من
جانب كتّاب كرد:
هذه
المحاولات اليائسة للنيل من
الإسلام...ما الهدف منها؟
إبراهيم
درويش
Nafizah_2006@yahoo.com
ثمة فريق من الناس،محسوبون على
المسلمين،نأوا بأنفسهم عن دوحة
الإسلام وارفة الظلال ، بعد أن
نفضوا قلوبهم من كل أثر للدين،
ووضعوا وراء ظهورهم القضايا
الوطنية والاجتماعية والسياسية
والاقتصادية ذات الصفة
المستعجلة،وصمتوا صمت أهل
القبورعن الطغيان والدكتاتورية
واستلاب الحقوق من جانب حكام
وصلوا إلى سدّة الحكم على ظهور
الدبابات في بلادنا،ولم يراعوا
في شعبهم ومواطنيهم أيّ معنى
للإنسانية والعدالة والمساواة
وتحسين الظروف المعيشية،فاستلّ
هذا الفريق أقلامهم من
أغمادها،وانبروا للطعن في
الإسلام دين السعادة
الدنيوية والأخروية،دين أكثرية
الناس من شعبنا،وبسرعة البرق
اختاروا لأنفسهم الوقوف في
الخندق المواجِه لشعبهم،في
تحدّ صارخ لمقدساته وقيمه
وثوابته،بدعوى حرية التفكير
والرأي،وكأن حرية التفكير
والرأي لاتكون إلا بالطعن في
الإسلام والتشكيك فيه،والتنازع
مع الخالق في ربوبيته
وألوهيته،وخلق معارك جانبية
المنتصر فيها أعداء شعبنا فقط.
أما حين يتعلق الأمر بالصهيونية
ومشاريعها التدميرية في عموم
الشرق الأوسط، بما فيها كردستان
التي يزعمون الانتماء
إليها،فإنك تراهم يخرسون خرس
الشياطين،بل ويحاولون إيجاد
المسوّغات لعملياتها العدوانية
حتى إذا كانت موجهة ضد إخوانهم
في القومية العمال المساكين في
منطقة القاع اللبنانية،الذين
ارتكبت بحقهم أبشع مجزرة بدم
بارد . فهل انعدمت القضايا التي
يجب بحثها ليتحول هؤلاء إلى
توجيه سهامهم إلى الإسلام
ورموزه من القرآن الكريم
والرسول الأمين والصحابة
الكرام،ليفسروا كلّ نصّ وكل
حديث وتصرف التفسير الذي ينسجم
مع نفوسهم المريضة الملأى
بالقيح والضغينة على الله
ودينه، باسم البحث العلمي
والنقد البناء؟ متى كان الجاهل
أهلاً ليناقش أدق المسائل
وأكثرها خطورة بجهله وهواه؟ هل
يجوز أن يبقى الإسلام وحده
هدفاً لسهام
فريق من المغرضين باسم حرية
الفكر والتعبير؟ هل يجرؤ الواحد
من هؤلاء أن يتعرض بكلمة واحدة
للمحرقة النازية المزعومة
لليهود؟ وهل يجرؤون على الحديث
ـ مجرد الحديث ـ عن عنصرية
الكيان الصهيوني المنطلقة من
عنصرية الدين الذي يعتنقه؟وهل
لديهم القوة التي تؤهّلهم أن
يُخضِعوا اليهودية للدراسة
التي يريدون إخضاع الإسلام
لها،أم أنّ المدد المادي الذي
يساعدهم على الاستمرار في بحثهم
سينقطع وإلى الأبد؟
إننا نرى أن مجانبة قسم ممن
يسمّون كتّاباً وباحثين
ومفكرين كرداً أحراراً لأهم
القضايا والمسائل القومية
والوطنية،السياسية
والاقتصادية والاجتماعية،بهدف
وضع الحلول العملية لها،بعيداً
عن الطوباوية وعن أحلام
اليقظة،كالحالة التي مرت بها
القضية الكردية إبان العهد
الذهبي للشيوعية في المنطقة
والعالم...،نرى أن هذه المجانبة
والهجوم على دين الأمة
والشعب،رمز عزتها وعنصر قوتها
وأهم عوامل الوحدة لديها إنما
يخدم مخططاتٍ وأجندةً لاتمتّ
للقضية الكردية العادلة
بصلة،بل نرى فيها عاملاً آخر من
عوامل التمزيق والتشتيت للجهد
والإمكانات التي يجب أن تصبَّ
في اتجاه واحد هو التفكير
العملي في كيفية انتشال هذا
الشعب من حالة التخلف والتمزق
وضياع الهوية والتاريخ
والجغرافية والتأثير ،وإيصاله
إلى برِّ الأمان بأقلّ الخسائر.
وإذا كان لبعض هؤلاء بعض
العذر،بسبب ما رأوا من سلوك
مناف للإسلام في تصرفات بعض
شياطين السلاطين(أعني صنفاً من
العلماء يتقربون إلى الحكام على
حساب الدين والحق،فيبيعون
آخرتهم بدنيا غيرهم،ويعطون
الصورة السيئة عن الإسلام لمن
لايعرفه على حقيقته) الذين
زيّنوا للطواغيت المنكرات
والموبقات وظلم الرعية ونهب
خيرات البلاد،فإنّ المنافقين
موجودون في كل البلاد
والأزمان،ومتى كانوا مصدر الحق
والعدل والعلم الصحيح ؟
فهل نعود لرشدنا،ونأخذ الإسلام
من مصدره الصافي الرقراق،ونعيد
قراءة دين الله بروح الباحث عن
الحقيقة،كما فعل روجيه غارودي
وليوبولد فايس وجادالله
القرآني وغيرهم كثيرون فنستحق
تحية الأجيال وإكبارها
لجهودنا؟أم نسير في غيّنا
وضلالنا فنستحق ما استحقه ذلك
الذي قال الله فيه : {وَاتْلُ
عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ
آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا
فَانسَلَخَ مِنْهَا
فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ
فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ.
وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ
بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ
إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ
هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ
الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ
عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ
تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ
مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ
كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا
فَاقْصُصِ الْقَصَصَ
لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الأعراف
175ـ 176 ؟

|