ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 30/01/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بعد مُضِيِّ رُبْعِ قَرْنٍ على وُقُوعِها

ما يزال العالَم يتجاهل مأساةَ العصر في حماة

بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف

أربعون ألف قتيل، من الشباب والنساء والأطفال والشيوخ والعجائز.. ومثلهم من المفقودين.. وثلاثة أضعافهم من المهجَّرين الحمويين.. وربعُ قرنٍ مضى على وقوع المأساة.. وما تزال حماة لا بواكي لها، ولا قاضي عادلاً يُنصفها، أو يقتصّ من مقترفي مأساتها، الذين ملأوا الأرض جَوْراً وفجوراً !..

ربع قرنٍ مضى، وما تزال مأساة العصر التي كتب فصولها الطائفيون الحاقدون.. ماثلةً في حدقات العيون، ومآقي الثكالى، ومُقَلِ الآباء والأمهات، وذاكرة شعبٍ مسلمٍ أصيلٍ صادرت إرادتَه وحريتَه حفنةٌ من اللصوص القتلة الطائفيين !..

لو تحرّك ضمير النهج (الميليسيّ)، باتجاه مجزرة حماة ومأساتها التي بدأت في الثاني من شباطٍ لعام 1982م.. لما قُتِلَ الحريري اليوم ومَن سبقوه بدمٍ بارد، ولما أُخرِجَ المقاومون الفلسطينيون من لبنان، ولما استمرّت الحرب العدوانية الفارسية على العراق الشقيق ست سنواتٍ إضافية، قُتِلَ فيها مئات الآلاف من العراقيين، ولما ارتكب شارون وزبانيته جرائم صبرا وشاتيلا، ولما وصل جيش الرعاديد الصهاينة إلى بيروت، ولما صارت الجمهورية السورية وراثية، ولما تطاول ليلُ الشام حتى اليوم !..

لو كان العالَم المسمى بالعالَم الحرّ مُنصفاً غير منافقٍ.. لكان سدنة العصابة الحاكمة في دمشق مُصَفَّدين في (لاهاي) منذ ربع قرنٍ في الأقل، مكفوفي الأذى والفساد والاستبداد الذي يملأ اليوم كلَ أركان سورية وربوعها !..

لو كانت ضمائر العُربان والطرشان والعميان والقُطعان.. حيّةً غير مشلولة.. لما نمت طبقات الطفيليين الوصوليين، من أرباع المثقّفين وتجار المبادئ والدين.. الذين ما انفكّوا يحجّون إلى دمشق هاتفين : بالروح.. بالدم.. نفديكم يا قتلة، ويا لصوص، ويا طائفيين !..

في حماة ومأساتها.. سقط الطائفيون المجرمون.. أما في ذكرى حماة الرابعة والعشرين، فقد سقط سماسرة القومجيين، ومغفَّلو وفود تقديم الطاعة والرقص على جراحنا، من أصحاب العمائم الزائفة وألسنة السوء الآمرة بمنكر الطغيان، كما سقط شعراء الطغاة وكتّاب البغي وعبيد الأرباب المزيّفين، الذين ما فتئوا يبيعوننا وطنيةً وتنظيراً فارغاً، فاقداً بوصلة الشرف والدين والمعيار الخُلُقيّ والإسلاميّ الحقيقيّ !..

لقد انتهك الطائفيون المجرمون في حماة، كلَ ما يخطر على قلب البشر من حقوق الإنسان.. فقتلوا، ودمّروا، وانتهكوا الأعراض، وعذَّبوا، وداهموا البيوت الآمنة، وسرقوا، ونهبوا، واعتدوا على المساجد والكنائس والمقدّسات، وهجّروا الأبرياء، وجوّعوا الأطفال، وأرهبوا النساء، وانتهكوا الكرامة الإنسانية، وسجنوا، وذبحوا على الهوية، وصادروا الأرزاق.. وكل ذلك وغيره لم يحرّك ضمير البشرية في القرن العشرين !..

ستبقى مأساة حماة، وصمةَ عارٍ في جبين الإنسانية، ومصدرَ قلقٍ في عقول الشرفاء، ودليلَ اندحارٍ لكل المبادئ الإنسانية.. ودافعاً قوياً لشعبنا، يدفعه بقوةٍ نحو انتزاع حقوقه من اللصوص القتلة الأسديين ومَن لفَّ لفّهم.. وتأكيداً ثابتاً على أنّ الحقوقَ تُنتَزَع ولا تُمنَح !..

سنناقش بإذن الله كلَ ما انتهكه السفاحون، من حقوقٍ إنسانية، خلال مجزرة القرن ومأساتها المستمرة، واللهَ نسأل أن يُزيحَ هذه الغمّة عن صدور أبناءِ حماة وأبناء سورية والشرفاء في كل مكان .

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أرسل مشاركة

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ