ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 09/08/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

        

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الأدب الكردي في سطور

(3)

إبراهيم درويش

أولاً : الأدب الكردي في القرن التاسع عشر :

بدءاً من هذا القرن تعاقب كثير من الشعراء الكرد، ساد بينهم اتّجاهان : الأول ديني، والثاني صوفيّ.وهما في الحقيقة ينطلقان من مصدر واحد هو الإسلام .

لقد سيطر الاتّجاه الصوفي على كتابات كثير من الشيوخ والملالي الذين كانوا يجهدون في بثّ الصوفية في نفوس طلاّبهم من خلال أشعار سطرت في دواوينهم بقدر من التكرار والتقليد. من بينهم مولانا خالد النقشبندي (1777 ـ 1821م )، الذي أدخل الطريقة النقشبنديّة إلى كردستان.والشيخ معروف نودهي (1755ـ 1838م)، الذي بلغت مؤلفاته الدينية عشرين مجلّداً. والملاّ خليل من سعرت في كردستان تركيا، والمستشار ميركور من راوندوز (1826 ـ 1889 م )، ونور الدين بِفِركي المتوفى عام 1846م،وإفدرهام أختبي ( (evderham akh tepi المتوفى عام 1884م، الذي قلّد أحمد خاني وكتب في مدح الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم وأطرى كردستان.

ومن شيوخ السليمانية في هذا العصر الشيخ سالم (1845 ـ 1909م)،الذي يتّصف شعره بالأسى والرثاء لشقاء الحياة في هذا العالم.وهناك محوي النقشبندي (1830 ـ 1904م)،نصير الأفكار والنظريات الصوفية،التي يحاكي بها ملاّ صالح (1851 ـ 1904م) .

أمّا الشعراء الكرد في كردستان إيران فكان إنتاجهم غزيراً جدّاً. فالشاعر سَيِفاكو ((seyivako (1808 ـ 1881م) بلغت قصائده عشرين ألف قصيدة. والشاعر فتّاح جبارو (1806 ـ 1876م ) كتب بالعربية والكردية والفارسية والتركية . وهناك الملاّ رحيم تواجوزي صاحب الإبداع والابتكار،ويُدعى المولوي(1806 ـ 1852م)، الذي أدخل أو ابتكر المقاطع الشعرية الملتزمة بالقافية.

وبين طائفة أهل الحق أو العلي إلهية ظهر شعراء، أمثال تمور كهولي temur qhuli)) المتوفّى عام 1852م،وخليفة طيفور،ودرويش نوروز المتوفى نحو عام 1875م،والملا ويلاو خان ((welaw khan  (1776ـ 1885 م )  صاحب ملحمة ليلى ومجنون الكردية، وأحمد بك كومازي (1795 ـ 1876م )،الذي اشتهر بمرثيته المؤثرة لموت زوجه .

وخلال هذه الفترة ظهر أيضاً وازدهر الشعر الغنائي الوطني بحسنه وروعته. ومن شعراء هذا النوع من الشعر شاه برتو (pirtu ) من هكاري،ومحمد آغا جاف،ومصطفى صاحب كيران (1809ـ 1849م )،وكذلك سليم عبدالرحمن(1800 ـ 1866م )،ومفتي زهاوي (1792ـ 1890م )،الذي كان أستاذاً في فنون كثيرة.وكذلك وفائي مرزا رحيم (1836ـ 1892م )، والنابغة الأديب عبدالله بك مشباح(1859ـ 1912م)المشهور مع وفائي بالشعر الغنائي والصوفي والوطني. وهناك أيضاً ملا خيزر (خَضِر ) ميكائيلي  من شهرزور( 1797 ـ 1855م)، المشهور ب"نالي" أي الأنين، لأنه شهد انهيار الإمارة البابانية التي كانت تربطه روابط صداقة بآخر أمرائها، فحزن لهذا الانهيار، وظلّ هذا الزن يرافقه طوال حياته، بعد أن كان مغرماً بحب حبيبته "حبيبة"،وينظم فيها أجمل أشعاره، من ذلك قوله:

خصلات الشعر مبعثرة حول قدّكِ

وقد خدعتني اليوم وحالت دون معرفتك

لماذا لا أبكي، عندما تؤذين مئة مرة قلبي..

كيف لا تنسكب الخمرة، والقدح مكسور من مئة مكان؟

وأخيراً يمكن الإشارة الملحد ( اللاأدري ) حاجي قادر كويي (1)، نسبةً إلى كويسنجق التابعة لأربيل (1815 ـ 1892 م )، الذي حكمت عليه السلطات العثمانية بالإعدام وأمرت بحرق كتبه وأشعاره(2) .

 

ثانياً : الأدب الكردي في القرن العشرين :

لم يُصَبْ شعبٌ كالشعب الكرديّ في القرن العشرين، نتيجة اتفاقيات سايكس بيكو وويلات الحربين العالميتين الأولى والثانية،فبلاده قسّمت على خمسة كيانات مستحدثة، وهذه الكيانات كلّها تتبع معه ـ بدرجات متفاوتة ـ سياسة الإلغاء والتذويب والقهر وتجاهل الحقوق القومية والخصوصية اللغوية والثقافية. وقد حاول الكرد وسط هذه المحنة التي لم تمرّ عليهم مثلها أن يدافعوا عن حقوقهم ويثبتوا وجودهم بما أوتوا من قوة ووعي ـ وإن كانا دون مستوى التحديات .ومما عمّق المأساة هو استغلال هذه الكيانات لمعاناتهم لحلّ تناقضاتها فيما بينها،وكذلك الدول الكبرى .

وسط هذه الظروف البالغة التعقيد عمل الأدباء الكرد وحاولوا النهوض. وكان أدبهم صدى لهذه الظروف وانعكاساً لها،لاسيّما الصحافة التي أخذت تنمو وتتطور وتأخذ اتّجاهات عدّة،تبعاً لكل كيان يحكم قسماً من الشعب الكردي،وتبعاً للايديولوجيات والتيارات التي هبت على المنطقة بعامّة وعلى الكرد وكردستان بخاصّة،من شيوعية وقومية وليبرالية،فضلاً عن التيارات المحافظة الموجودة أصلاً فيها.

وفي هذا الصدد يمكن الإشارة إلى الصحف الآتية :

مجلّة "زن ـ Jin " أي المرأة،الأسبوعية وأثبتت وجودها منذ 1924.

ومجلة كَلاويز(نجمة سهيل) في بغداد بين عامي (1939-1949),و(هتاوْ) في أربيل عام 1954.وفي يريفان-عاصمة أرمينيه السوفياتية صدرت صحيفة "رِياتازه-الطريق الجديدة)منذ عام 1929,وصحيفة "كردستان"في إيران للفترة (1959-1963),وفي دمشق أصدر أبناء بدرخان صحيفة "هاوار-الصرخة"للفترة (1932-1935)و(1941-1943)إذ صدر 57عدداً. وصحيفة" روناهي" (1942 ـ 1945م)ـ 28عدداً.

وفي بيروت صدرت صحيفة "روزا نو ـ rujanu " أي اليوم الجديد،للفترة (1943 ـ 1945م ) ـ73 عدداً.وخلال عام 1958 نشر الحزب الديمقراطي الكردي صحيفة "خه بات ـ الكفاح"،إلخ من الصحف.علما أن كتاباً صدر في بغداد بعنوان "تاريخ الصحافة الكردية "،يبحث بالتفصيل هذا الجانب .

أما النثر الكردي فقد شهد هو الآخر تطوّراً لا بأس به،فقد شهدت حركة الترجمة من اللغات الأخرى إلى الكردية نشاطاً ملحوظاً، إذ ترجمت بعض أعمال بوشكين وتولستوي ومكسيم جوركي وغيرهم من الكتّاب الروس،كما ترجمت بعض أعمال فيكتور هوجو وألفونس دوديه ولامونيه وشكسبير  وفولتير وجرجي زيدان.

نشطت أيضاً ترجمة أعمال أدبية كردية إلى الفرنسية والروسية والأرمنية والألمانية والإنكليزية،فضلاً عن العربية.

أما باللغة الكردية فقد كتبت أعمال أدبية تستحق الإشادة،ففي أرمينيا نشر "عرب شمو ـereb shamo " عام 1935 سيرته الذاتية بعنوان " الراعي الكردي "، وأنتج في عام 1958 رواية سمّاها "الفجر ـberang"،كما أنتج في عام 1959 رواية "الحياة السعيدة". ول"جكر خوين ـcegerxwin " قصة طويلة تحكي مغامرات اثنين من اليافعين "جيم وجلبري ـ jim&gulperi"،وقد نشرها عام 1946م.وهناك قصة "نظم اللؤلؤ" المتميزة للكاتب الغزير الإنتاج علاء سجادي،الذي أتحف القراء عامي (1957ـ 1958م) بثلاثة مجلدات حوت قصصاً وروايات أدبية رائعة،وهي قصص امتزجت بنزعة فلسفية ،فكرية،أدبية، تاريخية.(3) .

وكان للشعر الكردي الصوفي والوطني والاجتماعي حضوره،و نصيبه من النهوض والتطوّر،لاسيّما شعر صاحب الحب الإلهي "كاكه حمه ناري ـ kake heme  nari"أو الأخ محمد ناري(1874ـ 1944م). و "بير مرد ـ pirmerd"أو الرجل الوقور،وحاجي توفيق(1867ـ 1950م )،الذي استطاع أن يصل إلى قلوب الناشئة الكرد وعقولهم،وعبدالله محمد المشهور ب"زيوه رـziwer "(1875ـ 1948م)،الذي اهتمّ بالشباب وفاضت أشعاره بالرقة والعذوبة،ومحمد شيخ عبدالقادر أو "كاني ـ النبع" المولود عام 1900م،صاحب المقطوعات القصيرة الجذابة،التي "أقلّ ما يمكن وصفه ،بنفحات عطرية يهيم بها القلب والروح.." منها : زهرة حدائق مريوان 1951،وسهول جرميان 1955م.ومن هؤلاء الشعراء فائق عبدالله (1905 ـ 1948م ) المشهور بلقب" بي كه س ـ أي المنبوذ"،صاحب العاهة البدنية والخلقية، الذي لم يتوقّف أبداً عن حثّ الشباب ودفعهم للكفاح من أجل العدالة والفضيلة ومن أجل بلادهم.ولنسمع إليه في قصيدة له بعنوان " دمعة على رجمة " [ترجمة صلاح الدين المدرس]:

ازرع أيها المتجول في المقبرة
آهة على تراب ضريحي
واسكب على رجمتي المرمرية
دمعة طرية من أحداقك
وقد كنت في عالمك النيّر
روحًا في الجسد الجميل
أجول كفراشة بين الأزهار
كان حضن الأم مهد دلالي
وكنت روح الأب
وأصبح سواد عيني أغنية على الأفواه
صادفت فتى عديم الشهامة في طريقي
وبالإيمان وبالوعود تلفف كالثعبان الأسود في سريري
وأفرغ سمه وأهدر كرامتي
وعاد متواريًا في جحره ولم يأبه بوجهي ووجه أبي وأمي الصفر
بل بصق بها هو وأبوه
وكان يملك القوة والنفوذ
وكان قويًا متنفذًا بعيدًا عن العقاب
ولكن وا آسفا فقد جاء أجلي
ذبحًا بيد أبي
وتضرج بالدم شعري وانسدل على عيني
فلم أعد أرى أثر ذلك في وجه أبي
ولم أدرِِِ هل جرؤت أمي الحنون
على أن تقيم دون خجل مناحة

وثمّة شعراء كرد اتّصفوا بصفة قلّما يتّصف بها معظم الأدباء، وهي صفة المراجعة الكثيرة والدائمة لأعمالهم الأدبية،لا سيّم الشعرية منها، من هؤلاء جاسم جليل المولود عام 1908م، صاحب ديوان " ألاجوز ـalagoz"،وكتاب " أيامي"، فقد أجرى التنقيح والتهذيب المسهب على إنتاجه أكثر من عشرين مرة. لنقرأ له هذه الأبيات،بالرغم من أن الترجمة تفقد النصّ روحه وروعته:

أنا وردة برية،لم ينفتح برعمها بعد

الشمس والندى غمراني بوابل من الفتنة والجمال

إذا أنت لم تلمسني

فلن تتفتّح زهرتي ولن تنثر عطرها

إذا أنت لم تلمسني

سوف لا أذرف من شذاي رحيقاً

أنا زهرة برية ،زهرة من الجبال الشاهقة

بعيدة عنك كثيراً

أزهار الحب المتآلفة الوارفة

تليّن الثرى من حول جذوري بنفحات الحب

إذا أنت لم تلمسني

فلن تتفتّح زهرتي ولن تنثر أريجها

إذا أنت لم تلمسني

سوف لا أذرف من شذاي رحيقاً

أوه ! أيها البستاني المسهّد، الهائم بين الأزهار

تعال وانتزعني واحملني إلى الجبل

إذا أنت كنت شجاعاً واستطعت أن تحملني بعيداً

هناك سوف أملأ قلبك بالسعادة والمرح

تماماً كعروس زفّت من ساعتها لعروس.

وللأمير كاميران بدرخان مجموعات شعريةجميل،منها:" قلب أولادي "،عام 1932،و" ثلوج النور " عام 1935، التي ترجمت إلى الألمانية والفرنسية، و"رباعيات الخيام "عام 1938، وهي أشبه بملحمة هوميروس.

أكتفي بهذا القدر من الحديث عن الأدب الكردي،لأن الحديث المفصّل عنه ليس مجاله هنا ، وإنّما في صفحات الكتب ،ككتاب علاء الدين سجادي " تاريخ الأدب الكردي "، وغيره .

الهوامش :

(1): توماس بوا :تاريخ الأكراد ،مصدر سابق، ص 168 ـ 170.

(2): أحمد تاج الدين : الأكراد ـ تاريخ شعب وقضية وطن ، مصدر سابق،ص 64 .

(3):توماس بوا ، المصدر السابق، ص 173 ـ 177 .

(4): المصدر نفسه، ص 181 ت 182 .

 

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ