الكردي والسوري كافة امام تلك
الاقترابات.
وعدا
عن ذلك ان هذا يكشف بشكل اكثر عن
السياسة الازدواجية التي
تتبعها سورية حيال الشعب الكردي
في سورية وعن كيفية قترابها من
عملية التحول الديمقراطي ، فان
اقترابات من ذلك
هي منافية للديمقراطية وعلى
العكس هي لاتعبر الا عن القمع
والضغط على الشعب والمجتمع
بكافة اطيافه.
هذا
الاقتراب يضعنا امام سؤال هام
جدا وهو، اهكذا هو الوعد الذي
اعطاه الرئيس بشار الاسد اثناء
ادائه قسم تولي الرئاسة؟! وهذا
هو التعبير عن مقولته اثناء
لقائه مع القناة العربية عندما
قال ان الاكراد هم جزء من النسيج
السوري ؟
ان
هذه الاقترابات سوف تودي بسورية
الى حافة الهاوية، وطبعا هنا
يجب اخذ الدروس من التجربة التي
حصلت في العراق ، ونحن لانرغب ان
يتم حدوث وضع ثان مشابه للعراق
في سوريا، ان هذا يتوقف على
النظام السوري بذاته، وعليه
التريث في الاختيار وعدم التصرف
والاقتراب بشكل عفوي وتزمت في
سياسته، فان هذه الاقترابات سوف
لن تكون من مصلحة النظام ولا من
مصلحة المجتمع والشعب السوري،
على العكس تماما يجب العمل من
اجل خلق مجتمعا حرا والاعتراف
بحقوق المواطنة للجميع في سوريا
، فان هذا سيزيد من المجتمع
السوري جمالا اكثر وسيضيف
الموزاييك الموجودة هناك اكثر
لمعانا وبراقة.
وايضا
ان الدور هنا يقع على عاتق
المؤسسات المدنية والديمقراطية
والنسائية الموجودة في سوريا
بان تجمع من شملها وتقوي من
برامجها وان تشكل اللبنة الاولى
للوصول الى المجتمع الديمقراطي
، ويجب ان تتخلص من بعض مواقفها
في الصمت امام تلك المواقف ،
فلماذا هذا الصمت امام عمليات
الاعتقال والتنكيل التي تحدث ضد
الشعب الكردي في سوريا ولماذا
هذا الصمت امام عملية الاختطاف
هذه للشابة الكردية . مثلا ان
استجواب او اعتقال امثال ميشيل
كيلو واللبواني نراهم يوميا
يقومون بالاستنكارات والتنديد
، ولماذا هم اذا صامتون امام
عملية الاختطاف هذه .
لذا
علينا كافة ان نتكاتف سوية من
اجل دفع عملية التحول
الديمقراطي في سوريا الى الامام
ونيل كل مواطن حريته وهويته
وانقاذ المجتمع السوري من حافة
الهاوية.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

|