ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 25/09/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

        

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الكرد في سورية... من الأقلية أم الأكثرية ؟

إبراهيم درويش

nafizah_2006@yahoo.com

سؤال قد يراه بعضهم غريباً أو إعادة إنتاج للمسلَّمات، أو ترفاً فكرياً وفذلكة كلاميةً. وقد يكون الحق معهم للوهلة الأولى، وقد يكون معي إذا صبر عليَّ القارىء الكريم قليلاً.

إنّ مسألة الأكثرية أو الأقلية خاضعة لمعايير،أو يُنظَر إليها من زوايا مختلفة؛ فإذا نُظِر إلى الكرد السوريين على أنهم مسلمون فقط فهم لا شكَّ من الأكثرية. أما إذا نُظِر إليهم على أنهم يختلفون عن العرب في اللغة وبعض العادات والتقاليد فلا شك أنهم من الأقلية ـ قياساً إلى نسبتهم إلى سكان سورية. وإنْ كان بعضهم يرى أنه لا ينطبق عليهم من هذه الزاوية تعبير الأقلية، لأنهم في مناطق توزّعهم يشكلون الأكثرية.

ماذا ينبني على كونهم أقلية أو أكثرية؟

ينبني على كون الكرد السوريين أقلية متميِّزة بلغتها وثقافتها وعاداتها وتقاليدها أنَّ لهم حقوقاً في إطار كونهم أقلية يجب أن يتمتَّعوا بها،طبعاً بحكم القانون المنظِّم لهذه الحقوق والضامن لها،وليس وفق مزاج الحاكم وهواه وظروفه الداخلية والخارجية. وهنا يبرز سؤال يبحث عن جواب : في أيِّ قالب يكون التمتع بهذه الحقوق ؟ في قالب الوحدة الاندماجية التامَّة ؟،وبذلك يبقون في مركز الدائرة ؛لهم حقوق الأكثرية نفسها،كما كان قبل مجيء القوميين الشوفينيين الاستئصاليين،إذ إنَّ عدداً من الكرد تبوؤوا مواقع مهمة في سورية؛مثل حسني الزعيم الذي صار رئيس الجمهورية وكذلك أديب الشيشكلي، ومحسن البرازي رئيس الوزراء ، و توفيق نظام الدين رئيس الأركان، ومن قبله وزير الدفاع الشهيد يوسف العظمة. وغير هؤلاء كثيرون.

 أم يكون الاختيارفي إطار الحكم الذاتي ـ كما يطرح بعض الإخوة الكرد؟ أي أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم في إطار الدولة السورية،في النواحي السياسية (ومايتصل بها من تأسيس الأحزاب والتنظيمات ذات الطابع السياسي،والهيئات التشريعية والتنفيذية الخاصة بالمناطق الكردية)،والإدارية والتربوية أو التعليمية والثقافية (ومايتصل بها من محافظة وتشجيع للفولكلور والتقاليد والتراث)،  والإعلامية(بأوجهها المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية،والمسرح والسينما،إنتاجاً وتوزيعاً ونشراً أو بثاً) والاجتماعية (وما يتعلق بالمؤسسات والجمعيات الخيرية،ذات النفع العام ) والصحية ...إلخ. ولا يبقى ضمن اختصاصات الحكومة المركزية إلا قضايا محدودة معينة كالجيش والاقتصاد والسياسة الخارجية على سبيل المثال. وحينئذ لايحق للكرد ما يحق للأكثرية من حقوق داخل الإطار السوري العام،لأنهم اكتفوابالصيغة الآنفة الذكر والعيش في محيط الدائرة وليس في مركزها،ولا أظن ذلك في مصلحتهم في شيء.لأهل وضْعَ الكرد السوريين يختلف من نواح عدَّة عن وضع إخوانهم في كردستان العراق. فهل فكَّرْنا في إيجابيات كل صيغة وسلبياتها،وعلى ضوئها كان القرار المصيري؟

إذن،على الإخوة الكرد أن يوازنوا بين أن يبقوا في مركز الدائرة ومركز الثقل فيها،أو أن يختاروا العيش في محيط الدائرة وعلى الهامش،ويتشرنقوا داخل ما يسمى الحكم الذاتي،ويضربوا حول أنفسهم طوقاً من العزلة، لايتصور عاقل أنه لصالحهم. فماذا يفضِّلون؟ بل ماذا يقررون؟ وقبل هذا : مَن يقرّر، والحركة الكردية غيرُ متَّفِقةٍ فيما بينها،بل في كل يوم حزب جديد،وكأنها تمثل شعوباً كردية لا شعباً كردياً في بقعة معينة؟

لماذا إثارة المسألة الآن؟

إننا إذ نثير هذه القضية الآن لتأخذ نصيبها من الاهتمام والنقاش وتقليب أوجهها المختلفة قبل اتخاذ الرأي النهائي بشأنها،لأنها مصيرية وتمسُّ مستقبل شعب بكامله.

يجب تبادل وجهات النظر والحوار المتواصل والمعمَّق حولها،على الصعيد الكردي ـ الكردي،والكردي ـ العربي ، والعربي ـ العربي. واضعين نصب أعيننا مصلحة سورية والسوريين،عرباً وكرداً وأقليات أخرى متآخية بأخوة الإسلام والوطنية. مستبعدين نهائياً من حواراتنا لغة التهديد والتخوين والنظر إلى القضايا الكبرى من زاوية مصالحنا الذاتية فقط . جاعلين إضعاف سورية خطاً أحمر لا يمكن الاقتراب منه أو تجاوزه.

إنني أرى سعيَ الحركات الكردية،بمختلف توجهاتها،نحو وضع ميثاق شرف حول الخطوط العريضة لحل المسألة الكردية في سورية من أولى واجباتها في هذه المرحلة،فهل أراني أحلم؟

 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ