انعقاد
مؤتمر بروكسل وإعلان المجلس
الوطني الكردي :
صراعات
ساخنة ومواقف متناقضة
صلاح
الدين بلال - إعلامي كردي
بعد
انتهاء مؤتمر واشنطن الذي أقيم
برعاية المجلس الكردي ـ
الأمريكي بتاريخ 12 / 03 / 2006، تعهد
المؤتمرين في البيان الختامي له
بإقامة مؤتمر موسع في مدينة
بروكسل البلجيكية لاستقطاب
أكبر حشد من الأطراف السياسية
والشخصيات والمنظمات والجمعيات
المدنية والحقوقية والثقافية
التي تعذره حضورها في مؤتمر
واشنطن لأسباب مختلفة، لتأسيس
مرجعية كردية يمكن الرجوع إليها
في ظل المتغيرات النشطة الجارية
داخل وخارج سوريا، وفي المشاركة
في أي تغيير مرتقب على الخارطة
السياسية أوفي حالة الانقلاب
على كرسي الحكم في سوريا. وهذه
المرجعية تم الإعلان عنها مؤخرا
" بأسم المجلس الوطني الكردي
أو الكردستاني " حيث لم تأخذ
التسمية بعد القرار النهائي،
بانتظار ما قد يقرره المجتمعين
داخل المؤتمر والذين تنتظرهم
حزمة قضايا معلقة، عليهم البت
بها وإقرارها بأسم الشعب الكردي.
ولعل
الأجواء السياسية الهادئة قبل
الأيام القليلة لانعقاد مؤتمر
بروكسل المقرر بدء أعماله من 27
وحتى. 28 و29 / 05 / 2006. من هذا الشهر
لا تخفي السخونة الغير معلنة
لحالة الشد والجذب وحتى
الانقطاع، التي دائما ما ترافق
وتصاحب أي مؤتمر كردي يسعى
للمعارضة والتغيير الحقيقي في
سورية خارج البلاد، وذلك
لاستحالة تحقيقه داخل سورية.
ولكن ما يميز الحرارة المتزايدة
والصراعات الخفية التي بدأت
تدور رحاها خلف الكواليس لكل
الأطراف السياسية الكردية، وما
بين الجهة المنظمة للمؤتمر هي
محاولة كسب الوقت حتى الدقائق
الآخيرة ليوم المؤتمر.
وتفيد
معلومات مؤكدة أيضا إن هاجس
مؤتمر بروكسل اصبح الشغل الشاغل
لمكتب خاص في أعلى هرم أمني في
النظام السوري، وكما إن
المعارضة السورية الديمقراطية،
أيضا ليست بعيدة عن الحضور
والمشاركة فيه. ورغبة البعض
منها في محاولة التسلل لداخل
المؤتمر والتأثير فيه عبر أدوات
تابعة لها أو لمحاولة استكشاف
ما قد يتقرر داخل المؤتمر وعن أي
اتجاه ستنطلق أجند ته، وعن مسار
أو تقارب مع هذا الحلف أو ذاك
داخل المعارضة / العربية /
السورية. والتي تنظر بحرارة
لأكتسابها للورقة الكردية،
كعامل تغيير حقيقي على الأرض
وليس عبر البيانات أو كحالة
صوتية من خارج سورية.
ومن
ذلك كله أخذت تطفوا غيوم وسحب من
الدخان الداكنة في سماء الأيام
القادمة لمؤتمر بروكسل. مما دعى
كل هذه الأطراف المتناقضة من
جهة والمتوافقة فيما بينها أو
المتضررة، أن تصعد من حركتها
واتصالاتها الجارية فيما بينها.
والسؤال
ما الذي يحمله مؤتمر بر وكسل حتى
يلقي بظلاله الكثيفة على كل هذا
الأطراف لتشعل أوقدت طواحينها
ولا نسمع لها غير جعجعتها بدون
أن نرى طحينها، وما لذي يحمله
مؤتمر بر وكسل من جديد وتاريخي
لقضية الشعب الكردي في سوريا.
القضية
تكمن في معرفة التفاصيل ومتابعة
مجريات مؤتمر بروكسل التي
تفصلنا عنه أيام قليلة.
وحسب
مصادر مطلعة من داخل اللجنة
المنظمة لمؤتمر بروكسل فأن
القائمين عليه قد أنجزوا كامل
التحضيرات البروتوكولية من حيث
القاعة التي ستقام فيها أيام
المؤتمر والحجوزات للضيوف
وإقامة الوفود والأحزاب
السياسية وكذلك الشخصيات
المستقلة " التي ستلعب دورا
محوري لأول مرة بمشاركة الحركة
الكردية " والتي حددت تقريبا
بحضور 100 إلى 150 شخصية موزعين ما
بين الأحزاب السياسية
والمستقلين الذين تم انتقائهم
من بين 700 شخصية تمت دعوتها على
أسس أكاديمية ومهنية والرغبة في
استيعاب للإمكانيات والطاقات
والقدرات العملية والعلمية
والخبرات الدبلوماسية للبعض
منها والتي يمكن أن تقدمها هذه
الشخصيات لتنفيذ برنامج
المؤتمر القادم ومؤسساته التي
قد يعلن عنها والتي ستعمل على
إقامة التوازن الديمقراطي ودعم
الحركة الكردية والعملية
السياسية في سوريا والخارج
وإغناء هذه التجربة الأولى
ومساندتها
وكما
تم اخذ عين الاعتبار أتتوزع
التمثيلي المناطقي والجغرافي
للتواجد الكردي في سوريا كي
تتمثل في المجلس الوطني الكردي
ومؤسساته المستقبلية. أما
الوفود المشاركة للأحزاب
السياسية فتركت عملية إقرارها
لكل طرف سياسي التي تتحمل
مسؤولية المرشحين باسمها والتي
حددت بـــ 3 أسماء لكل طرف سياسي
داخل سوريا أو في الخارج ويحمل
الوفد صفة رسمية لحزبه ويعتبر
مسؤولا عن أي قرار قد يتخذ داخل
المؤتمر وليس كما جرت العادة من
حضور بعض الأطراف لبعض
المؤتمرات وقيامها بالتنصت
والاستماع ومحاولة التعليق أو
التخريب على كل شاردة أو واردة
لتقوم بسحب نفسها كالشعرة من
العجين بعد دس السم فيه ببيان
تنصل من القيادة العليا؟؟؟!!!!!!.
صراعات
أم صفقات.
أما
بالنسبة للأطراف السياسية
المشاركة فقد ترشح لنا أن
غالبية الأحزاب الكردية بما
فيها المتواجدة خارج سورية أبدت
استعدادها للمشاركة // تيار
المستقبل، اليكيتي، الكردي،
حزب آزادي، البارتي، الاتحاد
الديمقراطي، وحركة التغيير
الديمقراطي، الوفاق، وديمقراطي
كردستاني، والمجلس الكردي //.
وقد أرسلت بعضها أسماء وفودها
وسجلت موقفها ورؤيتها لجدول
أعمال المؤتمر ومناقشتها
لميثاق المجلس الوطني الكردي /
الكردستاني / رغم تصريح البعض
بعدم مشاركته // الديمقراطي
التقدمي حميد درويش، البارتي
نصر الدين ابراهم والوحدة
الكردي اسماعيل عمو واليساري //.
وذلك لأسباب أصبحت معروفة
للجميع.
وذكر
أيضا أن ثمة صفقات تعرض على
المؤتمر من عدة جهات.. فثمة عروض
بموافقة مبدئية للمؤتمر.. ولكن
بشرط تأجيل تشكيل المجلس الوطني
الكردي لأسباب ذكرت في العرض
بحجج عدم شرعية النصاب القانوني
لتشكيل المجلس الوطني الكردي..
خارج سوريا وبعيدا عن قرار
الداخل. والسؤال هل يمكن لثلاثة
أكراد شرفاء أن يعلنوا عن
اجتماع يشكل خطرا حقيقيا على
سياسة الصهر والإقصاء للشعب
الكردي من قبل البعث والسلطة
ويعقدوه في قامشلو أو عفرين دون
أن يتم اعتقالهم أو اغتيالهم
وتشريدهم.. ولعل الأيام الأخيرة
من الأعتقالات العشوائية التي
طالت كل الحراك السياسي والمدني
يؤكد باستحالة عقد اجتماع لعيد
الشجرة دون موافقة السلطات،
وتحت يافطة لكل بعثي شجرة وكل
الأشجار لبشار الاسد..
وكما
هناك طروحات أخرى من أطراف
سياسية كردية أخرى ضد التشكيلات
السياسية الجديدة التي ظهرت بعد
انتفاضة آذار، ومحاولة إقصائها
من حضور المؤتمر تحت حجج أن
وحدها تملك صك الأصالة الكردية
والتراث النضالي التاريخي في
منازلة البعث؟؟؟؟ وتحمل حق
وراثة الشعب الكردي إلى الأبد
تيمنن بأفكار وسياسية البعث !!!
بينما أن الأحزاب الجديدة على
الساحة/ الوفاق، حركة التغيير،
بارتي ديمقراطي، كتلة المعارضة
الكردية، جوانن كرد،.. وغيرهم من
الجمعيات هي لأكراد قدموا من
الفضاء وهم من صناعة صينية
وأعضائها لم يكونو حتى عهد قريب
رفاق الامس في نفس هذه الاحزاب
وأن ما شردهم في بلاد الله ليس
الا سياسة وارهاب البعث،
وأتهامهم بأنهم ليسو أكراد
اقحاح ولا يحملون الجينيات
الوراثية كما يحملون هم.
أليس
من الغريب أن يرفض هؤلاء حتى
لقاء أصحاب الرؤى الجديدة
والحوار معهم بينما يهرولون في
لقاء اصغر عنصر أمني أو من البعث
تحت مقولة لأجل الدفاع عن
القضية العادلة للشعب الكردي
!!!!!!!!!! والغريب في الأمر أن
العالم تغير 360 درجة والأحزاب
الكلاسيكية الكردية لا ترغب أن
ترى أن العالم تغيير ويتغير كل
لحظة.
فيما
تشير بعض المؤشرات أن أطراف
أعلنت مشاركتها سابقا قد تخضع
لضغوط النظام مما يمنعها من
الحضور وأن بعض الأطراف تسعى
لمناورة سياسية تحفظ ماء وجها
بين قواعدها وبين الشارع الكردي
وأمام النظام من جهة أخرى.
و التي
قد تنسحب في آخر لحظة أو تعلن
بعض الشروط التي قد تجد فيها
مخرجا لها للحفاظ على ما تبقى من
عذريتها السياسية المفقودة.
بينما
أبدى قسم آخر تحفظه عن نتائج
المؤتمر وعلى الآليات التي
اتخذت قبل المؤتمر والانفراد
ببعض التوصيات والقرارات للجنة
المنظمة والتي اتهمت
بالعائلية؟؟؟ وذلك خلاف
لمقررات مؤتمر واشنطن.
وتعقيبا
على ذلك صرح مصدر رسمي لنا إن
البعض يحاول أن يحشر نفسه كوصي
بأسم الآخرين، وأن يتحدث بأسم
أطراف ستشارك بقوة داخل المؤتمر
وأكد عن رغبة ومحاولة البعض على
التشويش على المؤتمر خدمة
لأغراض وجهات لم يسميها، وتابع
" أن البعض لا يدرك حجم الضغوط
الهائلة التي تمارس على المؤتمر
وعن ثني المنظمين لها الرغبة في
إنجاز ما قد عجز البعض عنه والذي
يحقق تعاطف ودعم الشارع الكردي
الذي هو المصدر الأساسي للمؤتمر
وأن من يحاول سحب المؤتمر إلى
معارك جانبية ليس إلا من ضعفاء
وقصيري الثقافة والوعي السياسي.
****
أراء
متناقضة لأطراف المعارضة
السورية وموقف حازم ومتشدد من
النظام.
وحتى
تاريخية فأن المؤتمر سيعلن في
تاريخه وان كثير من الأسماء
أعلنت مشاركتها فعلا بما فيها
منظمات أوربية وأمريكية / لجنة
محايدة لمراقبة عمل المؤتمر
وعملية الانتخابات والتصويت
للمجلس الوطني الكردي / وأيضا من
أطراف المعارضة السورية التي
تمت توجيه دعوات لها كجبهة
الخلاص والإخوان المسلمون / عبد
الحليم خدام، صدر الدين
البيانوني / وحزب الإصلاح
السوري / فريد الغادري / والتجمع
الوطني / رفعت الاسد / وأحزاب
أخرى..
ولكن
عقبات ظهرت في الآونة الأخيرة
قد تمنع من حضور بعض الأطراف
للمعارضة السورية التي احتجت
على وجود فقرة باللغة
الإنكليزية لنسخة وثيقة ميثاق
المجلس الوطني الكردي ورددت في
النص أن " الشعب الكردي في غرب
كردستان.. " حيث اعتبرت بعض
هذه الأطراف التي لا تخفي
حنينها القومجي في تخوفها
واستنكارها من ورودها في
الميثاق " الإنكليزي "
والذي لا يتواجد في النص العربي
للميثاق من أن يكون تكريس لرغبة
انفصال الكرد السوريين عن
سوريا؟؟؟ وتكرار تجربة أكراد
العراق.
وهنا
كيف يمكن خلق حوار بين أطراف
كردية وعربية دون أن يعترف
الآخر بحقوق الآخرين " حرا
" وليس على أسس استعبادية
بطرق أخرى في ظل الأنباء على
حصول شعب دار فور والصحراء
وجنوب السودان على حقهم في
اختيار حريتهم وتقاسمهم السلطة
والثروات، فهل الاكراد " في
غرب كردستان " خارج قاعدة
الشعوب أم ما زال هناك من يفكر
بأنه خير أمة أخرجت للعالمين
وللبشر ولسوريا وكل من مادون
درجة ثانية.
وهل من
سبيل افضل لتحقيق أهداف عامة هو
الجلوس والحوار الديمقراطي بين
الأصدقاء والحلفاء قبل
الأعداء؟؟!!.
*****
ويعتبر
اليوم الأخير من المؤتمر 29 / 05 /
2006 الذي سيعلن مقرراته فيها
للصحافة والرأي العام من خلال
مؤتمر صحفي تحت قبة البرلمان
الأوربي يحمل دلالات مهمة على
الصعيد الدعم الأوربي لجهود
المعارضة الكردية في سوريا،
ولكن ذلك قد لا يرضي جهات أوربية
امتعضت من الثقل المتعاظم
للموقف الأمريكي فيه حيث عبرت
جهة أوربية عن تحفظها من مؤتمر
بروكسل وسعت في التأثير لدى
اللجنة المنظمة لتأجيل المؤتمر
وأستضافتها على أراضيها وشملها
تحت رعايتها، وما زالت
المحاولات قائمة لدى هذه الجهة
لرفض الاستفراد الأمريكي في
مؤتمرات المعارضة السورية
وخاصة ما قد يتقرر في بروكسل.
ترتيبات
أمنية.
سترافق
أيام المؤتمر ترتيبات أمنية غير
عادية ومتشددة نظرا لتخوف
القائمين عليه من أي اختراق
امني وخاصة بعد ورود معلومات
أولية في تجنيد خلايه مدربة
بشكل جيد وعالية الجاهزية تعمل
لحساب النظام السوري ومتخرجة من
معسكرات حزب الله ومن إيران
وبعض معسكرات الفصائل
الفلسطينية الموالية لسورية
والخشية من قيامها ببعض
المحاولات التخريبية والتصفيات
لصالح النظام السوري ضد بعض
الشخصيات الهامة من المعارضة
الكردية والسورية.
وكما
أعلن مصدر من بعض الوفود
الراغبة في المشاركة من داخل
سوريا في تعرضها للتهديد شديد
اللهجة من قبل الأفرع الأمنية،
بمنع كل طرف سيشارك من داخل
سورية في السفر واعتقاله فورا
حين عودته إلى سوريا، ولصق تهمة
تمزيق وحدة البلاد وتشكيل أحزاب
ممنوعة ومحاولة ضم جزء من
البلاد إلى جهات أجنبية
به؟؟؟؟؟؟ وهذا يكفي لعقوبة 15
عاما، هذا إذا سلم طير من طيور
السلام وطار فوق الحدود برغبة
حضور مؤتمر بروكسل ولم يتم
اعتقاله وأصطياده حيينها فورا.
وفي
محاولة لضبط الوضع الأمني ستوزع
بطاقات خاصة للضيوف والمدعوين
كهوية مرور للمؤتمر، بينما
سيمنع أي حضور غير المدعوين
للمؤتمر وسيتم تغطية المؤتمر
عبر شبكة إعلامية وحضور أعلامي
كبير من عدة جهات عربية وأجنبية
وكردية.
كما
عربت اللجنة المنظمة عن تبنيها
لكل مصاريف التي تترتب عن
المؤتمر وإقامة الضيوف والتي
ستعلن من مصادر تمويلها لها
داخل المؤتمر بشكل علني والتي
أكدت إنها تبرعات عبر جهات
وشخصيات كردية.
ويبقى
الهاجس الكبير للجميع.. هل سينجح
مؤتمر بر وكسل في لم شتات القرار
الكردي في سوريا لأول مرة ورغم
انف وضغوط جهات متعددة أم سيشكل
المؤتمر بنتائجه طرفا سياسيا
جديدا على الساحة في ظل ظهور
أسماء وتشكيلات يوميا لا نعرف
عنها إلا عبر الإنترنت
والبيانات ولا تحمل جديدا إلا
في الشعارات والاتهامات، ولا
يشتم منها إلا الرغبة في تصفية
حسابات وحب في وراثة الكرسي "
الحزبي " والقرار الكردي على
الطريقة البعثية أو الصدامية،
في ظل حالة السخط المتزايد
للشارع الكردي عن ما وصلت إليه
الحركة السياسية من عجز وأزمات
لا تصب في صالح الدفاع عن القضية
الكردية بل تساهم في بقاء
الأوضاع مجددا رهن رياح المصالح
وعصى النظام.
أخبار
الشرق
الأربعاء
24 أيار/ مايو 2006

|