ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 13/08/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

        

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


شهداء عفرين ..يروون بدمائهم

شجرة الحقد المقدّس على العربدة الصهيونية

بقلم إبراهيم درويش

nafizah_2006@yahoo.com

اللسان عاجز تماماً عن التعبير عمّا يحصل في النفس من اختلاجات ومشاعر متأجّجة متداخلة متقاطعة تجاه العدوان الصهيونيّ الغاشم على لبنان الشقيق  بعامّة، منذ نحو شهر، وتجاه عشرات العمال الكرد السوريين الذين قضوا نحبهم في الغارة الصهيونيّة الوحشيّة على منطقة القاع في سهل البقاع اللبنانيّ يوم الجمعة الماضي (4/8/2006م)، وسط حالة عربية رسمية من اللامبالاة أو التشفّي أو العجز أو الصمود والتصدّي حتى آخر مواطن لبنانيٍّ،ولاشيء سوى ذلك!!

نعود لهؤلاء العمّال الكرد المساكين، الذين ما دفعهم إلى الاغتراب والابتعاد عن الأولاد والزوجات إلاّ البحث عن اللقمة الشريفة الهنيّة،  التي استحال الحصول عليها في بلدهم الذي تحكمه الاشتراكية والاشتراكيون منذ ما يزيد على أربعين عاماً، ومع ذلك يعجز عن تأمين الحدّ الأدنى من متطلّبات العيش الكريم لأبنائه، فيضطرّون إلى الهجرة وخوض غمار ظروف  قاسية وصراع مرير من أجل البقاء، كتلك الظروف التي فرضت عليهم في لبنان هذه الأيام ، لعلّهم يعودون بما يسدّ رمق تلك الأفواه التي تنتظرهم على أحرَّ من الجمر في بلدهم ، لا سيّما وأنّ العام الدراسيّ الجديد على الأبواب، ولم يخطر لهم ببال أنّهم لن يعودوا إلى أولئك الأحبّة إلاّ أشلاءً ممزّقةً، في توابيت ملفوفة بأعلام الوطن، يستحيل على أولئك الأحبّة أن يلقوا عليهم حتى نظرة الوداع الأخيرة، وسط جوٍّ من الإرهاب، وانتشار غير معهود من عناصر الأمن المدجّجين بمختلف أنواع الأسلحة، الجاهزين للتدخّل السريع في أيّ لحظة في أماكن دفنهم، كما لم يخطر على بالهم أنّ مراسيم دفنهم كذلك ستكون كما يشتهي حكّامهم، فيصرّون على أن يتدخّلوا في أدقّ خصوصيات الإنسان ليس في حياته فحسب،بل حتى بعد أن يغادر هذه الحياة، هؤلاؤ الحكام الذين آلوا على أنفسهم منذ أكثر من أربعين عاماً ألاّ يخوضوا حرباً تحدّد إسرائيل زمانها ومكانها !! .

إننا في الوقت الذين نحسب هؤلاء الأحبّة شهداء، نسأل الله تعالى أن يجعل مأواهم جنان الخلد، لأنهم قتلوا بنيران صهيونية حاقدة على كلّ ما هو مسلم، ولأنهم قضوا غدراً في ديار الغربة بعيدين عن أهليهم وأحبّتهم، ولأنّهم كانوا يجاهدون على عيالهم وفي سبيل تأمين لقمة العيش لهم،ونتوجّه بأحرّ التعازي والمواساة لذويهم، سائلين الحقّ سبحانه أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يخلف عليهم خيراً، ويتولّى ذرّيتهم،فإننا نؤكّد بما لايدع مجالاً للشكّ أنّ دماء هؤلاء الأحبّة المغدور بهم لن تذهب سدى، بل ستكون لعنةًً أبديّةً على الصهاينة المجرمين، وأنّ هذه الدّماء الطاهرة التي أزهقت على ثرى لبنان الطهور تروي شجرة الحقد المقدّس في نفوس كلّ المسلمين عرباً وكرداً وقوميات إسلامية أخرى، وسيأتي اليوم الذي يقتصّ فيه من المجرم القاتل،وهو ليس ببعيد، وحينئذٍ فقط  يمكن أن يرتاح ضمائر ذوي هؤلاء الشهداء الأبرار،ويطفأ جمر الغضب المضطرم في قلوبهم.

ولا يفوتنا هنا أن نتوجّه بالرجاء إلى الإخوة  المسلمين المقتدرين ، أن يبادروا إلى الالتفاتة الكريمة إلى ذوي هؤلاء الشهداء،وبخاصةٍ أولادهم وزوجاتهم، فيكفلوهم ويعوّضوهم بعض ما فقدوه، حتى لا تتضاعف عليهم المصيبة، {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً }النساء. 9 صدق الله العظيم.

 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ